ان علماء الهند كانوا احذق الناس بهذا العلم واصدقهم في الحكم وانه نشا فيهم اولادهم فاح...


تفسير

رقم الحديث : 6

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو عِمَارَةَ التِّنِّيسِيُّ ، قَالَ : أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الشَّيْبَانِيُّ ، قَالَ : ذَكَرَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكِنْدِيُّ فِي كِتَابِ الأَدْوَارِ مَا أَقَامَ بِهِ لِلْمُنَجِّمِينَ عُذْرًا لأَغْلاطِهِمْ ، فَحَطَّ بِذَلِكَ مِنْ أَقْدَارِهِمْ : " أَنَّ عُلَمَاءَ الْهِنْدِ كَانُوا أَحْذَقَ النَّاسِ بِهَذَا الْعِلْمِ ، وَأَصْدَقَهُمْ فِي الْحُكْمِ ، وَأَنَّهُ نَشَأَ فِيهِمْ أَوْلادُهُمْ ، فَأَحَبُّوا إِفَادَتَهُمْ عِلْمَهُمْ ، فَوَاظَبُوا عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ طُولُ الْمُوَاظَبَةِ مِنَ الْعِلْمِ لِغُمُوضِهِ إِلا بُعْدًا ، وَمِنْ فَهْمٍ إِلا جَهْلا وَصَدًّا ، فَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنْ يَخْتَصِرُوا مِنْ عِلْمِهِمْ جُزْءًا يُلْقُونَهُ إِلَيْهِمْ لِيَقْرُبَ فِهْمُهُ عَلَيْهِمْ ، فَاخْتَصَرُوهُ ، وَصَنَّفُوهُ كِتَابَيْنِ : الأَرجهير ، وَتَفْسِيرُهُ جُزْءٌ مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ عِلْمِهِمْ ، وَالْمِجَسْطِيَّ ، وَأَلْقَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِمْ فَقَبِلَتْهُ أَفْهَامُهُمْ ، وَقَوِيَتْ عَلَى تَعَلُّمِهِ طِبَاعُهُمْ ، وَهَلَكَ الْمُخْتَصِرُونَ ، وَأَسَنَّ الْمُتَعَلِّمُونَ ، وَنَشَأَ فِيهِمْ شَبَابٌ وَغِلْمَانٌ أَحَبُّوا لَهُمْ مثل مَا أَحَبَّ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ ، فَجَذَبُوهُمْ إِلَى التَّعْلِيمِ ، فَاسْتَغْلَقَ بَابُهُ عَلَيْهِمْ ، وَدَقَّ مَا كَانَ اخْتُصِرَ عَلَى عُقُولِهِمْ ، فَلَمْ يَفْهَمُوهُ ، وَلا تَعَلَّمُوهُ ، فَقَالَ الْمُسِنُّونَ : قَدْ عَرَضَ لِهَؤُلاءِ مِنْ قِلَّةِ الْفَهْمِ مَا يُخَافُ مَعَهُ دُثُورُ هَذَا الْعِلْمِ ، وَقَدْ كَانَ عُلَمَاؤُنَا اخْتَصَرُوا لَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ مَا قَدْ صَعُبَ الْيَوْمَ عَلَيْهِمْ ، فَاخْتَصِرُوا لِهَؤُلاءِ أَيْضًا مثل مَا اخْتُصِرَ لَنَا ، فَاخْتَصَرُوا مِنَ الأرجهير جُزْءًا مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ ، وَصَنَّفُوهُ كِتَابًا يُدْعَى الأَرْكَنْدُ وَتَفْسِيرُهُ : الْمُسَهَّلُ ، وَأَلْقَوْهُ عَلَيْهِمْ ، فَقَبِلُوهُ ، وَتَعَلَّمُوهُ ، وَأَحَاطَتْ بِهِ أَفْهَامُهُمْ ، وَأَدْرَكَتْهُ أَذْهَانُهُمْ ، ثُمَّ اخْتُصِرَ مِنَ الْمِجَسْطِيِّ وَمِنْ هَذِينِ الْكِتَابَيْنِ أَعْنِي الأَرْكَنْدَ ، اخْتُصِرَتِ الزِّيجَاتُ الَّتِي بِأَيْدِيهِمُ الْيَوْمَ " . قَالَ يَعْقُوبُ : فَمَا ظَنُّكَ بِعِلْمٍ اخْتُصِرَ مِنْهُ جُزْءٌ مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ ، وَمِنْ جُزْءٍ مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مَا يَبْقَى مِنَ الإِصَابَةِ فِيهِ ؟ ! قَالَ الشَّيْخُ : فَأَوْرَدَ هَذَا كَمَا تَرَى لِلاعْتِذَارِ مِنْ بُعْدِ إِصَابَةِ الْمُنَجِّمِينَ ، وَكَثْرَةِ أَغْلاطِهِمِ وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ مَا نَعْلَمُ أَلَهَا صِحَّةٌ أَمْ لا ؟ وَإِلا اشْتَبَهَ بِطُولِهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ بِأَنَّ الزِّيجَاتِ قَدِ اخْتُصِرَتْ مِنْ مُخْتَصَرِ الْمُخْتَصَرِ ، وَإِنَّ اخْتِصَارَهَا مثل مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءٍ كَثِيرَةٍ ، مَا أُنْكِرَ قَوْلُهُ ، لِمُشَابَهَتِهِ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَلَوْ صَحَّ مَا ذَكَرَهُ يَعْقُوبُ مِنْ ذَهَابِ مَا ذَهَبَ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ وَاخْتِلالِهِ ، لَكَانَ تَرْكُهُ وَالإِعْرَاضُ عَنْهُ أَوْلَى مِنِ اسْتِعْمَالِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة