حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَالأَشْجَعِيُّ ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بُزَاخَةَ ، مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ ، عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، يَسْأَلُونَهُ الصُّلْحَ ، فَخَيَّرَهُمْ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ الْحَرْبِ الْمُجْلِيَةِ وَالسِّلْمِ الْمُخْزِيَةِ , فَقَالُوا لَهُ : هَذِهِ الْحَرْبُ الْمُجْلِيَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا ، فَمَا السِّلْمُ الْمُخْزِيَةُ ؟ فَقَالَ : " أَنْ تُنْزَعَ مِنْكُمُ الْحَلْقَةُ وَالْكُرَاعُ , وَتَتْرُكُوا أَقْوَامًا تَتَّبِعُونَ أَذْنَابِ الإِبِلِ ، حَتَّى يُرِي اللَّهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ , وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بِهِ ، وَنَغْنَمُ مَا أَصَبْنَا مِنْكُمْ ، وَتَرُدُّوا إِلَيْنَا مَا أَصَبْتُمْ مِنَّا ، وَتَدُوا قَتْلانَا ، وَتَكُونُ قَتْلاكُمْ فِي النَّارِ " ، فَقَامَ عُمَرُ ، فَقَالَ : " إِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ رَأَيًا وَسَنُشِيرُ عَلَيْكَ : أَمَّا مَا رَأَيْتَ أَنْ تَنْزِعَ مِنْهُمُ الْحَلْقَةَ وَالْكُرَاعَ ، فَنِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنْ يُتْرَكُوا أَقْوَامًا يَتَّبِعُونَ أَذْنَابَ الإِبِلِ , حَتَّى يُرِي اللَّهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَهُمْ بِهِ ، فَنِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنْ نَغْنَمَ مَا أَصَبْنَا مِنْهُمْ وَيَرُدُّوا إِلَيْنَا مَا أَصَابُوا مِنَّا ، فَنِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، وَأَمَّا مَا رَأَيْتَ أَنْ يَدُوا قَتْلانَا وَتَكُونَ قَتْلاهُمْ فِي النَّارِ ، فَإِنَّ قَتْلانَا قُتِلُوا عَلَى أَمْرِ اللَّهِ ، أُجُورُهُمْ عَلَى اللَّهِ ، لَيْسَتْ لَهُمْ دِيَاتٌ " ، قَالَ : فَتَابَعَ الْقَوْمُ عُمَرَ , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أَفَلا تَرَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَقْبَلْ إِسْلامَهُمْ وَصُلْحَهُمْ إِلا بِنُزُوعِ الْحَلْقَةِ وَالْكُرَاعِ مِنْهُمْ ، لِمَا أَعْلَمْتُكَ ؟ ثُمَّ تَابَعَهُ عُمَرُ عَلَى هَذَا ، وَالْقَوْمُ مَعَهُ وَلا نَرَاهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ إِلا اتِّبَاعًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُومَةِ الْجَنْدَلِ وَأَشْبَاهِهَا مِنَ الْقُرَى الَّتِي لَمْ تَدْخُلْ فِي الإِسْلامِ إِلا كَرْهًا ، بَعْدَ أَنْ ظَهَرَ عَلَى بَعْضِ بِلادِهِمْ ، وَلَوْ كَانَ إِسْلامُهُمْ رَغْبَةً غَيْرَ رَهْبَةٍ لَسَلِمَتْ لَهُمْ أَمْوَالُهُمْ , لأَنَّ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ ، وَلَوْ لَمْ يَجْنَحُوا إِلَى السَّلْمِ حَتَّى يَظْهَرَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ الظُّهُورَ كُلَّهُ ، وَيَصِيرُوا أُسَارَى فِي أَيْدِيهِمْ ، مَا تَرَكَ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئًا وَلَكَانَتْ غَنَائِمَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا بَيْنَ الْحَالَيْنِ قَدْ نَالُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَنَالَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ ، فَلِهَذَا وَقَعَ الصُّلْحُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي بَكْرٍ | أبو بكر الصديق / توفي في :13 | صحابي |