أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَوَيْهِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَنَّاكِيٍّ الرَّازِيُّ ، نَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ ، نَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، نَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّوَاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلابِيَّ ، يَقُولُ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ، فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ . إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ قَائِمَةٌ ، يُشْبِهُ عَبْدَ الْعُزَّى بْنَ قَطَنٍ . فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَفَوَاتِحَ سُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خُلَّةٍ مَا بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَشِمَالا ، يَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضُ ؟ قَالَ : " أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، يَوْمٌ كَسَنَةٍ ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، يَوْمٌ كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا إِسْرَاعُهُ إِلَى الأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ ، فَيُؤْمِنُونَ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذَرًّا ، وَأَسْبَغَهُ ضَرْعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ . ثُمَّ يَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ وَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ تَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ ، فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَيَنْطَلِقُ ، فَيَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّخْلِ ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلا مُمْتَلِئًا شَبَابًا ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ ، وَيَقْطَعُهُ حَتَّى جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بُعِثَ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ يَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُوذَتَيْنِ أَوْ مَبْرُودَتَيْنُ ، وَاضِعَ كَفَّيِهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ كَجُمَانِ لُؤْلُؤٍ . لا يحل لكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حِينَ يَنْتَهِي طَرَفُهُ . فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ . فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ : يَا عِيسَى قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا بِدَانَ لأَحِدٍ بِقِتَالِهِمْ فَجَوِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا ، فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ فِي هَذِهِ مَاءٌ مَرَّةً ، فَيَحْضُرُ نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ خَيْرًا لأَحَدِهِمْ مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ . فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ ، فَلا يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلا وَقَدْ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَهَنُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ . فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، تَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا يَكُنُ فِيهِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ ، يَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى تَتْرُكَهَا كَالزَّلَقَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ : انْبُتِي ثَمَرَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعُصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بَقَحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرُّسُلِ حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقِرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَتَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا يَتَهَارَجُ الْحُمُرُ ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
النُّوَاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلابِيَّ | نواس بن سمعان الكلابي | صحابي |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ | عبد الرحمن بن جبير الحضرمي / توفي في :118 | ثقة |
يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ | يحيى بن جابر الطائي / توفي في :126 | ثقة |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ | عبد الرحمن بن يزيد الأزدي / ولد في :70 / توفي في :153 | ثقة |
أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ | أيوب بن سويد الرملي | ضعيف الحديث |
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ | محمد بن هارون الروياني / توفي في :307 | حافظ ثقة |
أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَنَّاكِيٍّ الرَّازِيُّ | جعفر بن الفناكي | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ | عبد الرحمن بن أحمد العجلي / ولد في :371 / توفي في :454 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَوَيْهِ | محمد بن إبراهيم الأمين / ولد في :446 / توفي في :530 | ثقة |