سَمِعْتُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ , فَلَيْسَ لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ أَنْ يَبْنُوا فِيهِ بَيْعَةً ، وَلا يُبَاعَ فِيهِ خَمْرٌ ، وَلا يُقْتَنَى فِيهِ خِنْزِيرٌ ، وَلا يُضْرَبَ فِيهِ بِنَاقُوسٍ ، وَمَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ , أَنْ يُوَفُّوا لَهُمْ بِهِ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَقَوْلُهُ : كُلُّ مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ ، يَكُونُ التَّمْصِيرُ عَلَى وُجُوهٍ : فَمِنْهَا الْبِلادُ الَّتِي يُسْلِمُ عَلَيْهَا أَهْلُهَا ، مِثْلُ الْمَدِينَةِ وَالطَّائِفِ ، وَالْيَمَنِ ، وَمِنْهَا كُلُّ أَرْضٍ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَهْلٌ فْاخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ اخْتِطَاطًا ثُمَّ نَزَلُوهَا ، مِثْلَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ ، وَكَذَلِكَ الثُّغُورُ ، وَمِنْهَا كُلُّ قَرْيَةٍ افْتُتِحَتْ عَنْوَةً ، فَلَمْ يَرَ الإِمَامُ أَنْ يَرُدَّهَا إِلَى الَّذِينَ أُخِذَتْ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُ قَسَمَهَا بَيْنَ الَّذِينَ افْتَتَحُوهَا كَفِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَهْلِ خَيْبَرَ ، فَهَذِهِ أَمْصَارُ الْمُسْلِمِينَ ، الَّتِي لا حَظَّ لأَهْلِ الذِّمَّةِ فِيهَا ، إِلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَعْطَى خَيْبَرَ الْيَهُودَ مُعَامَلَةً لِحَاجَةِ الْمُسْلِمِينَ كَانَتْ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا اسْتُغْنِيَ عَنْهُمْ أَجْلاهُمْ عُمَرُ ، وَعَادَتْ كَسَائِرِ بِلادِ الإِسْلامِ ، فَهَذَا حُكْمُ أَمْصَارِ الْعَرَبِ ، وَإِنَّمَا نَرَى أَصْلَ هَذَا مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " , وَفِي ذَلِكَ آثَارٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |