باب ذكر ما اشترط صدر هذه الامة عند افتتاح الشام على اهل الذمة


تفسير

رقم الحديث : 1160

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ السُّلَمِيُّ ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَطْرَابُلُسِيُّ إِمْلاءً فِي رَبِيعٍ الآخَرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ ، نَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ بِحِمْصَ ، نَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، نَا الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ الدَّجَّالِ ، وَيُحَذِّرُنَاهُ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ : " يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ . إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْتُمْ خَيْرُ الأُمَمِ وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لا مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجٌ عَنْ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ مُؤْمِنٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كَلِّ مُسْلِمٍ . إِنَّهُ يَخْرُجُ بَيْنَ خُلَّتَيْنِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَبْعَثُ يَمِينًا وَيَبْعَثُ شِمَالا . يَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَبْتَدِئُ ، فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيٌّ وَلا نَبِيَ بَعْدِي ، ثُمَّ يَبْتَدِي ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ . وَإِنِّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ يَكُنْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ . وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ تَتَمَثَّلُ عَلَى صُوَرِ النَّاسِ فَيَأْتِي الأَعْرَابِيَّ ، فَيَقُولُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهْ شَيْطَانُهُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : يَا بُنَيَّ ، اتْبَعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ . وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلَهَا ثُمَّ يُحْيِيهَا ، وَأَنْ تَعُودَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَأَنْ يَصْنَعَ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا . يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الآنَ ، يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي فَيَبْعَثُهُ ، فَيَقُولُ لَهْ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ الدَّجَّالُ . وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَمْثُلُ لَهُ شَيْطَانُهُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمَطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُوهُ فَلا يَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلا هَلَكَتْ ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُوهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ هَذَا أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ خَوَاصِرَ وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا . وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا : فَيَوْمٌ كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، يَوْمٌ كَالشَّهْرِ ، وَيْومٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالْجُمُعَةِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ كَالأَيَّامِ ، وَيَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ . وَآخِرُ أَيَّامِهِ ، كَالشَّرَارَةِ فِي الْجَرِيدَةِ ، يُضْحِي الرَّجُلُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلا يَبْلُغُ بَابَهَا الآخَرَ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ : " تُقَدِّرُوا فِي الأَيَّامِ الْقِصَارِ كَمَا تُقَدِّرُوا فِي الأَيَّامِ الطِّوَالِ ، ثُمَّ تُصَلُّونَ . وَإِنَّهُ لا يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الأَرْضِ إِلا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، فَإِنَّهُ لا يَأْتِيهَا مِنْ نَقَبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا إِلا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصَلَّتٌ بِالسَّيْفِ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الضَّرْبِ الأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبِخَةِ عِنْدَ مُجْتَمَعِ السُّيُولِ ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاثَ رَجَفَاتٍ ، فَلا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلا مُنَافِقَةٌ إِلا صَرَخَ . فَتَنْفِي الْمَدِيَنَةُ يَوْمَئِذٍ خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، يُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ الإِخْلاصِ " . فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَيْنَ الْمُسْلِمُونَ ؟ ، قَالَ : " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ يَخْرُجُ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ وَأَمَامَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَيُقَالُ لَهُ : صَلِّ الصُّبْحَ ، فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ ، نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ : فَإِذَا رَآهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَيَرْجِعُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ : صَلِّ ، فَإِنَّمَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ لَكَ ، فَيُصَلِّي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَرَاءَهُ ، فَيَقُولُ : افْتَحُوا الْبَابَ ، فَيَفْتَحُوهُ وَمَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سِلاحٍ وَسَيْفٍ مُحَلَّى . فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ ، وَكَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا . فَيَقُولُ عِيسَى : إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفْوتَنِي بِهَا ، فَيُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرَابِ فَيَقْتُلَهُ ، فَلا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلا أَنْطَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لا شَجَرَةَ وَلا حَجَرَ وَلا دَابَّةَ ، إِلا قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُسْلِمِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ، إِلا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ ، لا تَنْطِقُ ، قَالَ الشَّيْخُ : شَوْكٌ يَكُونُ بِنَاحِيَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : وَيَكُونُ عِيسَى فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلا ، وَإِمَامَا مُقْسِطًا ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَلا يَسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلا بَعِيرٍ ، فَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالْبَغْضَاءُ وَالتَّبَاغُضُ . وَتُنْزَعُ حُمَّةُ كُلِّ ذِي دَابَّةٍ ، حَتَّى يَلْقَى الْولِيدَةَ الأَسَدُ فَلا يَضُرَّهَا ، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَيَمْلأُ الأَرْضَ مِنَ الإِسْلامِ ، وَيَسْلُبُ الْكُفَّارَ مُلْكَهُمْ . فَلا يَكُونُ مُلْكٌ إِلا الإِسْلامُ ، وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفَضَّةِ تُنْبِتُ نَبَاتَهَا ، كَمَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ ، وَيْجَتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَتَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ

صحابي

عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ

مقبول

الشَّيْبَانِيُّ

ثقة يرسل عن الصحابة

ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ

ثقة

أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَطْرَابُلُسِيُّ

ثقة مأمون

أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ

ثقة حافظ

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ

ثقة مأمون

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ السُّلَمِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.