باب ما جاء في مثل القران وحامله والعامل به والتارك له


تفسير

رقم الحديث : 601

حُدِّثْتُ حُدِّثْتُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ : " أَلا تَعْجَبُ مِنْ حُمْقِهِمْ , كَانَ مِمَّا عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ تَمْزِيقِهِ الْمَصَاحِفَ ، ثُمَّ قَبِلُوا مَا نَسْخَ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ يَقُولُ : إِنَّهُ كَانَ مَأْمُونًا عَلَى مَا أُسْقِطَ ، كَمَا هُوَ مَأْمُونٌ عَلَى مَا نَسَخَ . وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَوْ وُلِّيتُ الْمَصَاحِفَ لَصَنَعْتُ الْيَوْمَ كَمَا الَّذِي صَنَعَ عُثْمَانُ . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ : أَدْرَكْتُ النَّاسَ حِينَ فَعَلَ عُثْمَانُ مَا فَعَلَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْكَرَ ذَلِكَ . يَعْنِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ . وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَيْنِ الْحَدِثَيْنِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . وَالَّذِي أَلَّفَهُ عُثْمَانُ ، هُوَ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرِي الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ ، وَهُوَ الَّذِي يُحْكَمُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا مِثْلَ مَا يُحْكَمُ بِهِ عَلَى الْمُرْتَدِّ مِنَ الِاسْتِتَابَةِ ، فَإِنْ أَبَى فَالْقَتْلُ . فَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي لَمْ يُؤْخَذْ عِلْمُهَا إِلا بِالإِسْنَادِ وَالرِّوَايَاتِ الَّتِي يَعْرِفُهَا الْخَاصَّةُ مِنَ الْعُلَمَاءِ دُونَ عَوَّامِ النَّاسِ ، فَإِنَّمَا أَرَادَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْهَا أَنْ يَسْتَشْهِدُوا بِهَا عَلَى تَأْوِيلِ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ ، وَتَكُونُ دَلائِلَ عَلَى مَعْرِفَةِ مَعَانِيهِ وَعِلْمِ وُجُوهِهِ ، وَذَلِكَ كَقِرَاءَةِ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى صَلاةِ الْعَصْرِ , وَكَقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ : وَالسَّارِقُونَ وِالسَّارِقَاتُ فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمْ ، وَمَثَلِ قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : لِلَّذِينَ يُولُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ، فَإِنْ فَاءُوا فِيهِنَّ ، وَكَقِرَاءَةِ سَعْدٍ : فَإِنْ كَانَ لَهُ أَخٌّ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمِّهِ , وَكَمَا قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ ، وَكَذَلِكَ قِرَاءَةِ جَابِرٍ : فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ . فَهَذِهِ الْحُرُوفُ وَأَشْبَاهٌ لَهَا كَثِيرَةٌ قَدْ صَارَتْ مُفَسَّرَةً لِلْقُرْآنِ ، وَقَدْ كَانَ يُرَى مِثْلُ هَذَا عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ فِي التَّفْسِيرِ , فَيُسْتَحْسَنُ ذَلِكَ ، فَكَيْفَ إِذَا رُوِيَ عَنْ لُبَابِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ صَارَ فِي نَفْسِ الْقِرَاءَةِ ؟ فَهُوَ الآنَ أَكْثَرُ مِنَ التَّفْسِيرِ وَأَقْوَى ، وَأَدْنَى مَا يُسْتَنْبَطُ مِنْ عِلْمِ هَذِهِ الْحُرُوفِ مَعْرِفَةُ صِحَّةِ التَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّهَا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي لا تَعْرِفُ الْعَامَّةُ فَضْلَهُ . إِنَّمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ . وَكَذَلِكَ يَعْتَبِرُ بِهَا وَجْهُ الْقِرَاءَةِ ، كَقِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ : يَقُصُّ الْحَقَّ , فَلَمَّا وَجَدْتُهَا فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ : يَقْضِي بِالْحَقِّ , عَلِمْتُ أَنْتَ إنَّمَا هِيَ يَقْضِي الْحَقَّ ، فَقَرَأْتَهَا أَنْتَ عَلَى مَا فِي الْمُصْحَفِ ، وَاعْتَبَرْتَ صِحَّتَهَا بِتِلْكَ الْقِرَاءَةِ . وَكَذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ : أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ لَمَّا وَجَدْتُهَا فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ تُنَبِّئُهُمْ , عَلِمْتُ أَنَّ وَجْهَ الْقِرَاءَةِ تُكَلِّمُهُمْ فِي أَشْيَاءَ مِنْ هَذِهِ كَثِيرَةٍ , لَوْ تُدُبِّرَتْ وُجِدَ فِيهَا عِلْمٌ وَاسِعٌ لِمَنْ فَهِمَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

عَلِيٌّ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.