قرأت في كتاب أَبِي الفرج علي بْن الحسين الكاتب ، أخبرني علي بْن صالح بْن الهيثم ، نا أَبُو هفان ، عن إسحاق ، قال : كان مع المهدي رجل من أهل الموصل ، يقال له : سليمان بْن المختار ، وكانت له لحية عظيمة طويلة ، فذهب يوما ليركب ، فوقعت لحيته تحت قدمه في الركاب ، فذهب عامتها ، فقال آدم بْن عَبْد العزيز في ذلك : قد استوجب في الحكم سليمان بْن مختار بما طول من لحيته جزا بمنشار أو النتف أو الحلق أو التحريق بالنار فقد صار بها أشهر من راية بيطار فأنشدها عمر بْن بزيغ المهدي ، فضحك ، وسارت الأبيات ، فقال أسيد بْن أسيد الأزدي ، وكان وافر اللحية : ينبغي لأمير المؤمنين أن يكف هذا الماجن ، عن الناس ، فبلغت آدم ، فقال : لحية تمت وطالت لأسيد بْن أسيد يعجب الناظر منها من قريب أو بعيد هي إن زادت قليلا قطعت حبل الوريد قال : وكان المهدي يدني آدم ، ويحبه ، ويقربه ، وهو الذي قال لعبد اللَّه بْن علي لما أمر بقتله بنهر أَبِي فطرس : إن أَبِي لم يكن كآبائهم ، وقد علمت مذهبه فيكم ، فقال : صدقت وأطلقه ، وكان ظلف النفس متصوبا ، ومات على توبة ، ومذهب جميل .
الأسم | الشهرة | الرتبة |