أَخْبَرَنِي أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، فِيمَا أَجَازَنِي ، قَالَ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْجُودِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَينِ الْمَقْرِيُّ النَّقَّاشُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ شَاهِينٍ السَّقَطِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَاطِبُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا بِقَوْلِكَ فِي الْمُتْعَةِ ، حَتَّى قَالَ الشَّاعِرُ فِيهَا قَوْلًا ، قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ ، قَالَ : يَا صَاحِ هَلْ لَكَ فِي فَتْوَى ابْنِ عَبَّاسِ هَلْ لَكَ فِي طِفْلَةِ الْأَطْرَافِ آنِسَةٍ تَكُونُ مَثْوَاكَ حَتَّى مَصْدَرِ النَّاسِ قَالَ : فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَقَالَ : " إِنَّمَا رُخِّصَ فِيهَا لِلْمُضْطَرِّ إِلَيْهَا ، هِيَ كَالْمَيْتَةِ ، وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، وَلَا يَجُوزُ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ " ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ : أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : إِنَّكَ تُفْتِي بِإِحْلَالِ الْمُتْعَةِ ، حَتَّى قَالُوا فِيهَا الشِّعْرَ ، وَأَنْشَدَ بَعْضَ مَا قَالُوا ، فَقَالَ : مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ، وَاللَّهِ مَا حَدَّثْتُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَلَّهَا إِلَّا فِي أَيَّامٍ عَلَى حَالَةِ ضَرُورَةٍ ، عَلَى مِثْلِ مَا أُحِلَّتْ لَهُمُ الْمَيْتَةُ ، وَالدَّمُ ، وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ . وَالْأَوْلَى أَنْ لَا يُحْتَجَّ بِحَدِيثِ ابْنِ الْمُنْذِرِ ، لِأَنَّ ظَاهِرَهُ مُبَاحٌ عِنْدَ الضَّرُورَةِ ، كَإِبَاحَةِ الْمَيْتَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَجْوَدُ وَهُوَ كَافٍ ، فَإِذَا ثَبَتَ الرُّجُوعُ لَمْ يَصِحَّ التَّعَلْقُ بِهِ . وَجَوَابٌ آخَرُ : وَهُوَ أَنَّ هَذَا لَوْ كَانَ تَفْسِيرَ الْآيَةِ ، لَوَجَبَ نَسْخُهُ بِمَا رَوَيْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، نَهَيْتُ عَنْهَا ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " وَكَذَلِكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ بَيَانِ نَسْخِ الْمُتْعَةِ ، بِالنِّكَاحِ ، وَالطَّلَاقِ ، وَالْعِدَّةِ ، وَالْمِيَرَاثِ ، وَالظِّهَارِ ، وَالِاسْتِبَاحَةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَجَوَابٌ آخَرُ : وَهُوَ أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ سورة النساء آية 24 وَهُوَ النِّكَاحُ ، وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ : هُوَ النِّكَاحُ ، فَإِذَا فُرِضَ النِّكَاحُ وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ سورة النساء آية 24 مِنْ إِيجَابِ الصَّدَاقِ ، قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا ، وَقَالَ رَبِيعَةُ : ذَلِكَ النِّكَاحُ فَمَا اسْتَمْتَعْتَ بِهِ مِنِ امْرَأَتِكِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ ، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهَا إِلَّا لَيْلَةً ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ سورة النساء آية 24 أَيْ : أَعْطَتْ زَوْجَهَا بَعْدَ الْفَرِيضَةِ ، وَذَلِكَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِهِمْ فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ ، مَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ ، وَرُوِيَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ تَقَدْيِرُ الصَّدَاقِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ | سعيد بن جبير الأسدي | ثقة ثبت |
الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ | الحجاج بن المنهال الأنماطي | ثقة |
أَبُو شِهَابٍ الْحَاطِبُ | شهاب بن عباد العبدي | ثقة |
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ | خلف بن هشام البزار | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ شَاهِينٍ السَّقَطِيُّ | محمد بن الربيع البصري | مجهول الحال |