وَرَوَاهُ عَبَّاسُ النَّرْسِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : " الْوَلاءُ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ لا يُبَاعُ ، وَلا يُوهَبُ ، أَقِرَّهُ حَيْثُ جَعَلَهُ اللَّهُ " . وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : الْوَلاءُ شُعْبَةٌ مِنَ النَّسَبِ . أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ سورة هود آية 42 وَقَالَ : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ سورة الأنعام آية 74 فَنَسَبَ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِيهِ ، وَأَبُوهُ كَافِرٌ ، وَنَسَبَ ابْنَ نُوحٍ إِلَى أَبِيهِ ، وَابْنُهُ كَافِرٌ . قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ : ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ سورة الأحزاب آية 5 وَقَالَ : وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ سورة الأحزاب آية 37 فَنَسَبَ الْمَوَالِيَ إِلَى نَسَبَيْنِ أَحَدُهُمَا إِلَى الآبَاءِ ، وَالآخَرُ إِلَى الْوَلاءِ ، وَجَعَلَ الْوَلاءَ بِالنِّعْمَةِ " . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ فقَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ ، وَشَرْطُهُ أَوْثَقُ ، وَإِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " . فَبَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنّ الْوَلاءَ إِنَّمَا يَكُونُ لِلْمُعْتِقِ . وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْوَلاءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ لا يُبَاعُ وَلا يُوهَبُ " . فَدَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى أَنّ الْوَلاءَ إِنَّمَا يَكُونُ بِمُتَقَدِّمِ فِعْلٍ مِنَ الْمُعْتِقِ كَمَا يَكُونُ النَّسَبُ بِمُتَقَدِّمٍ ، وَلازِمٍ الأَبَ . أَلا تَرَى أَنّ رَجُلا لَوْ كَانَ لا أَبَ لَهُ يُعْرَفُ جَاءَ رَجُلا فَسَأَلَهُ أَنْ يَنْسِبَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَرَضِيَ ذَلِكَ الرَّجُلُ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ ابْنًا لَهُ أَبَدًا فَيَكُونُ مدخلا بِهِ عَلَى عَاقِلَتِهِ مَظْلَمَةً فِي أَنْ يَعْقِلُوا عَنْهُ ، وَيَكُونُ نَاسِبًا إِلَى نَفْسِهِ غَيْرَ مَنْ وَلَدَ ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ " ، وَكَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَعْتِقِ الرَّجُلُ رَجُلا لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلَيْهِ بِالْوَلاءِ فَيُدْخِلَ عَلَى عَاقِلَتِهِ الْمَظْلَمَةَ فِي عَقْلِهِمْ عَنْهُ ، وَيَنْسِبُ إِلَى نَفْسِهِ وَلاءَ مَنْ لَمْ يُعْتِقْ ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " . وَبَيِّنٌ فِي قَوْلِهِ : " إِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " أَنَّهُ لا يَكُونُ الْوَلاءُ إلا لِمَنْ أَعْتَقَ ، وَبَسَطَ الْكَلامَ فِيهِ . فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ مَنْ كَلَّمَهُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِمَا رُوِيَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ ؟ فَقَالَ : " هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِحَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ " . قَالَ الشَّافِعِيُّ : إِنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ ، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، وَابْنُ مَوْهَبٍ لَيْسَ مَعْرُوفًا عِنْدَنَا ، وَلا نَعْلَمُهُ لَقِيَ تَمِيمًا الدَّارِيَّ . وَمِثْلُ هَذَا لا يَثْبُتُ عِنْدَنَا ، وَلا عِنْدَكَ مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ مَجْهُولٌ ، وَلا أَعْلَمُهُ مُتَّصِلا ، قَالَ أَحْمَدُ : قَدْ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ ، قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : " هَذَا خَطَأٌ ، ابْنُ مَوْهَبٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ تَمِيمٍ وَلا لَحِقَهُ " وَهَذَا فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، فَذَكَرَهُ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : وَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ سَمِعَ تَمِيمًا ، وَلا يَصِحُّ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " , وَهَذَا فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الْبُخَارِيِّ ، فَذَكَرَهُ . قَالَ أَحْمَدُ : وَقَدْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيُّ ، فَذَكَرَهُ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى خَطَأ مَنْ ذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ ابْنِ مَوْهَبٍ مِنْ تَمِيمٍ ثُمَّ هَذَا قَدْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الشَّافِعِيُّ | محمد بن إدريس الشافعي / ولد في :150 / توفي في :204 | المجدد لأمر الدين على رأس المائتين |
الرَّبِيعُ | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |