باب ارض العنوة تقر في ايدي اهلها ويوضع عليها الطسق وهو الخراج


تفسير

رقم الحديث : 166

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سُهَيْلِ بنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا , وَمَنَعَتِ الشَّامُ دِينَارَهَا وَمُدَّيْهَا ، وَمَنَعَتْ مِصْرُ دِينَارَهَا وَأَرْدَبَّهَا ، وَعُدْتُمْ كَمَا بَدَأْتُمْ , قَالَهَا : ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَشَهِدَ بِذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَدَمُهُ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : مَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ , أَنَّ هَذَا كَائِنٌ , وَأَنَّهُ سَيُمْنَعُ بَعْدُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ , فَاسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّرْهَمِ وَالْقَفِيزِ ، كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِالسَّوَادِ ، وَهَذَا هُوَ التَّثَبُّتُ وَفِي تَأْوِيلِ فِعْلِ عُمَرَ أَيْضًا ، حِينَ وَضَعَ الْخَرَاجَ وَوَظَّفَهُ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ الْعِلْمِ , أَنَّهُ جَعَلَهُ شَامِلا عَامًا عَلَى كُلِّ مَنْ لَزِمَتْهُ الْمِسَاحَةُ , وَصَارَتِ الأَرْضُ فِي يَدِهِ ، مِنْ رَجُلٍ , أَوِ امْرَأَةٍ , أَوْ صَبِيٍّ , أَوْ مُكَاتَبٍ , أَوْ عَبْدٍ ، فَصَارُوا مُتَسَاوِينَ فِيهَا ، أَلا تَرَاهُ لَمْ يَسْتَثْنِ أَحَدًا دُونَ أَحَدٍ ؟ وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ , قَوْلُ عُمَرَ فِي دِهْقَانَةِ نَهْرِ الْمَلِكِ حِينَ أَسْلَمَتْ ، فَقَالَ : " دَعُوهَا فِي أَرْضِهَا تُؤَدِّي عَنْهَا الْخَرَاجَ ، فَأَوْجَبَ عَلَيْهَا مَا أَوْجَبَ عَلَى الرِّجَالِ " , وَفِي تَأْوِيلِ حَدِيثِ عُمَرَ أَيْضًا ، مِنَ الْعِلْمِ : " أَنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَ الْخَرَاجَ عَلَى الأَرَضِينَ الَّتِي تُغِلُّ : مِنْ ذَوَاتِ الْحَبِّ وَالثِّمَارِ ، وَالَّتِي تَصْلُحُ لِلْغَلَّةِ مِنَ الْعَامِرِ وَالْغَامِرِ ، وَعَطَّلَ مِنْ ذَلِكَ الْمَسَاكِنَ وَالدُّورَ ، الَّتِي هِيَ مَنَازِلُهُمْ ، فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهَا فِيهَا شَيْئًا " , وَيُقَالَ : إِنَّ حَدَّ السَّوَادِ الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمِسَاحَةُ مِنْ لَدُنْ تُخُومِ الْمَوْصِلِ ، مَادًّا مَعَ الْمَاءِ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، بِبِلادِ عَبَّادَانَ مِنْ شَرْقِيِّ دِجْلَةَ ، هَذَا طُولُهُ ، وَأَمَّا عَرْضُهُ فَحَدُّهُ مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ مِنْ أَرْضِ حُلْوَانَ ، إِلَى مُنْتَهَى طُرُقِ الْقَادِسِيَّةِ الْمُتَّصِلُ بِالْعُدَيْبِ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ فَهَذِهِ حُدُودُ السَّوَادِ ، وَعَلَيْهِ وَقَعَ الْخَرَاجُ , وَيُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ , أَنَّهُ قَالَ : أَرْضُ الْخَرَاجِ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْمِسَاحَةُ , وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ , يَقُولُ : هِيَ كُلُّ أَرْضٍ بَلَغَهَا مَاءُ الْخَرَاجِ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يُحَدِّثُهُ عَنْهُ , وَمِمَّا يُثَبِّتُ حَدِيثَ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عُمَرَ فِي مَا أَعْطَى جَرِيرًا وَقَوْمَهُ مِنَ السَّوَادِ يُثْبِتُهُ ، يَعْنِي الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ : أَنَّ عُمَرَ , قَالَ لِجَرِيرٍ : لَوْلا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَكُنْتُمْ عَلَى مَا جُعِلَ لَكُمْ , فَقَدْ بَيَّنَ لَكَ قَوْلُهُ هَذَا : أَنَّهُ كَانَ جَعَلَهُ قَبْلَ ذَلِكَ نَفَلا ، وَمَا يُثْبِتُ حَدِيثَهُ فِي الدِّرْهَمِ وَالْقَفِيزِ : الْحَدِيثُ الَّذِي يُحَدِّثُهُ عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ , فَلَمْ يَأْتِنَا عَنْ عُمَرَ فِي مَا فَرَضَ عَلَى أَرْضِ السَّوَادِ وَجْهٌ , أَثْبَتُ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلُ ، وَهُوَ نَحْوُ الْحَدِيثِ الَّذِي يُحَدِّثُهُ عَنْهُ مُجَالِدٌ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , وَيُصَدِّقُهُمَا حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَضَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا " , فَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ عِنْدِي , أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا أَعْطَاهُمُ الأَرْضَ الْبَيْضَاءَ بِخَرَاجٍ مَعْلُومٍ ، كَالرَّجُلِ يُكْرِي أَرْضَهُ بِأُجْرَةٍ مُسَمَّاةٍ ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى الْخَرَاجِ فِي كَلامِ الْعَرَبِ , إِنَّمَا هُوَ الْكِرَاءُ وَالْغَلَّةُ ، أَلا تُرَاهُمْ يُسَمُّونَ غَلَّةَ الأَرْضِ , وَالدَّارِ , وَالْمَمْلُوكِ خَرَاجًا ؟ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّهُ قَضَى أَنَّ الْخَرَاجَ بِالضَّمَانِ " , سَمِعْتُ الْفَزَارِيَّ مَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُهُ , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْعَبْدَ فَيَسْتَغِلَّهُ ، ثُمَّ يَجِدَ بِهِ عَيْبًا كَانَ عِنْدَ الْبَائِعِ : أَنَّهُ يَرُدُّهُ بِالْعَيْبِ ، وَتُطَيَّبُ لَهُ تِلْكَ الْغَلَّةُ بِضَمَانِهِ ، لأَنَّهُ لَوْ مَاتَ فِي يَدِهِ , مَاتَ مِنْ مَالِهِ " , وَكَذَلِكَ حَدِيثُهُ الآخَرُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة ثبت

سُهَيْلِ بنْ أَبِي صَالِحٍ

ثقة

زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ

ثقة ثبت

أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.