باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن


تفسير

رقم الحديث : 1157

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ ، وَأَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقُشَيْرِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَامِيُّ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَحِيرِيُّ ، أنا أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَنْزِيُّ ، نَا عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ ، نَا الْوَلِيدُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي ، وَقَالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّوَاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلابِيَّ ، يَقُولُ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا ، فَقَالَ : " مَا شَأْنُكُمْ ؟ " قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ فَخَفَضْتَ فِيهِ وَرَفَعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ، فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسُهُ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ . إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِيَةٌ ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ نَظِيرٍ . فَمَنْ رَآهُ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ " ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خُلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالا ، يَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا " ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَبِثَهُ فِي الأَرْضِ ؟ ، قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، يَوْمًا كَسَنَةٍ ، وَيَوْمًا كَشَهْرٍ ، وَيَوْمًا كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سُرْعَتُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ ، قَالَ : فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُو عَلَيْهِمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرَى ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، قَالَ : ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ ، فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَيَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَأَنَّهَا يَعَاسِيبُ النَّحْلِ ، ثُمَّ يَدْعُو شَابًّا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ وَمِنْهُ الْعَرْضُ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ فَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ يَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُوذَتَيْنِ وَاضَعًا كَفَّيِهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جِمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ . وَلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِبْحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حِينَ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلَهُ ، ثُمَّ يَأْتِي نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَتَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ . قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى أَنِّي أَخْرَجْتُ ، وَقَالَ الْقَاسِمُ وَمُحَمَّدٌ : قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لا يَدَ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ . فَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَهُمْ مَنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَّلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا ، ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ، وَيُحَاصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوُرِ فِيهِمْ خَيْرًا لأَحَدِهِمْ مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِهِمُ الْيَوْمَ . فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى مَوْتَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحَدَةٍ . فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصَحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيِرْسَلُ إِلَيْهِمْ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، فَيَحْمِلُهُمْ فَيَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ . ثُمَّ يُرْسِلُ عَلَيْهِمْ مَطَرًا لا يَكُونُ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلا وَبَرٌ ، فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَقَةِ ، وَقَالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ : كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعُصَابَةُ الرُّمَّانَةَ ، وَيَسْتَظِلُّونَ بَقَحْفِهَا ، وَيُبَارِكُ فِي الرُّسُلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَيَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ . فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا طَيِّبَةً تَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَتُبْقِي شِرَارَ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَتَهَارَجُ ، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : تَهَارُجَ الْحُمُرِ ، فَعَلَيْهُمْ تَقُومُ السَّاعَةُ " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ . وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ .

الرواه :

الأسم الرتبة
النُّوَاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلابِيَّ

صحابي

أَبِيهِ

ثقة

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ

ثقة

يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ

ثقة

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ

ثقة

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

مقبول

الْوَلِيدُ

ثقة

عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ

ثقة حافظ

أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَنْزِيُّ

مجهول الحال

أَبُو عَلِيٍّ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ

ثقة حافظ

أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَحِيرِيُّ

ثقة محدث

وَأَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَامِيُّ

صدوق حسن الحديث

وَأَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقُشَيْرِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.