أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قُبَيْسٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالا : نا وَأَبُو النَّجْمِ بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشِّيحِيُّ ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، حَدَّثَنِي الْجَوْهَرِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاهِرٍ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَغْرِبِ ، كَانَ مَعَهُ كَاتِبُهُ أَحْمَدُ بْنُ نُهَيْكٍ ، فَلَمَّا نَزَلَ دِمَشْق أُهْدِيَتْ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ نُهَيْكٍ هَدَايَا كَثِيرَةٌ فِي طَرِيقِهِ وبِدِمَشْقَ ، وَكَانَ يثبت كلما يهدي إِلَيْهِ فِي قرطاس ويدفعه إِلَى خازن له ، فلما نزل عَبْد اللَّهِ بن طاهر دِمَشْق أمر أَحْمَد بن نهيك أن يغدو عَلَيْهِ بعمل كَانَ أمره أن يعمله ، فأمر خازنه أن يخرج إِلَيْهِ قرطاسا فِيهِ العمل الذي أمر بإخراجه ، ويضعه فِي المحراب بين يديه لئلا ينساه وقت ركوبه فِي السحر ، فغلط الخازن ، فأخرج القرطاس الذي فِيهِ ثبت ما أهدي إِلَيْهِ ، فوضعه فِي المحراب ، فلما صَلَّى أَحْمَد بن نهيك الفجر أخذ القرطاس من المحراب ، ووضعه فِي خفه ، فلما دخل عَلَى عَبْد اللَّهِ بن طاهر سأله عما تقدم إِلَيْهِ من إخراجه العمل الذي أمره بِهِ ، فأخرج الدرج من خفه ، فدفعه إِلَيْهِ ، فقرأه عَبْد اللَّهِ من أوله إِلَى آخره ، وتأمله ، ثُمَّ أدرجه ودفعه إِلَى أَحْمَد بن نهيك ، وقال : ليس هَذَا الذي أردت ، فلما نظر أَحْمَد بن نهيك فِيهِ أسقط فِي يديه ، فلما انصرف إِلَى مضربه وجه إِلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بن طاهر يعلمه أنه قد وقفت عَلَى ما فِي القرطاس فوجدته سبعين ألف دينار ، واعلم أنه قد لزمتك مؤنة عظيمة غليظة فِي خروجك ، ومعك زوار وغيرهم ، وإنك محتاج إِلَى برهم ، وليس مقدار ما صار إليك يفي بمئونتك ، وقد وجهت إليك بمائة ألف دينار لتصرفها فِي الوجوه التي ذكرتها .
الأسم | الشهرة | الرتبة |