حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِثَقِيفٍ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِثَقِيفٍ ، كَتَبَ أَنَّ لَهُمُ ذِمَّةَ اللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، وَذِمَّةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيِّ ، عَلَى مَا كَتَبَ عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ : أَنَّ وَادِيَهُمْ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ لِلَّهِ كُلِّهِ : عِضَاهُ وَصَيْدُهُ ، وَظُلْمٌ فِيهِ ، وَسَرَقٌ فِيهِ ، أَوْ إِسَاءَةٌ ، وَثَقْيفٌ أَحَقُّ النَّاسِ بِوَجٍّ ، وَلا يَعْبُرُ طَائِفُهُمْ ، وَلا يَدْخُلُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَغْلِبُهُمْ عَلَيْهِ ، وَمَا شَاءُوا أَحْدَثُوا فِي طَائِفِهِمْ مِنْ بُنْيَانٍ , أَوْ سِوَاهُ بِوَادِيهِمْ ، لا يُحْشَرُونَ , وَلا يُعْشَرُونَ ، وَلا يُسْتَكْرَهُونَ بِمَالٍ وَلا نَفْسٍ ، وَهُمْ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , يِتَوَلَّجُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَيْثُمَا شَاءُوا ، وَأَيْنَ تَوَلَّجُوا وَلَجُوا ، وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَسِيرٍ فَهُوَ لَهُمْ ، هُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ حَتَّى يَفْعَلُوا بِهِ مَا شَاءُوا ، وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ فِي رَهْنٍ فَبَلَغَ أَجَلَهُ , فَإِنَّهُ لِوَاطٌ مُبَرَّأٌ مِنَ اللَّهِ , وَفِي حَدِيثٍ يُرْوَى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , فَإِنَّهُ لِيَاطٌ مُبَرَّأٌ مِنَ اللَّهِ , وَمَا كَانَ مِنْ دَيْنِ فِي رَهْنٍ وَرَاءَ عُكَاظٍ , فَإِنَّهُ يُقْضَى إِلَى عُكَاظٍ بِرَأْسِهِ وَمَا كَانَ لِثَقِيفٍ مِنْ دَيْنِ فِي صُحُفِهِمُ الْيَوْمَ الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فِي النَّاسِ ، فَإِنَّهُ لَهُمْ , وَمَا كَانَ لِثَقِيفٍ مِنْ وَدِيعَةٍ فِي النَّاسِ ، أَوْ مَالٍ ، أَوْ نَفْسٍ غَنَمِهَا مُودِعُهَا ، أَوْ أَضَاعَهَا ، أَلا فَإِنَّهَا مُؤَدَّاةٌ ، وَمَا كَانَ لِثَقِيفٍ مِنْ نَفْسٍ غَائِبَةٍ أَوْ مَالٍ ، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَمْنِ مَا لِشَاهِدِهِمْ ، وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ مَالٍ بِلِيَّةَ ، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَمْنِ مَا لَهُمْ بِوَجٍّ ، وَمَا كَانَ لِثَقِيفٍ مِنْ حَلِيفٍ ، أَوْ تَاجِرٍ ، فَأَسْلَمَ فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ قَضِيَّةِ أَمْرِ ثَقِيفٍ , وَإِنْ طَعَنَ طَاعِنٌ عَلَى ثَقِيفٍ ، أَوْ ظَلَمَهُمْ ظَالِمٌ ، فَإِنَّهُ لا يُطَاعُ فِيهِمْ فِي مَالٍ وَلا نَفْسٍ , وَإِنَّ الرَّسُولَ يَنْصُرُهُمْ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ ، وَالْمُؤْمِنُونَ وَمَنْ كَرِهُوا , أَنْ يَلِجَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّاسِ , فَإِنَّهُ لا يَلِجُ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّ السُّوقَ وَالْبَيْعَ بِأَفْنِيَةِ الْبُيُوتِ ، وَأَنْ لا يُؤَمَّرَ عَلَيْهِمْ إِلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ : عَلَى بَنِي مَالِكٍ أَمِيرُهُمْ ، وَعَلَى الأَخْلافِ أَمِيرُهُمْ ، وَمَا سَقَتْ ثَقِيفٌ مِنْ أَعْنَابِ قُرَيْشٍ , فَإِنَّ شَطْرَهَا لِمَنْ سَقَاهَا , وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنِ فِي رَهْنَ لَمْ يَلِطْ , فَإِنْ وَجَدَ أَهْلُهُ قَضَاءً قَضَوْا ، وَإِنْ لَمْ يَجِدُوا قَضَاءً , فَإِنَّهُ إِلَى جُمَادَى الأُولَى مِنْ عَامِ قَابِلٍ ، مَنْ بَلَغَ أَجَلُهُ فَلَمْ يَقْضِهِ , فَإِنَّهُ قَدْ لاطَهُ ، وَمَا كَانَ لَهُمْ فِي النَّاسِ مِنْ دَيْنٍ , فَلَيْسَ عَلَيْهِمْ إِلا رَأْسُهُ , وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَسِيرٍ بَاعَهُ رَبُّهُ ، فَإِنَّ لَهُ بَيْعَهُ ، وَلَمْ يَبِعْ فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ قَلائِصَ نِصْفَيْنِ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فِي الْكِتَابِ نِصْفَانِ , حِقَاقٌ وَبَنَاتُ لَبُونٍ كِرَامٌ سِمَانٌ , وَمَنْ كَانَ لَهُ بَيْعٌ اشْتَرَاهُ , فَإِنَّ لَهُ بَيْعَهُ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : قَوْلُهُ : عِضَاهُهُ الْعِضَاهُ : كُلُّ شَجَرٍ ذِي شَوْكٍ ، وَقَوْلُهُ : وَلا يُحْشَرُونَ , يَقُولُ : تُؤْخَذُ مِنْهُمْ صَدَقَاتُ الْمَوَاشِي بِأَفْنِيَتِهِمْ ، يَأْتِيَهُمُ الْمُصَدِّقُ هُنَاكَ ، وَلا يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَجْلِبُوهَا إِلَيْهِ , وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يُفَسِّرُ قَوْلَهُ : لا جَلَبَ عَلَى هَذَا , وَأَكْثَرُ النَّاسِ يَذْهَبُ بِالْجَلَبِ إِلَى الْخَيْلِ , وَقَوْلُهُ : لا يُعْشَرُونَ , يَقُولُ : لا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ عُشْرُ أَمْوَالِهِمْ ، إِنَّمَا عَلَيْهِمُ الصِّدْقُ ، مِنْ كُلِّ مِائَتَيْنِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ ، وَقَوْلُهُ : وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَسِيرٍ فَهُوَ لَهُمْ , يَقُولُ : مَنْ أُسِرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , ثُمَّ أَسْلَمُوا وَهُوَ فِي أَيْدِيهِمْ فَهُوَ لَهُمْ ، حَتَّى يَأْخُذُوا فَدِيَتُهُ ، وَقَوْلُهُ : وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ فِي رَهْنٍ فَبَلَغَ أَهْلَهُ , فَإِنَّهُ لِوَاطٌ مُبَرَّأٌ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , يَعْنِي الرِّبَا : سَمَّاهُ لِوَاطًا , أَوْ لِيَاطًا ، لأَنَّهُ رِبًا أَلْصَقُ بِبَيْعٍ ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَلْصَقْتَهُ بِشَيْءٍ فَقَدْ لُطْتَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ : الْوَلَدُ أَلْوَطُ : أَيْ أَلْصَقُ بِالْقَلْبِ ، وَمِنْهُ , يُقَالَ لِلشَّيْءِ : تُنْكِرُهُ بِقَلْبِكَ : لا يَلْتَاطُ هَذَا بِصَفَرِي ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّهُ أَرَادَ بِاللُّوَاطِ الرِّبَا ، قَوْلُهُ : وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ فِي رَهْنٍ وَرَاءَ عُكَاظٍ ، فَإِنَّهُ يُقْضَى إِلَى عُكَاظٍ بِرَأْسِهِ ، يَعْنِي رَأْسَ الْمَالِ ، وَيَبْطُلُ الرِّبَا , أَلا تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ سورة البقرة آية 279 , وَيُرْوَى أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ , إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي ثَقِيفٍ , ثُمَّ صَارَتْ عَامَّةً لِلْمُسْلِمِينَ , وَقَوْلُهُ : وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ فِي رَهْنٍ لَمْ يَلِطْ , يَعْنِي لَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِ رِبًا , فَإِنْ وَجَدَ أَهْلُهُ قَضَاءً قَضَوْا ، فَهَذَا هُوَ الدَّيْنُ الَّذِي لا رِبًا فِيهِ , أَلا تَرَاهُ قَدْ أَمَرَهُمْ بِقَضَائِهِ إِنْ وَجَدُوا ، فَإِنْ لَمْ يَجِدُوا أَخَّرَهُ إِلَى جُمَادَى قَابِلٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
أَبِي الأَسْوَدِ | محمد بن عبد الرحمن الأسدي / توفي في :131 | ثقة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ | عبد الله بن لهيعة الحضرمي / ولد في :97 / توفي في :174 | ضعيف الحديث |
عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ | عثمان بن صالح السهمي / توفي في :219 | ثقة |