أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْبَيْرُوتِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الدَّلْهَاثِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْرِعِ بْنِ يَاسِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ مُسْرِعِ بْنِ يَاسِرٍ ، أَنَّ أَبَاهُ يَاسِرًا حَدَّثَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ . ح قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ وَحَدَّثَنِي بِهِ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، أَنَّ أَبَاهُ حَمَّادَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ مُسْرِعِ بْنِ يَاسِرٍ ، أَنَّ يَاسِرَ بْنَ سُوَيْدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ ، قَالَ : " خَرَجْتُ حَاجًّا فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَرَأَيْتُ وَأَنَا بِمَكَّةَ نُورًا سَاطِعًا مِنَ الْكَعْبَةِ حَتَّى أَضَاءَ لِي جَبَلَ يَثْرِبَ ، وَأَشْعَرَ ، وَجُهَيْنَةَ ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا فِي النُّورِ وَهُوَّ يَقُولُ : انْقَشَعَتِ الظَّلْمَاءُ ، وَسَطَعَ الضِّيَاءُ ، وَبُعِثَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ ، ثُمَّ أَضَاءَ إِضَاءَةً أُخْرَى ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى قُصُورِ الْحِيرَةِ ، وَأَبْيَضَ الْمَدَائِنِ ، فَسَمِعْتُ صَوتًا فِي النُّورِ ، وَهُوَ يَقُولُ : ظَهَرَ الْإِسْلَامُ ، وَكُسِرَتِ الْأَصْنَامُ ، وَوُصِلَتِ الْأَرْحَامُ ، فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا ، فَقُلْتُ لِقَوْمِي : وَاللَّهِ ، لَيَحْدُثَنَّ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ حَدَثٌ ، وَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا رَأَيْتُ ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بِلَادِنَا ، قِيلَ : إِنَّ رَجُلًا ، يُقَالُ لَهُ : أَحْمَدُ قَدْ بُعِثَ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ ، فَقَالَ لِي : يَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، أَنَا النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ إِلَى الْعِبَادِ كَافَّةً ، أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَآمُرُهُمْ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ، وَعِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَفْضِ الْأَصْنَامِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، شَهْرٍ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا ، مَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ ، فَآمِنْ بِاللَّهِ يَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، يُؤَمِّنُكَ اللَّهُ مِنْ هَوْلِ جَهَنَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَإِنْ أُرْغِمَ ذَلِكَ كَثِيرًا مِنَ الْأَقْوَامِ ، وَأَنْشَدْتُهُ أَبْيَاتًا قُلْتُهَا حِينَ سَمِعْتُ بِهِ ، وَكَانَ لَنَا صَنَمٌ ، وَكَانَ أَبِي سَادِنَهُ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَكَسَرْتُهُ حَتَّى لَحِقْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا أَقُولُ : شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَأَنَّنِي لِآلِهَةِ الْأَحْجَارِ أَوَّلُ تَارِكِ وَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقِي الْإِزَارَ مُهَاجِرًا أَجُوبُ إِلَيْهِ الْوَعْثَ بَعْدَ الدَّكَادِكِ لِأَصْحَبَ خَيْرَ النَّاسِ نَفْسًا وَوَالِدًا رَسُولٌ مَلِيكُ النَّاسِ فَوْقَ الْحَبَائِكِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَرْحَبًا بِكَ يَا عَمْرُو ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ابْعَثْنِي إِلَى قَوْمِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِي ، كَمَا مَنَّ عَلَيَّ بِكَ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : عَلَيْكَ بِالرِّفْقِ ، وَالْقَوْلِ السَّدِيدِ ، وَلَا تَكُ فَظًّا ، وَلَا مُتَكَبِّرًا ، وَلَا حَسُودًا ، فَأَتَيْتُ قَوْمِي ، فَقُلْتُ : يَا بَنِي رِفَاعَةَ ، بَلْ يَا مَعْشَرَ جُهَيْنَةَ ، إِنَّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ، أَدْعُوكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَأُحَذِّرُكُمُ النَّارَ ، وَآمُرُكُمْ بِحَقْنِ الدِّمَاءِ ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ، وَعِبَادَةِ اللَّهِ ، وَرَفْضِ الْأَصْنَامِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرٍ مِنَ اثْنَي عَشَرِ شَهْرًا ، مَنْ أَجَابَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارَ ، يَا مَعْشَرَ جُهَيْنَةَ ، إِنَّ اللَّهَ وَلَهُ الْحَمْدُ ، جَعَلَكُمْ خِيَارَ مَنْ أَنْتُمْ مِنْهُ ، وَبَغَّضَ إِلَيْكُمْ فِي جَاهِلِيَّتِكُمْ مَا حَبَّبَ إِلَى غَيْرِكُمْ مِنَ الْعَرَبِ ، كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ، وَيَخْلُفُ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَةِ أَبِيهِ ، وَالْغَزَاةُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، فَأَجِيبُوا هَذَا النَّبِيَّ الْمُرْسَلَ مِنْ بَنِي لُؤَيِ بْنِ غَالِبٍ ، تَنَاوَلُوا شَرَفَ الدُّنْيَا ، وَكَرَامَةَ الْآخِرَةِ ، وَسَارِعُوا فِي ذَلِكَ يَكُنْ لَكُمْ فَضِيلَةٌ عِنْدِ اللَّهِ ، فَأَجَابُوا إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ ، فَقَالَ : يَا عَمْرُو ، أَمَرَّ اللَّهُ عَيْشَكَ ، أَتَأْمُرْنَا أَنْ نَرْفُضَ آلِهَتَنَا ، وَنُفَارِقَ جَمَاعَتَنَا ، وَنُخَالِفَ دِينَ آبَائِنَا إِلَى مَا يَدْعُونَا إِلَيْهِ هَذَا الْقُرَشِيُّ مِنْ أَهْلِ تُهَامَةَ ، لَا ، وَلَا حُبًّا وَلَا كَرَامَةً ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : إِنَّ ابْنَ مُرَّةَ قَدْ أَتَى بِمَقَالَةٍ لَيْسَتْ مَقَالَةُ مَنْ يُرِيدُ صَلَاحًا إنِيِّ أَرَى مِنْ قَوْلِهِ وَفِعَالِهِ يَوْمًا وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ ذِبَاحًا أَتُسَفِّهُ الْأَشْيَاخَ مِمَّنْ قَدْ مَضَى مَنْ رَامَ ذَاكَ فَلَا أَصَابَ فَلَاحَا فَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ : الْكَاذِبُ مِنِّي وَمِنْكَ أَمَرَّ اللَّهُ عَيْشَهُ ، وَأَبْكَمَ لِسَانَهُ ، وَأَكْمَهَ أَسْنَانَهُ ، قَالَ عَمْرُو : وَاللَّهِ ، مَا مَاتَ حَتَّى سَقَطَ فُوهُ ، وَكَانَ لَا يَجِدُ طَعْمَ الطَّعَامِ ، وَخَرُسَ ، فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى أَتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا هَذِهِ نُسْخَتُهُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابُ أَمَانٍ مِنَ اللَّهِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ صَادِقٍ ، وَلِسَانٍ نَاطِقٍ ، مَعَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ لِجُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدٍ ، أَنَّ لَكُمْ بُطُونَ الْأَرْضِ وَسُهُولَهَا ، وَتِلَاعَ الْأَوْدِيَةِ وَظُهُورَهَا ، تَرْعَوْنَ نَبَاتَهُ ، وَتَشْرَبُونَ مَا فِيهِ ، عَلَى أَنْ تُقِرُّوا بِالْخَمْسِ ، وَتُصَلُّوا صَلَاةَ الْخَمْسِ ، وَفِي التِّيعَةِ وَالصَّرِيمَةِ شَاتَانِ إِذَا اجْتَمَعَتَا ، وَإِنْ فُرِّقَتَا شَاةٌ شَاةٌ ، لَيْسَ عَلَى أَهْلِ الْمِيرَةِ صَدَقَةٌ ، وَلَيْسَ لِلْوَارِدِ التِّيعَةُ ، وَاللَّهُ يَشْهَدُ عَلَى مَا بَيْنَنَا ، وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِكِتَابِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، فَهَذَا حِينَ يَقُولُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ وَبَيَّنَ بُرْهَانَ الْقُرَانِ لِعَامِرِ كِتَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ نُورٌ لِجَمْعِنَا وَأَحْلَافِنَا فِي كُلِّ بَادٍ وَحَاضِرِ إِلَى خَيْرِ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ كُلِّهَا وَأَفْضَلِهَا عِنْدَ اعْتِكَاكِ الضَّرَائِرِ أَطَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا تَقَطَّعَتْ بُطُونُ الْأَعَادِي بِالظِّمَاءِ الْخَوَاطِرِ فَنَحْنُ قُبَيْلٌ قَدْ بَنَى الْمَجْدُ حَوْلَنَا إِذَا اخْتَلَيْتَ بِالْحَرْبِ هَامَ الْأَكَابِرِ بَنُو الْحَرْبِ نَفْرِيهَا وَمِيضٌ تَلَأْلُؤٌ فِي أَكُفِّ الْمَغَاوِرِ تَرَى حَوْلَهُ الْأَنْصَارَ يَحْمُونَ سِرْبَهُمْ بِسُمْرِ الْعَوَالِي وَالصَّفِيحِ الْبَوَاتِرِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ | عمرو بن مرة الجهني | صحابي |
يَاسِرَ بْنَ سُوَيْدٍ | ياسر بن سويد الجهني | صحابي |
مُسْرِعِ بْنِ يَاسِرٍ | مسرع بن ياسر الجهني | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ | عبد الله بن مسرع الجهني | ضعيف الحديث |
حَمَّادَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ | حماد بن عبد الله بن مسرع | مجهول الحال |
مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ | محمد بن حماد بن عبد الله | مجهول الحال |
الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ | الوليد بن عبد الرحمن بن محمد | مجهول الحال |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ | عبد الله بن دلهاث الجهني | مجهول الحال |
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ | عمرو بن مرة الجهني | صحابي |
يَاسِرًا | ياسر بن سويد الجهني | صحابي |
مُسْرِعِ بْنِ يَاسِرٍ | مسرع بن ياسر الجهني | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ | عبد الله بن مسرع الجهني | ضعيف الحديث |
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْرِعِ بْنِ يَاسِرٍ | إسماعيل بن عبد الله الجهني | مجهول الحال |
أَبَاهُ | دلهاث بن إسماعيل الجهني | مجهول |
أَبِي | داود بن دلهاث الجهني | ضعيف الحديث |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الدَّلْهَاثِ | عبد الله بن دلهاث الجهني | مجهول الحال |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْبَيْرُوتِيُّ | محمد بن مكحول البيروتي / توفي في :321 | حافظ ثقة ثبت |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ | الحسن بن علي التميمي | صدوق حسن الحديث |
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ | محمد بن مندة العبدي / توفي في :395 | إمام جبل حجة |
أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي عَمْرٍو | يحيى بن عبد الوهاب العبدي / ولد في :434 / توفي في :512 | ثقة |