وحدثني إِبْرَاهِيم : أن أمير المؤمنين الرشيد ولاه الموسم سنة ست وثمانين ومائة ، وأنفذ إليه عهده إلى دمشق ، وأمره بالاستخلاف على عمله ، والخروج إلى مكة ليحج بالناس ، ثم يرجع إلى عمله من جند دمشق ، قال إِبْرَاهِيم : فخرجت من دمشق أريد الحجاز ، فلما قطعت وادي القرى ، وافيت جبلا يسير الناس في سفحه ، وفي الجبل صخرة عظيمة لا يأمن السائر تحتها سقوطها عليه ، وليس للمجتاز بذلك طريق إلا تحت تلك الصخرة ، فدخلتني روعة من السير تحتها ، ثم دعوت بفرس جواد فركبته ، وركضت ، حتى جزت عنها ، فكتب بذلك صاحب خبر الناحية إلى صاحب البريد ، وكتب به صاحب البريد إلى الرشيد ، فلما ورد عليه الخبر غضب علي ، وقال : ابن المهدي جبان ، وأمر بصرفي عن دمشق وتولية العباس بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإمام ما كنت أتولى من الصلاة بأهل جند دمشق ، والمعونة على ذلك الجند ، قال إِبْرَاهِيم : واجتاز تحت تلك الصخرة بعد أن جزتها جماعة كثيرة من حجاج أهل الشام ، فسقطت الصخرة عليهم ، فقتلت عالما من الناس ، وكتب صاحب الخبر بذلك ، فتأدى الخبر إلى الرشيد ، فأمر بإبطال أمر العباس بْن مُحَمَّد ، وبالكتاب إلي باستصواب رأيي ، وبحمدي على ما كان مني ، ووصلني بثلاثين ألف دينار من مال دمشق ، فقبضتها بعد رجوعي إليها .