حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، فِي قَوْلِهِ : " وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا سورة الأنعام آية 142 , قَالَ : الْحَمُولَةُ : مَا حَمَلَ ، وَالْفَرْشُ : الصِّغَارُ " , قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَدْ رَأَيْنَا الْعُلَمَاءَ مَعَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ , وَأَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَخْتَلِفُونَ : أَنَّ صِغَارَ الإِبِلِ إِذَا خَالَطَتْ كِبَارَهَا فَهِيَ مَحْسُوبَةٌ مَعَهَا فِي الصَّدَقَةِ ، وَكَذَلِكَ أَوْلادُ الْبَقَرِ مَعَ أُمَّهَاتِهَا ، وَسِخَالُ الْغَنَمِ مَعَ مَسَانِّهَا , وَمِنَ ذَلِكَ حَدِيثُ عُمَرَ , حِينَ قَالَ : لِسُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : " احْتَسِبْ عَلَيْهِمْ بِهَا حَتَّى بِالْبَهْمَةِ يَرُوحُ بِهَا الرَّاعِي عَلَى يَدَيْهِ , فَمَا بَالُهَا يُعْتَمدُ عَلَيْهِمْ بِهَا إِذَا اخْتَلَطَتْ بِالْكِبَارِ ، وَتُلْغَى إِذَا كَانَتْ وَحْدَهَا ؟ وَمَا سَبِيلُهَا فِي الْوَجْهَيْنِ إِلا وَاحِدٌ " , عَلَى أَنَّ حَدِيثَ عُمَرَ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ الاحْتِسَابَ بِالصِّغَارِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا مُسِنَّةٌ ، وَاحِدَةً وَاحِدَةً ، أَلا تَرَاهُ لَمْ يَشْتَرِطِ الْمَسَانَّ فِي حَدِيثِهِ ؟ فَالأَمْرُ عِنْدَنَا عَلَى هَذَا ، أَنَّ الصَّدَقَةَ وَاجِبَةٌ عَلَى صِغَارِهَا كَوُجُوبِهَا عَلَى كِبَارِهَا ، لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا ؛ لِمَا فَسَّرْنَا , وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ , وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ , فَإِنْ تَعَدَّدَتِ السِّنُّ الَّتِي تَجِبُ عَلَى رَبِّ الْمَالِ ، فَإِنَّهُ فِي قَوْلِ مَالِكٍ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ , وَلا أُحِبُّ قَوْلَهُ هَذَا , لِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَى النَّاسِ ، مَعَ خِلافِ الأَثَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ عَلِيٍّ ، وَأَعْلَى مِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ الَّذِي يُحَدِّثُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |