عقيل بن الفضل ابو القاسم التميمي


تفسير

رقم الحديث : 4175

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّخَّاسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَذَّاءُ الْبَصْرِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : جَاءَ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتُفَسِّرَنَّ لِي آيًَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ لأَكْفُرَنَّ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَيْحَكَ أنا لَهَا الْيَوْمَ . أَيُّ آيٍ ؟ ، قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى " يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا سورة المائدة آية 109 ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ سورة القصص آية 75 ، فَكَيْفَ عَلِمُوا ، وَقَدْ قَالُوا : لا عِلْمَ لَنَا ؟ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ سورة الزمر آية 31 ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ سورة ق آية 28 فَكَيْفَ يَخْتَصِمُونَ وَقَدْ قَالَ : لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ؟ وَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ سورة يس آية 65 فَكَيْفَ شَهِدُوا وَقَدْ خُتِمَ عَلَى الأَفْوَاهِ ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ثَكَلَتْكَ أُمُّكُ يَابْنَ الأَزْرَقِ ، إِنَّ لِلْقِيَامَةِ أَحْوَالا وَأَهْوَالا وَفَظَائِعَ وَزَلازِلَ ، فَإِذَا شُقِّقَتِ السَّمَوَاتُ ، وَتَنَاثَرَتِ النُّجُومُ ، وَذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَذَهَلَتِ الأُمَّهَاتُ ، عَنِ الأَوْلادِ ، وَقَذَفَتِ الْحَوَامِلُ مَا فِي الْبُطُونِ ، وَسُجَّرَتِ الْبِحَارُ ، وَدُكْدِكَتِ الآكَامُ ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ وَالِدٌ إِلَى وَلَدٍ ، وَلا وَلَدٌ إِلَى وَالِدٍ ، وَجِيءَ بِالْجَنَّةِ تَلُوحُ فِيهَا قِبَابُ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، حَتَّى تُنْصَبَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، ثُمَّ جِيءَ بِجَهَنَّمَ تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مِنْ حَدِيدٍ ، مُمْسِكٌ بِكُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، لَهَا عَيْنَانِ زَرْقَاوَانِ ، تَجُرُّ الشَّفَةَ السُّفْلَى أَرْبَعِينَ عَامًا ، تَخْطُرُ كَمَا يَخْطُرُ الْفَحْلُ ، لَوْ تُرِكَتْ لأَتَتْ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكَافِرٍ ، ثُمَّ يُؤْتَى بِهَا حَتَّى تُنْصَبَ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنُ رَبَّهَا فِي السُّجُودِ ، فَيَأْذَنُ لَهَا ، فَتَحْمِدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهَا ، تَقُولُ : لَكَ الْحَمْدُ إِلَهِي إِ?ْ جَعَلْتَنِي أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِكَ ، وَلَمْ تَجْعَلْ شَيْئًا مِمَّا خَلَقْتَ تَنْتَقِمُ بِهِ مِنِّي ، إِلَيَّ أَهْلِي ، فَلَهِيَ أَعْرَفُ بِأَهْلِهَا مِنَ الطَّيْرِ بِالْحَبِّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ مِنَ الْمَوْقِفِ عَلَى مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سورة الفرقان آية 12 زَفَرَتْ زَفْرَةً ، فَلا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلا صِدِّيقٌ مُنْتَجَبٌ ، وَلا شَهِيدٌ مَا هُنَالِكَ ، إِلا خَرَّ جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، قَالَ : ثُمَّ تَزْفِرُ الثَّانِيَةُ زَفْرَةً ، فَلا يَبْقَى قَطْرَةٌ مِنَ الدُّمُوعِ إلا بُدِرَتْ ، فَلَوْ كَانَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ يَوْمَئِذٍ عَمَلُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ نَبِيًّا ، لَظَنَّ أَنَّهُ سَيُوَاقِعُهَا ، قَالَ : ثُمَّ تَزْفِرُ الثَّالِثَةُ زَفْرَةً ، فَتَتْقَلِعُ الْقُلُوبُ مِنْ أَمَاكِنِهَا فَتَصِيرُ بَيْنَ اللَّهَوَاتِ وَالْحَنَاجِرِ ، وَيَعْلُو سَوَادُ الْعُيُونِ بَيَاضَهَا ، يُنَادِي كُلُّ آدَمِيٍّ يَوْمَئِذٍ : يَا رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَيَتَعَلَّقُ بِسَاقِ الْعَرْشِ يُنَادِي : يَا رَبِّ ، نَفْسِي نَفْسِي ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، وَنَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أُمَّتِي أُمَّتِي ، لا هِمَّةَ لَهُ غَيْرُكُمْ ، قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يُدْعَى بِالأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : مَاذَا أُجِبْتُمْ سورة المائدة آية 109 ، قَالُوا : لا عِلْمَ لَنَا سورة البقرة آية 32 طَاشَتِ الأَحْلامُ ، وَذَهَلَتِ الْعُقُولُ ، فَإِذَا رَجَعَتِ الْقُلُوبُ إِلَى أَمَاكِنِهَا ، وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ سورة القصص آية 75 ، قَالَ : وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ سورة الزمر آية 31 فَهَذَا وَهُمْ بِالْمَوْقِفِ يَخْتَصِمُونَ ، فَيُؤْخَذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ ، وَلِلْمَمْلُوكِ مِنَ الْمَالِكِ ، وَلِلضَّعِيفِ مِنَ الشَّدِيدِ ، وَلِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ ، حَتَّى يُؤَدَّى كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، فَإِذَا أَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقِّ حَقَّهُ ، أُمِرَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَأَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ ، فَلَمَّا أُمِرَ بِأَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ اخْتَصَمُوا ، فَقَالُوا : رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا سورة الأعراف آية 38 وَ رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ سورة ص آية 61 ، قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ سورة ق آية 28 إِنَّمَا الْخُصُومَةُ بِالْمَوْقِفِ ، وَقَدْ قَضَيْتُ بَيْنَكُمْ بِالْمَوْقِفِ فَلا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ، قَالَ : وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ سورة يس آية 65 فَهَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، حَيْثُ يَرَى الْكُفَّارُ مَا يُعْطِي اللَّهُ أَهْلَ التَّوْحِيدِ مِنَ الْفَضَائِلِ وَالْخَيْرِ ، يَقُولُونَ : تَعَالَوْا حَتَّى نَحْلِفَ بِاللَّهِ مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ، قَالَ : فَتَتَكَلَّمُ الأَيْدِي بِخِلافِ مَا قَالَتِ الأَلْسُنُ ، وَتَشْهَدُ الأَرْجُلُ تَصْدِيقًا لِلأَيْدِي ، قَالَ : ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ لِلأَفْوَاهِ فَتَنْطِقُ ، فَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ سورة فصلت آية 21 " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ

ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن

ابْنِ جُرَيْجٍ

ثقة

الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ

ثقة

أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّخَّاسُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.