أَخْبَرَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ البروجردي ، أنا أَبُو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بْن أَحْمَدَ ، أنا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد الفقيه ، أنا أَبُو يعلى الْحُسَيْن بن الزبيري ، نا أَبُو حامد أَحْمَد بن مُحَمَّد الفراء المؤدب ، نا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ الحنظلي ، والحسن بْن عَبْدِ اللَّهِ الشامي ، قَالا : نا بقية بن الوليد ، قَالَ : صحبت إِبْرَاهِيم بن أدهم إِلَى المصيصة ، فبينا أنا معه إِذَا رجل يَقُول : من يدلني عَلَى إِبْرَاهِيم بن أدهم ؟ قَالَ : فأشرت بإصبعي إِلَيْهِ ، فتقدم إِلَيْهِ فَقَالَ : السلام عليك ورحمة اللَّه ، قَالَ : وعليك السلام ، من أنت ؟ قَالَ : أخبرك أن أباك توفي ، وخلف مالا عظيما ، وأنا عبدك فلان ، وهذه البغلة لك ، ومعي عشرة آلاف درهم تنفقها عَلَى نفسك ، وترحل إِلَى بلخ ، والمال مستودع عند الْقَاضِي . قَالَ : فسكت ساعة ثُمَّ قَالَ : إن كنت صادقا فيما تقول فأنت حر ، والبغلة لك ، والمال تنفقه عَلَى نفسك ، قَالَ بقية : ثُمَّ التفت إلي فَقَالَ : هل لك فِي الصحبة ؟ قلت : نعم ، فارتحلنا حتى بلغنا إِلَى حلوان ، فلا وَاللَّه لا طعم ولا شرب ، وكان فِي يوم مثلج ، فَقَالَ : يا بقية ، لعلك جائع ؟ قلت : نعم ، قَالَ : ادخل هَذِهِ الغيضة وخذ منها ما شئت ، قَالَ : فمضيت ، فقلت فِي نفسي : يوم مثلج من أين لي ؟ قَالَ : ودخلت فَإِذَا أنا بشجرة خوخ ، فملأت جرابي وجئت ، فَقَالَ لي : ما الذي فِي جرابك ؟ قلت : خوخ ، فَقَالَ : يا قليل اليقين ، هل يكون هَذَا ؟ لعلك تفكرت فِي شيء آخر ؟ ولو ازددت يقينا لأكلت رطبا ، كما أكلت مريم ابنة عمران فِي وسط الشتاء ، ثُمَّ قَالَ لي : هل لك فِي الصحبة ؟ قلت : بلى ، قَالَ : فمشينا ، ولا وَاللَّه ما عَلَيْهِ حذاء خف ، حتى بلغنا إِلَى بلخ ، فدخل عَلَى الْقَاضِي ، فسلم عَلَيْهِ وقال : بلغني أن أَبِي توفي واستودع عندك مالا ، قَالَ : أما أدهم فنعم ، وأما أنا فلا أعرفك ، قَالَ : فأراد أن يقوم ، قَالَ : فَقَالَ القوم : هَذَا إِبْرَاهِيم بن أدهم ، فَقَالَ : مكانك ، فقد صح لي أنك ابنه ؟ قَالَ : فأخرج المال ، قَالَ : لا يمكن إخراجه ، قَالَ : دلني عَلَى بعضه ، قَالَ : فدله عَلَى بعضه ، فصلى ركعتين وتبسم ، فَقَالَ الْقَاضِي : بلغني إنك زاهد ، قَالَ : وما الذي رأيت من رغبتي ؟ قَالَ : فرحك وتبسمك ، قَالَ : إِنَّمَا فرحي وتبسمي من صنع اللَّه إياي ، هَذَا مال كَانَ حبيسا عَنْ سبيل اللَّه ، وأعانني اللَّه حتى جئت فِي إطلاقه ، جعلتها كلها فِي سبيل اللَّه ، ونفض ثيابه وخرج ، قَالَ : فقلت له : يا أبا إِسْحَاق ، لم نطعم منذ شهران ، قَالَ : قد ذكرتني ، هل لك فِي الطعام ؟ قلت : نعم ، فصلى ركعتين ، فَإِذَا حوله دنانير ، فحملت دينارا ومضينا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |