اشعث بن قيس ابو محمد الكندي


تفسير

رقم الحديث : 6954

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّا ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرٍ ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اسْتَعْمَلَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ عَلَى حَضْرَمَوْتَ ، وَقَالَ لَهُ : " سِرْ مَعَ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ ، يَعْنِي : وَفْدَ كِنْدَةَ ، فَقَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَيْهِمْ " ، فَسَارَ زِيَادٌ مَعَهُمْ عَامِلا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ عَلَى صَدَقَاتِهَا : الثِّمَارِ ، وَالْخف ، وَالْمَاشِيَةِ ، وَالْكُرَاعِ ، وَالْعُشُورِ ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا ، فَكَانَ لا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ وَلا يَقْبِضُ دُونَهُ ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، كَتَبَ إِلَى زِيَادٍ يُقِرُّهُ عَلَى عَمَلِهِ ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُبَايِعَ مَنْ قِبَلهُ ، وَمَنْ أَبَى وَطِئَهُ بِالسَّيْفِ ، وَيَسْتَعِينُ بِمَنْ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ أَدْبَرَ . وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ أَبِي هِنْدٍ الْبَيَاضِيِّ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ زِيَادٌ غَدَا بِنَعْيِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ ، وَأَخَذَهُمْ بِالْبَيْعَةِ لأَبِي بَكْرٍ وَبِالصَّدَقَةِ ، فَامْتَنَعَ قَوْمٌ مِنْ أَنْ يُعْطُوا الصَّدَقَةَ ، وَقَالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ : إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ فَمَا أَنَا إِلا كَأَحَدِهِمْ ، وَنَكَصَ عَنِ التَّقَدُّمِ إِلَى الْبَيْعَةِ ، فَقَالَ لَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا أَشْعَثَ ، وَوِفَادَتِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْلامِكَ أَنْ تَنْقُضَهُ الْيَوْمَ ، وَاللَّهِ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَقْتُلُ مَنْ خَالَفَهُ فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ ، وَابْقِ عَلَيَّ بِنَفْسِكَ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَقَدَّمْتَ تَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَكَ ، وَإِنْ تَأَخَّرْتَ افْتَرَقُوا ، فَأَبَى الأَشْعَثُ ، وَقَالَ : قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتِ الآبَاءُ تَعْبُدُ ، وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، أَيَبْعَثُ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْنَا الْجُيُوشَ ؟ فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : أَيْ وَاللَّهِ ، وَأُخْرَى : لا يَدَعُكَ عَامِلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ ، فَقَالَ الأَشْعَثُ : مَنْ ؟ قَالَ : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، فَيَتَضَاحَكُ الأَشْعَثُ ، وَقَالَ : أَمَا يَرْضَى زِيَادٌ أَنْ أُجِيرَهُ ؟ فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : سَتَرَى . ثُمَّ قَامَ الأَشْعَثُ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَقَدْ أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ مِنَ الْكَلامِ الْقَبِيحِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِالرِّدَّةِ ، وَوَقَفَ يَتَرَبَّصُ ، وَقَالَ : نَقِفُ أَمْوَالَنَا بِأَيْدِينَا وَلا نَدْفَعُهَا ، وَنَكُونُ مِنْ آخِرِ النَّاسِ . قَالَ : وَبَايَعَ زِيَادٌ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ الظُّهْرِ إِلَى أَنْ قَامَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْعَصْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ ثُمَّ غَدَا عَلَى الصَّدَقَةِ مِنَ الْغَدِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَهُوَ أَقْوَى مَا كَانَ نَفْسًا ، وَأَشَدُّهُ لِسَانًا ، فَمَنَعَهُ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْعَبْدِيُّ أَنْ يَصَّدَّقَ غُلامًا مِنْهُمْ ، وَقَامَ يُحِلُّ عِقَالَ الْبَكرَةِ الَّتِي أُخِذَتْ فِي الصَّدَقَةِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : يَمْنَعُهَا شَيْخٌ بِخَدَّيْهِ الشَّيْبُ مُلَمَّعٌ كَمَا يَلْمَعُ الثَّوْبُ مَاضٍ عَلَى الرَّيْبِ إِذَا كَانَ الرَّيْبُ فَنَهَضَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، وَصَاحَ بِأَصْحَابِهِ الْمُسْلِمِينَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى النُّصْرَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ، فَانْحَازَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى زِيَادٍ ، وَجَعَلَ مَنِ ارْتَدَّ يَنْحَازُ إِلَى حَارِثَةَ ، فَكَانَ زِيَادٌ يُقَاتِلُهُمُ النَّهَارَ إِلَى اللَّيْلِ ، فَقَاتَلَهُمْ أَيَّامًا كَثِيرَةً ، وَضَوَى إِلَى الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ بِشْرٍ كَثِيرٌ ، فَتَحَصَّنَ بِمَنْ مَعَهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ فِي النُّجَيْرِ ، فَحَاصَرَهُمْ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، وَقَذَفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي أَفْئِدَتِهِمْ ، وَجَهَدَهُمُ الْحِصَارُ ، فَقَالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ : إِلَى مَتَى هُمْ فِي هَذَا الْحِصْنِ ، قَدْ غَرِثْنَا فِيهِ ، وَغَرِثَ عِيَالُنَا ، وَهَذِهِ الْبُعُوثُ تَقْدَمُ عَلَيْكُمْ مَا لا قِبَلَ لَنَا بِهِ ، وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ بِالسَّيْفِ أَحْسَنُ مِنَ الْمَوْتِ بِالْجُوعِ ، وَيُؤْخَذُ بِرَقَبَةِ الرَّجُلِ كَمَا يُصْنَعُ بِالذَّرِيَّةِ ، قَالُوا : وَهَلْ لَنَا قُوَّةٌ بِالْقَوْمِ ، أَرْتِأْ لَنَا فَأَنْتَ سَيِّدُنَا ، قَالَ : أَنْزِلُ ، وَآخُذُ لَكُمْ أَمَانًا تَأْمَنُونُ بِهِ قَبْلَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الأَمْدَادُ ، مَا لا قِبَلَ لَنَا بِهِ وَلا يَدَانِ . قَالَ : فَجَعَلَ أَهْلُ الْحِصْنِ يَقُولُونَ للأَشْعَثِ : افْعَلْ فَخُذْ لَنَا الأَمَانَ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَجْدَى أَنْ يَقْدِرَ عَلَى مَا قَبِلَ زِيَادٍ مِنْكَ ، فَأَرْسَلَ الأَشْعَثُ إِلَى زِيَادٍ : أَنْزِلُ فَأُكَلِّمَكَ ، وَأَنَا آمِنٌ ؟ قَالَ زِيَادٌ : نَعَمْ ، فَنَزَلَ الأَشْعَثُ مِنَ النُّجَيْرِ فَخَلا بِزِيَادٍ ، فَقَالَ : يَابْنَ عَمِّ ، قَدْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ وَلَمْ يُبَارَكْ لَنَا فِيهِ ، وَلِي قَرَابَةٌ وَرَحِمٌ ، وَإِنْ وَكَّلْتَنِي إِلَى صَاحِبِكَ قَتَلَنِي ، يَعْنِي الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَكْرَهُ قَتْلَ مِثْلِي ، وَقَدْ جَاءَكَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ يَنْهَاكَ عَنْ قَتْلِ الْمُلُوكِ مِنْ كِنْدَةَ ، فَأَنَا أَحَدُهُمْ ، وَإِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكَ الأَمَانَ عَلَى أَهْلِي وَمَالِي ، فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ : لا أُؤَمِّنُكَ أَبَدًا عَلَى دَمِكَ ، وَأَنْتَ كُنْتَ رَأْسَ الرِّدَّةِ وَالَّذِي نَقَضَ عَلَيْنَا كِنْدَةَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الرَّجُلُ دَعْ عَنْكَ مَا مَضَى ، وَاسْتَقْبِلِ الأُمُورَ إِذَا أَقْبَلتُ عَلَيْكَ ، فَتُؤَمِّنِّي عَلَى دَمِي وَأَهْلِي وَمَالِي حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَيَرَى فِي رَأْيِهِ ، فَقَالَ زَيْدٌ : وَمَاذَا ؟ قَالَ : وَأَفْتَحُ لَكَ النُّجَيْرَ . فَأَمَّنَهُ زِيَادٌ عَلَى أَهْلِهِ وَدَمِهِ وَمَالِهِ ، وَعَلَى أَنْ يَقْدَمَ بِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيهِ رَأْيَهُ ، وَيَفْتَحَ لَهُ النُّجَيْرَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا مِنْ غَيْرِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ

متروك الحديث

خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ

مقبول

مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ

ضعيف الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ

صدوق حسن الحديث

الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ

صدوق حسن الحديث

أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرٍ

ثقة

أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ

ثقة مأمون

أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ

ثقة محدث

أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّا

ثقة