وَرَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غَفْرَةَ " أَنَّ قُرَيْشًا اجْتَمَعُوا لِيَقْتُلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلْيَبْلُغُوا مِنْهُ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ : لَا تَعْجَلُوا عَلَى ابْنِ أَخِيكُمْ حَتَّى أَذْهَبَ فَأُكَلِّمَهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، فَأَتَاهُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّهُ قَدْ عَظُمَ عَلَى قَوْمِكَ مَا جِئْتَهُمْ بِهِ ، وَقَالُوا : إِنَّمَا أَرَادَ الشَّرَفَ وَالْمَالَ ، فَإِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ ذَلِكَ ، فَانْزَعْ عَمَّا جِئْتَ وَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ لَكَ مِنَ الْمَالِ مَا تَكُونُ بِهِ أَكْثَرَ قُرَيْشٍ مَالًا ، وَأَنْ يُشَرِّفَكَ قَوْمَكَ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَهُمْ ، وَقَدْ قَالُوا : إِنَّ بِكَ جُنُونًا ، فَإِنْ كُنْتَ اعْتَرَفْتَ فَأَعْلِمْنِي ، فَلَا أَتْرُكُ طَبِيبًا إِلَّا طَلَبْتُهُ لَكَ حَتَّى يُشْفِيكَ ، فَأَطِعْنِي وَانْزَعْ عَمَا أَنْتَ تَذْكُرُ ، فَلَمَّا فَرَغَ عُتْبَةُ مِنْ كَلَامِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم {1} تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة فصلت آية 1-2 إِلَى قَوْلِهِ : فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ سورة فصلت آية 14 ، فَرَجَعَ عُتْبَةُ إِلَى كُبَرَاءِ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلًا مُغْدِقَ الْأَعْلَى ، مُثْمِرَ الْفَرْعِ ، حَدِيثَ الْعَهْدِ بِالْعَرْشِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ السِّحْرَ وَالشِّعْرَ وَالْكُهَانَ ، فَمَا هُوَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَأْتِيَ جَمَاعَتَهُمْ ، فَأَتَاهُمْ وَفِي يَدِهِ قَبْضَةٌ مِنْ تُرَابٍ ، فَقَرَأَ : يس {1} وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ سورة يس آية 1-2 إِلَى قَوْلِهِ : فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ سورة يس آية 11 ، وَجَعِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ شَيْئًا ، وَقَدْ أَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ سَالِمًا وَالْحَمْدُ للِّهِ ، فَقَالَ لَهُمْ عُتْبَةُ : قَدْ كُنْتُمْ تَنْفَلِتُونَ عَلَيْهِ فَقَدْ آتَاكُمْ ، فَلَمْ تَصْنَعُوا شَيْئًا ، فَقَالُوا : لَكَأَنَّ عُقُولَنَا قَدْ ذَهَبَتْ ، فَقَالَ : لِيَنْظُرْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَيَّ شَيْءٍ وُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ ، فَإِذَا عَلَى رَأْسِ كُلِّ امْرِئٍ مِنَ التُّرَابِ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ وُضِعَ عَلَى رُءُوسِهِمُ التُّرَابُ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | عمر بن عبد الله المدني / توفي في :145 | ضعيف الحديث |
لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ | الليث بن سعد الفهمي / ولد في :94 / توفي في :175 | ثقة ثبت فقيه إمام مشهور |
قُتَيْبَةُ بْنُ مِهْرَانَ | قتيبة بن مهران الآزاذني | مقبول |