قَرَأْتُ بِخَطِّ قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الْحُسَيْنِ الرَّازِيِّ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَا ، نا أَبُو الْحَكَمِ الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَبْسِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ ، أَنَّ هَذَا كِتَابُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْقَاضِي : كَانَ بِدِمَشْقَ لبنك نَصَارَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ أَنَّهُمْ رَفَعُوا إِلَى الأَمِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَصْلَحَهُ اللَّهُ قِصَّةً ، وَذَكَرُوا أَنَّهُمْ شَجَرَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَئِيسِهِمْ فِي دِينِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى وَعَتَاقَةِ الْعَرَبِ وَالْغُرَبَاءِ اخْتِلافٌ وَفُرْقَةٌ ، وَأَنَّهُمْ غَلَبُوهُمْ عَلَى كَنَائِسِهِمْ ، وَسَأَلُوهُ النَّصَفَةَ لَهُمْ مِنْهُمْ ، وَالْوَفَاءَ لَهُمْ بِمَا فِي عَهْدِهِمْ ، وَكِتَابَهُمُ الَّذِي كَتَبَهُ لَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عِنْدَ فَتْحِ مَدِينَتِهِمْ ، فَأَمَرَنِي الأَمِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَفِظَهُ اللَّهُ ، بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمْ عِنْدَهُ ، وَتَنَاصُبِهِمُ الْخُصُومَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فِي النَّظَرِ فِي أَمْرِهِمْ ، وَحَمْلِهِمْ عَلَى مَا يَرَى مِنَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، فَدَعَوْتُهُمْ بِحِجَجِهِمْ ، فَأَتَوْنِي بِكِتَابِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لَهُمْ ، فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا أَعْطَى خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَهْلَ دِمَشْقَ يَوْمَ فَتَحَهَا ، أَعْطَاهُمْ أَمَانًا لأَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَلِكَنَائِسِهِمْ ، لا تُهْدَمْ وَلا تُسْكَنْ ، لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ذِمَّةُ اللَّهِ ، وَذِمَّةُ رَسُولِهِ ، وَذِمَّةُ الْخُلَفَاءِ ، وَذِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلا يَعْرِضَ لَهُمْ أَحَدٌ إِلا بِخَيْرٍ إِذَا أَعْطَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ مِنَ الْجِزْيَةِ . شَهِدَ هَذَا الْكِتَابَ يَوْمَ كُتِبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَعِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَمَعْمَرُ بْنُ عَتَّابٍ ، وَشَرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ ، وَعُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ نُبَيْشَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ ، وَقُضَاعِيُّ بْنُ عَامِرٍ ، وَكُتِبَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ . قَالَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ : فَنَظَرْتُ فِي كِتَابِهِمْ ، فَوَجَدْتُهُ خَاصَّةً لَهُمْ ، وَفَحَصْتُ عَنْ أَمْرِهِمْ ، فَوَجَدْتُ فَتْحَهَا بَعْدَ حِصَارٍ ، وَوَجَدْتُ مَا وَرَاءَ حَائِطِهَا لِدَفْعِ الْخَيْلِ ، وَمَرَاكِزِ الرِّمَاحِ ، وَنَظَرْتُ فِي جِزْيَتِهِمْ ، فَوَجَدْتُهَا وَظِيَفَةً عَلَيْهَا ، خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِمْ ، وَوَجَدْتُ أَهْلَهَا عِنْدَ فَتْحِهَا رَجُلَيْنِ : رَجُلا رُومِيًّا قَتَلَتْهُ الْحَرْبُ أَوْ نَفَتْهُ ، فَمَسَاكِنُهُمْ وَكَنَائِسُهُمْ قِسْمَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مَعْرُوفَةٌ لا تَخْفَى ، وَرُجَلا مِنْ أَهْلِهَا حَقَنَ دَمَهُ هَذَا الْعَهْدُ ، فَمَسَاكِنُهُمْ وَكَنَائِسُهُمْ مَعَ دِمَائِهِمْ لَهُمْ لَمْ تُسْكَنْ ، وَلَمْ تُقْسَمْ مَعْرُوفَةٌ لَيْسَتْ تَخْفَى ، فَقَضَيْتُ لَهُمْ بِكَنَائِسِهِمْ حِينَ وَجَدْتُهُمْ أَهْلَ هَذَا الْعَهْدِ ، وَأَبْنَاءَ الْبَلَدِ بنكا تلادا ، وَوَجَدْتُ مَنْ نَازَعَهُمْ لَفِيفًا طُرَّاءَ ، وَذَلِكَ لَوْ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوا كَانَ لَهُمْ صَرْفُهَا مَسَاجِدَ وَمَسَاكِنَ ، فَلَهُمْ فِي آخِرِ الدَّهْرِ مَا لَهُمْ فِي أَوَّلِهِ ، وَأَثْبَتُّ فِي الأُصُولِ قَبْلُ ، وَأَشْهَدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ وَصَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَفَاءً بِهَذَا الْعَهْدِ الَّذِي عَهِدَهُ لَهُمُ السَّابِقُونَ الأَخْيَارُ ، فَإِنْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ خَاصَّةً فِي ذَلِكَ اخْتِلافُ نَظَرٍ لَهُمْ ، وقَضَيْتُ لِمَنْ نَازَعَهُمْ بِمَا كَانَ لَهُمْ فِيهَا مِنْ حِلْيَةٍ ، أَوْ آنِيَةٍ ، أَوْ كِسْوَةٍ ، أَوْ عَرَصَةٍ ، أَضَافُوا ذَلِكَ إِلَيْهَا ، يُدْفَعْ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ بِأَعْيَانِهِمْ إِنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ وَسَهُلَ قَبْضُهُ ، أَوْ قِيمَةُ عَدْلِهِ يَوْمَ يُنْظَرُ فِيهِ ، شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ | خالد بن الوليد المخزومي | صحابي |
أَبُو الْحَكَمِ الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَبْسِيُّ | الهيثم بن مروان العنسي | صدوق حسن الحديث |