أخبرنا أَبُو العز بْن كادش - فيما قرأ علي إسناده ، وناولني إياه ، وقال : اروه عني - أنا أَبُو علي الجازري ، أنا أَبُو الفرج المعافى بْن زكريا ، نا عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر الأزدي ، نا أَبُو بكر بْن أَبِي الدنيا ، حدثني الحسين بْن عَبْد الرحمن ، عن أَبِي عَبْد الرحمن الطائي ، عن عَبْد اللَّه بْن عياش ، حدثني الأبرش بْن الوليد الكلبي ، قال : دخلت على هشام بْن عَبْد الملك ، فسألته حاجة ، فامتنع علي ، فقلت : يا أمير المؤمنين لابد منها فإنا ثنينا عليها رجلا ، قال : ذاك أضعف لك أن تثني رجلك على ما ليس عندك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمد يدي إلى شيء مما قبلك إلا نلته ، قال : ولم ؟ قلت : لأني رأيتك لذلك أهلا ورأيتني مستحقه منك ، قال : يا أبرش ، ما أكثر من يرى أنه يستحق أمرا ليس به بأهل ، فقلت : أوف لك ، وإنك - والله - ما علمت قليل الخير نكده ، والله إن نصيب منك الشيء إلا بعد مسألة ، فإذا وصل إلينا مننت به ، والله إن أصبنا منك خيرا قط ، قال : لا والله ، ولكنا وجدنا الأعرابي أقل شيء شكرا ، قلت : والله إني لأكره الرجل يحصي ما يعطي . ودخل عليه أخوه سعيد بْن عَبْد الملك ، ونحن في ذلك ، فقال : مه يا أَبَا مجاشع ، لا تقل ذلك لأمير المؤمنين ، قال : فقال هشام : أترضى بأبي عثمان بيني وبينك ؟ قلت : نعم ، قال سعيد : ما تقول يا أَبَا مجاشع ، فقلت : لا تعجل صحبت - والله - هذا وهو أرذل بني أبيه ، وأنا يومئذ سيد قومي ، وأكثرهم مالا ، وأوجهم جاها ، أدعى إلى الأمور العظام من قبل الخلفاء ، وما يطمع هذا يومئذ فيما صار إليه ، حتى إذا صار إلى البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة ، ثم قال : حسبك ، فقال هشام : يا أبرش اغفرها لي ، فوالله لا أعود لشيء تكرهه أبدا ، صدق يا أَبَا عثمان ، قال : فوالله ما زال لي مكرما حتى مات .
الأسم | الشهرة | الرتبة |