باب ما جاء في ذكر الانهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والاشجار


تفسير

رقم الحديث : 1324

قرأته عَلَى أَبِي مُحَمَّد عَبْد الكريم بْن حمزة السلمي ، عن عَبْد العزيز بْن أَحْمَد الْكَتَّانِيّ ، أنا تمام الرازي ، أنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الفرج بْن البرامي ، نَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن خريم ، نَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن عبيد اللَّه بْن يزيد ، حَدَّثَنِي أَبِي عبيد اللَّه بْن يزيد ، حَدَّثَنِي أَبِي يزيد بْن زفر ، عن أبيه زفر ، قَالَ : سألت مكحولا عن نهر يزيد كيف قصته ، قَالَ : سألت مني خبيرا ، أخبرني الثقة أنه كان نهرا صغيرا نباطيا يجري فيه شيء يسير يسقي ضيعتين فِي الغوطة لقوم يقال لهم بنو فوقا ، ولم يكن لأحد فيه شيء غيرهم ، فماتوا فِي خلافة مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ، ولم يبق لهم وارث ، فأخذ مُعَاوِيَة ضياعهم وأموالهم فلم يزل كذلك حتى مات مُعَاوِيَة فِي رجب سنة ستين ، وولي ابنه يزيد ، فنظر إِلَى أرض واسعة ليس لها ماء ، وكان مهندسا فنظر إِلَى النهر فإذا هو صغير ، فأمر بحفره ، فمنعه من ذَلِكَ أهل الغوطة ودافعوه ، فلطف بهم عَلَى أن ضمن لهم خراج سنتهم من ماله ، فأجابوه إِلَى ذَلِكَ . فاحتفر نهرا سعته ستة أشبار فِي عمق ستة أشبار عَلَى أن له ملء جنبتيه ، وكان كما شرط لهم . فهذه قصة نهر يزيد . ومات يزيد فِي رجب سنة أربع وستين . فلم يزل كذلك حتى استخلف سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك ، فأقام عنده رجل من أهل الذمة يقال له جرجة بْن قعرا لشاهدين يشهدان أن له فِي النهر قناة تجري إِلَى حمام له يريده ، وزعم أنها كانت عجمية تجري فِي سيلون إِلَى ديره ، وهو رطل من الماء ، فسجل له سُلَيْمَان بذلك سجلا وأشهد شهودا ونسخته : بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم ، هذا كتاب كتبه سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك أمير المؤمنين لجرجة بْن قعرا بثبات قناة فِي نهر يزيد إِلَى ديره لما قامت له البينة . وفيه من الشهود ، وشهد له عَبْد العزيز بْن عَبْد الرَّحْمَن اليحصبي ، وعبد اللَّه بْن الحصين بْن المبارك الهمداني ، ويزيد بْن أسلم بْن عَبْد اللَّه القرشي ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك من أهل الغوطة ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن ، وكتب شهادته سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك يأمره فِي هذا الكتاب يوم الخميس فِي شهر رمضان من سنة ثمان وتسعين . وكتب سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك بخطه وأشهد اللَّه عَلَى نفسه ، وكفى بالله شهيدا . وقل الماء فِي خلافة سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك حتى لم يبق فِي بردا إلا شيء يسير . فشكوا إِلَى سُلَيْمَان فوجه مولاه عبيدة بْن أسلم إِلَى أصل الماء العين ليكريها ، فدخلوا ليكروها فبينما هم كذلك إذا هم بباب حديد مشبك يخرج الماء من كوى فيه ، يسمعون داخلها صوت اضطراب السمك فيها ، فكتبوا بذلك إِلَى سُلَيْمَان فأمرهم أن لا يحركوا شيئا وأن يكروا بين يديها . فلم يزل كذلك فِي خلافة سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه حتى ولي هشام بْن عَبْد الملك فسألوه أهل قرية حرستا ماء لشرب شفاههم فِي مسجدهم ، فكلم فاطِمَة بنت عَبْد الملك يعني ابنة عاتكة ، وعاتكة ابنة يزيد فِي ذَلِكَ فأجابته عَلَى أن يحفر نهرا صغيرا يجري إِلَى مساجدهم للشرب لا لغيره . وفتح الحجر الذي أمر به فترا فِي فتر مستدير يجري من الأرض عَلَى قدر شبر من ارتفاع الأرض . وسأله مولاه عَبْد العزيز أن يجري له شيئا يسقي به أرضه ، فأجابه بعد أن سأله فِي أمره يوم الأربعاء ، فصير له ماصية فتحها شبر فِي أقل من شبر . ثم سأله خَالِد أن يسقي ضيعته ، فأجابه كإجابته هذه الماصية . ثم شكا أهل بردا قلة الماء إِلَى هشام بْن عَبْد الملك ، فأمر الْقَاسِم بْن زياد أن يماز لهم الأنهار فمازها ، فأعطى نهر يزيد ست عشرة مسكبة ، وأعطى الغور الكبير عشر مساكب ، والغور الصغير خمس مساكب ، ونهر داريا ست عشرة مسكبة ، وأعطى نهر ثورة اثنتين وأربعين مسكبة ، وفيه يومئذ أربع عشرة ماصية يسقي ليس عليها رحا ، ونهر قينية إحدى عشرة مسكبة ، ونهر باناس ثلاثين مسكبة ، ومسكبة حملت فيه ليزيد بْن أَبِي مريم مولى بني الحنظلية ، وثلاث مساكب للفضل بْن صالح بْن صالح الهاشمي حملت فيه من بعد ، ونهر مجذول اثنتي عشرة مسكبة ، ونهر داعية ثلاث عشرة مسكبة ، ونهر حيوة وهو نهر الزلف اثنتي عشرة مسكبة ، ونهر التومة العليا خمس مساكب ، ونهر التومة السفلى أربع مساكب ، ونهر الزابون أربع مساكب ، ونهر الملك أربع مساكب ، والقناة لم تكن تماز يومئذ تأخذ ملء جنبتيها ، وكان الْوَلِيد بْن عَبْد الملك لما بنى المسجد اشترى ماء من نهر السكون يقال له الوقية فجعله فِي القناة إِلَى المسجد . والحجر شبر ونصف ، والثقب شبر فِي أقل من شبر ، عَلَى أنه إذا انقطعت القناة أو اعتلت ليس لأحد أن يأخذ من ماء الوقية شيئا ، ولا لأصحاب القساطيل فيها حق ، فإذا جرت يأخذ كل ذي حق حقه ، وتفتح القساطل عَلَى الولاء . وقال يزيد : أنا أدركت القناة يدخل فيها الرجل يسير فيها وهي مسقوفة ، يمد يده فلا ينال سقفها ، وليس فيها شيء معلوم . وحضر جماعة من أهل دمشق وغوطتها ، منهم هذا التماز الذي قسم الْقَاسِم بْن زياد سنة خمس عشرة ومائة ، منهم : عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البكري ، ويزيد بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الهمداني ، وعبد اللَّه بْن شبيل الفهري ، وحكيم بْن عَبْد اللَّه بْن المبارك الجمحي ، وَالْفَضْلُ بْن عَبْد الكريم القرشي ، وعبد اللَّه بْن المبارك النميري من أهل الغوطة ، من أهل قرية طرميس ، وذكوان بْن عَبْد اللَّه مولى عَبْد الملك بْن مروان ، ومحمد بْن يزيد بْن عَبْد اللَّه مولى عَبْد الملك ، وَالْفَضْلُ بْن الْقَاسِم مولى بني هاشم . ومات هشام بْن عَبْد الملك يوم الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.