أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَضْرِبُ فِي الْخَمْرِ بِالنِّعَالِ ، وَالْجَرِيدِ أَرْبَعِينَ " , وَأَبُو بَكْرٍ ضَرَبَ أَرْبَعِينَ ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ، فَشَاوَرَهُمْ عُمَرُ ، فَقَالَ ابْنُ عَوْفٍ : أَرَى ، أَنْ تَضْرِبَهُ ثَمَانِينَ ، فَضَرَبَهُ ثَمَانِينَ , رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَرَوَاهُ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ سَكِرَ ، قَالَ : " فَأَمَرَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا ، فَجَلَدَهُ كُلٌّ رَجُلٍ جَلْدَتَيْنِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ " وَهَذَا يُوَافِقُ رِوَايَةَ هِشَامٍ فِي الْعَدَدِ ، وَهَذَا الْقَائِلُ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، بِلَفْظٍ آخَرَ ، مُحْتَجًّا بِهِ فِي ، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ جَلْدٌ مَعْلُومٌ ، حَتَّى كَانَ زَمَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَإِذَا كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يُخْبِرُ فِي رِوَايَتِهِ ، بِأَنَّهُ جَلَدَهُ بِجَرِيدَتَيْنِ نَحْوًا الأَرْبَعِينَ ، وَفِي رِوَايَتِنَا بِأَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ أَرْبَعِينَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ضَرَبَ أَرْبَعِينَ ، وَعَلِيٌّ ، فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ يُخْبِرُ ، بِأَنَّهُ جَلَدَ أَرْبَعِينَ ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ سَأَلَ مَنْ حَضَرَهُ ، فَقَوَّمَهُ أَرْبَعِينَ ، وَجَلَدَ هُوَ أَرْبَعِينَ ، وَجَلَدَ عُمَرُ صَدْرًا مِنْ خِلافَتِهِ أَرْبَعِينَ , وَحِينَ تَكَلَّمَ فِيهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمْ يُنْكِرُوا جَلْدَ أَرْبَعِينَ ، وَقَالَ فِيهِ سَائِلُهُمْ : إِنَّ النَّاسَ قَدِ انْهَمَكُوا فِي الْخَمْرِ ، وَتَحَاقَرُوا الْعُقُوبَةَ فِيهِ ، يَعْنِي الْعُقُوبَةَ الْمَعْهُودَةَ الْمَعْرُوفَةَ بَيْنَهُمْ ، وَهِيَ أَرْبَعُونَ ، أَفَلا يَكُونُ هَذَا مَعْلُومًا ؟ وَلَئِنْ صَارَ الثَّمَانُونَ حَدًّا مَعْلُومًا بِتَوْقِيتِ الصَّحَابَةِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ ، فَلِمَ لَمْ تَصِيرِ الأَرْبَعُونَ حَدًّا مَعْلُومًا بِتَقْوِيمِ الصَّحَابَةِ فِي أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ ، وَتَحَرِّيهِمْ فِي ذَلِكَ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِعْلَ أَصْحَابِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ ؟ بَلْ هَذَا أَوْلَى ، أَنْ يَكُونَ حَدًّا مُؤَقَّتًا بِتَوْقِيتِهِمْ ، فَلَمْ يَعْدِلْ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ حَيَاتَهُ وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ ، أَنَّهُ بَعْدَ تَوْقِيتِهِمْ ، إِذَا أُتِيَ بِالرَّجُلِ الضَّعِيفِ الَّذِي كَانَتْ مِنْهُ الزَّلَّةَ ضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ ، وَجَلَدَ عُثْمَانُ بَعْدَهُ ثَمَانِينَ ، وَجَلَدَ أَرْبَعِينَ ، وَجَلَدَ عَلِيٌّ أَرْبَعِينَ , وَكُلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى ، أَنَّ الْحَدَّ الْمُوَقَّتَ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعُونَ ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يُوَقِّتُوهْ بِالثَّمَانِينَ حَدًّا ، وَأَنَّ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَهَا ، إِنَّمَا هِيَ عَلَى وَجْهِ التَّعْزِيرِ ، وَقَدْ أَشَارَ عَلِيٌّ إِلَى عِلَّةِ التَّعْزِيرِ فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَى عُمَرَ ، وَفِي قَوْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِيمَنْ مَاتَ فِي حَدِّ الْخَمْرِ : وَدَيْنَاهُ ، دَلِيلٌ بَيِّنٌ عَلَى أَنَّهُمْ ، لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى الثَّمَانِينَ حَدًّا ، إِذْ لَوْ كَانُوا وَقَّتُوهُ ، بِالثَّمَانِينَ لَمْ يَجِبْ فِيمَنْ مَاتَ مِنْهُ دِيَةٌ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ عِنْدَنَا : إِذَا مَاتَ فِي الأَرْبَعِينَ الزَّائِدَةِ , وَقَوْلُهُ : فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُسِنَّهُ ، يَعْنِي لَمْ ، يُسِنَّ فَوْقَ الأَرْبَعِينَ ، أَوْ لَمْ يُسِنَّ ضَرْبَهُ بِالسِّيَاطِ ، وَقَدْ سَنَّهُ بِالْجَرِيدِ ، وَالنِّعَالِ ، وَأَطْرَافِ ، الثِّيَابِ وَنَحْنُ هَكَذَا ، نَقُولُ : لا نُخَالِفُ مِنْهُ شَيْئًا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ ، وَبِعِصْمَتِهِ , وَالَّذِي يُحْتَجُّ بِهِ فِي إِبْطَالِ حَدِيثِ ابْنِ الْمُنْذِرِ لا يَقُولُ بِهِ ، وَلا يَرَى فِيمَنْ مَاتَ مِنْهُ دِيَةً وَهَذَا دَأْبُهُ فِي بَعْضِ مَا لا يَقُولُ بِهِ مِنَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ يَجْتَهِدُ بِهِ فِي إِبْطَالِهِ بِحَدِيثٍ آخَرَ ، فَإِذَا نَظَرْنَا فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ الآخَرِ وَجَدْنَاهُ ، لا يَقُولُ بِهِ أَيْضًا ، فَكَيْفَ نَحْتَجُّ بِهِ فِي إِبْطَالِ غَيْرِهِ ؟ فَإِنْ قَالَ : رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ جَلَدَ الْوَلِيدَ بِالْمَدِينَةِ بِسَوْطٍ لَهُ طَرَفَانِ أَرْبَعِينَ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ ثَمَانِينَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
قَتَادَةَ | قتادة بن دعامة السدوسي / ولد في :61 / توفي في :117 | ثقة ثبت مشهور بالتدليس |
هِشَامٍ | هشام بن أبي عبد الله الدستوائي / ولد في :74 / توفي في :152 | ثقة ثبت وقد رمي بالقدر |
وَكِيعٌ | وكيع بن الجراح الرؤاسي / ولد في :128 / توفي في :196 | ثقة حافظ إمام |
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ | ابن أبي شيبة العبسي / توفي في :235 | ثقة حافظ صاحب تصانيف |
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ | الحسن بن سفيان الشيباني | ثقة |
أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ | محمد بن أبي جعفر النحوي / ولد في :283 / توفي في :376 | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |