حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أَلا تَرَاهُ سَمَّى الْغَلَّةَ خَرَاجًا ؟ وَهَذَا حُجَّةٌ لِمَنْ , قَالَ : إِنَّ أَرْضَ الْخَرَاجِ إِذَا كَانَ أَصْلُهَا عَنْوَةً , فَهِيَ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، يُؤَدِّي أَهْلُهَا إِلَى الإِمَامِ الَّذِي يَقُومُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ خَرَاجَهَا ، كَمَا يُؤَدِّي مُسْتَأْجِرُ الأَرْضِ وَالدَّارِ كِرَاءَهَا إِلَى رَبِّهَا الَّذِي يَمْلِكُهَا ، وَيَكُونُ لِلْمُسْتَأْجِرِ مَا زَرَعَ وَغَرَسَ فِيهَا ، وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ آخَرُونَ : بَلِ السَّوَادُ مِلْكٌ لأَهْلِهِ ، لأَنَّهُ حِينَ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ عُمَرُ , صَارَتْ لَهُمْ رِقَابُ الأَرْضِ وَنَحْنُ نَرَى , عَنْ عُمَرَ غَيْرَ هَذَا ، إِلا تَرَاهُ قَالَ لِعُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ حِينَ اشْتَرَى أَرْضًا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ , قَالَ : مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِهَا ، قَالَ : هَؤُلاءِ أَهْلُهَا وَأَشَارَ إِلَى الْمُهَاجِرِينَ , وَالأَنْصَارِ , حَدَّثَنِيهِ أَبُو نُعَيْمٍ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عُمَرَ , وَاحْتَجَّ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا فَرَضَ عُمَرُ عَلَى النَّخْلِ وَالشَّجَرِ ، وَقَالُوا : لَوْلا أَنَّ أَصْلَ الْمِلْكِ لأَهْلِ السَّوَادِ مَا اسْتَجَازَ عُمَرُ أَنْ يَقْبَلَهُمْ نَخْلا , وَشَجَرًا بِشَيْءٍ مَعْلُومٍ مُسَمًّى ، وَالأَصْلُ لِغَيْرِهِمْ , فَإِنْ كَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ عُمَرَ مَحْفُوظًا , فَهُوَ حُجَّةٌ وَقَوْلٌ , وَلَكِنَّ الثَّبْتَ عِنْدِي مَا أَعْلَمْتُكَ : أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا جَعَلَ الْخَرَاجَ عَلَى الأَرْضِ خَاصَّةً ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا بَعْدَمَا دَفَعَهَا إِلَيْهِمْ بَيْضَاءَ غَرَسُوهَا , فَوَجَبَ لَهُمْ أَصْلُ الْغَرْسِ وَثَمَرُهُ ، وَصَارَ الْخَرَاجُ عَلَى مَوْضِعِ ذَلِكَ الْغَرْسِ مِنَ الأَرْضِ ، فَهَذَا وَجْهٌ آخَرُ جَائِزٌ مُسْتَقِيمٌ ، فَأَمَّا أَنْ يُعْطِيَهُمْ نَخْلا وَشَجَرًا بِأُجْرَةٍ مُسَمَّاةٍ ، وَرَأَى عُمَرَ الَّذِي هُوَ رَأْيُهُ أَنْ أَصْلَ الأَرْضِ لِلْمُسْلِمِينَ : فَهَذَا مَا لا يُعْرَفُ وَجْهُهُ وَهَذِهِ الْقَبَالَةُ الْمَكْرُوهَةُ ، وَبَيْعُ مَا لَمْ يَبْدُ صَلاحُهُ ، الَّذِي جَاءَتِ السُّنَّةُ بِكَرَاهَتِهِ وَالنَّهْيِ عَنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
حُمَيْدٍ | حميد بن أبي حميد الطويل | ثقة مدلس |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ | إسماعيل بن جعفر الأنصاري | ثقة |