امية بن ابي الصلت عبد الله بن ابي ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف وهو قسي...


تفسير

رقم الحديث : 7186

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّارَانِيُّ ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ الْفُرَاتِ ، أنا رَشَأُ بْنُ نَظِيفٍ الْمُقْرِئُ ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَيْدَانِيُّ ، أنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرٍ ، أنا أَبِي ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الأَزْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ أَنَا وأمية بن أبي الصلت ، وَطُلَيْقُ بْنُ أُمَيَّةَ تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ ، فَكُلَّمَا نَزَلْنَا مَنْزِلا أَخْرَجَ أُمَيَّةُ سِفْرًا فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ، قَالَ : فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، قَالَ : فَجَاءُوهُ وَأَكْرَمُوهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ وَسَطَ النَّهَارِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَأَخَذَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا ، وَقَالَ : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَلْ لَكَ فِي عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ النَّصَارَى إِلَيْهِ يَتَنَاهَى عِلْمُ الْكِتَابِ تَسْأَلُهُ عَمَّا بَدَا لَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ لا أَرَبَ لِي فِيهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ حَدَّثَنِي مَا أُحِبُّ لا أَثِقُ بِهِ ، وَلأنْ حَدَّثَنِي بِمَا أَكْرَهُ لأَوْجَلَنَّ مِنْهُ ، قَالَ : فَذَهَبَ وَيُخَالِفُهُ شَيْخٌ مِنَ النَّصَارَى ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : مَا منعكما أَنْ تَذْهَبَا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : لَسْنَا عَلَى دِينِهِ ، قَالَ : فَإِنَّكُمَا تَسْمَعَانِ عَجَبًا وَتَرَيَانِهِ ، قَالَ : أَثَقَفِيَّانِ أَنْتُمَا ؟ قُلْنَا : لا ، وَلَكِنْ قُرَشِيَّانِ ، قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكُمَا مِنَ الشَّيْخِ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَحُبُّكُمْ وَيُوصِي لَكُمْ ، قَالَ : وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَمَكَثَ أُمَيَّةُ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ وَلا قَامَ ، فَأَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا سَاقِطًا غَبُوقُهُ عَلَى صُبُوحِهِ ، مَا يُكَلِّمُنَا وَلا نُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا تَرْحَلانِ ؟ قُلْنَا : وَهَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَارْحَلا ، فَتَرَحَّلْنَا ، فَسِرْنَا بِذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ هَمِّهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي لَيْلَةً : أَلا تُحَدِّثُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، فَقُلْتُ : وَهَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ رَأْيِكَ الَّذِي رَجَعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَاكَ شَيْءٌ لَسْتُ فِيهِ ، إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ وُكِّلْتُ بِهِ مِنْ مُنْقَلَبِي ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ ؟ قَالَ : أي وَاللَّهِ ، لأَمُوتَنَّ ثُمَّ لأُحْيَيَنَّ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ أَنْتَ قَابِلٌ أَمَانَتِي ؟ قَالَ : عَلَى مَاذَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : عَلَى أَنَّك لا تُبْعَثُ وَلا تُحَاسَبُ ؟ قَالَ : فَضَحِكَ ، ثُمّ قَالَ : بَلَى يَا أَبَا سُفْيَانَ لَنُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَنُحَاسَبُنَّ وَلَيُدْخَلَنَّ فَرِيقٌ الْجَنَّةَ وَفَرِيقٌ النَّارَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ ، ثَمَّ فِيَّ وَلا فِي نَفْسِهِ ، قَالَ : فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ تَعَجَّبَ مِنَّا ، وَنَضْحَكُ مِنْهُ ، حَتَّى قَبِلْنَا غُوَيْطَةَ دِمَشْقَ وَإِيَّاهَا ، كُنَّا نَعْمُدُ فَبِعْنَا مَتَاعَنَا وَأَقَمْنَا بِهَا شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَلَمَّا رَأَوْهُ جَاءُوهُ وَأَهْدَوْا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَذَا ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ رَمَى بِنَفْسِهِ عَنِ فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ وَلا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَأَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا لا يُكَلِّمُنَا وَلا نُكَلِّمُهُ ، فَقَالَ : أَلا تَرْحَلانِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : بَلَى إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَارْحَلا ، قَالَ : فَرَحَلْنَا ثُمَّ سِرْنَا كَذَلِكَ مِنْ بَثِّهِ وَحُزْنِهِ لَيَالِي ، ثُمَّ قَالَ لَيْلَةً : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَسِيرِ ، وَتُخَلِّفُ هَذَا الْغُلامَ يَأْنَسُ بِأَصْحَابِنَا ، وَيَأْنَسُونَ بِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى بَرَزْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : هَيَا يَا صَخْرُ ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، أَيَجْتَنِبُ الْمَحَارِمَ وَالْمَظَالِمَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أي وَاللَّهِ ، قَالَ : وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَأْمُرُ بِصِلَتِها ، وَكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، وَسِيطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وكريم الطرفين وَسِيطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، قَالَ : فَهَلْ تَعْلَمُ قُرَشِيًّا أَشْرَفَ مِنْهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لا ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ : أَمُحْوَجٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ ، قَالَ : كَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى كَذَا وَذَكَرَ سِنِينَ كَثِيرَةً ، قَالَ : فَالسِّنُّ وَالشَّرَفُ وَالْمَالُ زَرَيْنَ بِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ يَزْرِي بِهِ ؟ لا وَاللَّهِ ، بَلْ يَزِيدُهُ خَيْرًا ، قَالَ : هُوَ ذَاكَ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَاضْطَجَعْنَا حَتَّى مَرَّ الثَّقَلُ ، فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا فِي الْمَنْزِلِ وَبِتْنَا بِهِ ، ثُمَّ رَحَلْنَا مِنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ، قَالَ : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، قَالَ : قُلْتُ : لَبَّيْكَ ! قَالَ : هَلْ لَكَ فِي مِثْلِ الْبَارِحَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : هَلْ لِي ؟ قَالَ : فَسِرْنَا عَلَى نَاقَتَيْنِ بُخْتِيَّتَيْنِ حَتَّى إِذَا بَرَزْنَا ، قَالَ : يَا صَخْرُ ، أَخْبَرَنِي عَنْ عُتْبَةَ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَجْتَنِبُ الْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : أي وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَفْعَلُ ، قَالَ : وَذُو مَالٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : أَتَعْلَمُ قُرَشِيًّا أَسْوَدَ مِنْهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ : كَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَذْكُرُ مِثْلَ كَلِمَتِهِ الأُولَى ، قَالَ : فَإِنَّ السِّنَّ وَالشَّرَفَ وَالْمَالَ أَزْرَيْنَ بِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لا وَاللَّهِ مَا أَزْرَيْنَ بِهِ ، وَأَنْتَ قَائِلٌ شَيْئًا ، فَقُلْ ، قَالَ : بِاللَّهِ لا تَذْكُرُ حَدِيثِي حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ ، قَالَ : وَاللَّهِ لا أَذْكُرُهُ حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ ، قَالَ : فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ أَصَابَنِي إِنْ جِئْتَ هَذَا الْعَالِمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي يُنْتَظَرُ ، قَالَ : هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، قَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ ، فَمِنْ أَيِّ الْعَرَبِ هُوَ ؟ قَالَ : هُوَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَحُجُّهُ الْعَرَبُ ؟ قَالَ : وَفِينَا بَيْتٌ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ ، قَالَ : هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ وَجِيرَانِكُمْ قُرَيْشٍ ، فَأَصَابَنِي وَاللَّهِ شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلُهُ قَطُّ ، وَخَرَجَ مِنْ يَدِي فَوْزُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : فَإِذَا كَانَ مَا كَانَ فَصِفْهُ لِي ، قَالَ : رَجُلٌ شَابٌّ حِينَ دَخَلَ فِي الْكُهُولَةِ ، بُدُوُّ أَمْرِهِ أَنَّهُ يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، وَهُوَ مُحْوَجٌ لَيْسَ بِبَارِعِ الشَّرَفِ كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، أَكْثَرُ جُنْدِهِ الْمَلائِكَةُ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قَدْ رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ثَمَانِينَ رَجْفَةً ، كُلُّهَا فِيهَا مُصِيبَةٌ ، بَقِيَتْ رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مَصَائِبُ تَخْرُجُ أَحْدَاثٌ بَيْنَهَا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا وَاللَّهِ الْبَاطِلُ لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا لا نَأْخُذُهُ إِلا مُسِنًّا شَرِيفًا ، قَالَ أُمَيَّةُ : وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ ، إِنَّ هَذَا لَهَكَذَا يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قَالَ : فَبِتْنَا حَتَّى جَاءَنَا الثَّقَلُ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى كُنَّا بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا فَسَأَلْنَاهُ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : أَصَابَتِ الشَّامَ رَجْفَةٌ دُمِّرَ أَهْلُهَا وَأَصَابَتْهُمْ فِيهَا مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أُمَيَّةُ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَرَى وَاللَّهِ وَأَظُنُّ أَنَّ مَا حَدَّثَكَ صَاحِبُكَ حَقٌّ ، قَالَ : وَقَدِمْنَا مَكَّةَ وَقَضَيْتُ مَا كَانَ مَعِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ الْيَمَنَ تَاجِرًا ، فَقُمْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي جَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيَّ وَيَسْأَلُونِي عَنْ بَضَائِعِهِمْ ، ثُمَّ جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي آخِرِهِمْ ، وَهِنْدٌ عِنْدِي جَالِسَةٌ تُلاعِبُ صِبْيَانَهَا ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، وَرَحَّبَ بِي ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقْدَمِي وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ بِضَاعَتِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِهِنْدٍ : وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْفَتَى لَيُعَجِّبُنِي مَا أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلا وَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا ، وَمَا بَلَّغْتُ لَهُ ، وَلَهُ وَاللَّهِ مَعِي بِضَاعَةٌ ، وَمَا هُوَ بِأَغْنَاهُمْ عَنْهَا ، وَمَا سَأَلَنِي عَنْهَا ، قَالَ : فَقَالَتْ لِي هِنْدٌ : وَمَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ وَفَزِعْتُ : وَمَا شَأْنُهُ ؟ قَالَ : فَقَالَتْ : إِنَّهُ لَيَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، فَوَقَذَتْنِي وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصَارَى وَوَجِمْتُ ، حَتَّى قَالَتْ لِي هِنْدٌ : مَا لَكَ ؟ فَانْتَبَهْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ لَهُوَ الْبَاطِلُ ، لَهُوَ أَعْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا ، قَالَتْ : بَلَى ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَقُولُهُ ، وَيُؤَاتَى عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لَهُ لَصَحَابَةً مَعَهُ عَلَى أَمْرِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : هَذَا بَاطِلٌ ، قَالَ : وَخَرَجْتُ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ لَقَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا ، وَكَانَ فِيهَا خَيْرٌ ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهَا فَخُذْهَا ، وَلَسْتُ آخُذُ مِنْكَ فِيهَا مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِي ، قَالَ : وَأَنَا غَيْرُ آخِذِهَا حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهَا مَا تَأْخُذُ مِنْ غَيْرِي مِنْ قَوْمِي ، قَالَ : قُلْتُ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ إِذًا لا آخُذُهَا ، قَالَ : قُلْتُ : أَرْسِلْ إِلَيْهَا فَخُذْهَا ، وَأَنَا آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِي ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَى بِضَاعَتِهِ فَأَخَذَهَا ، وَأَخَذْتُ مِنْهَا مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَدِمْتُ الطَّائِفَ ، فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، فَتَغَدَّيْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا أَبَا عُثْمَانَ هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصَارَى ، قَالَ : أَذْكُرُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : فَقَدْ كَانَ ، قَالَ : وَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ خَبَرَ هِنْدٍ فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ تَصَبَّبَ عَرَقًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَعَلَّهُ إِنَّ صِفَتَهُ لَهِيَ ، وَلَئِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ وَلا تلين إِلَى اللَّهِ فِي نُصْرَتِهِ عُذْرًا ، قَالَ : وَمَضَيْتُ إِلَى الْيَمَنِ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ جَاءَنِي هُنَاكَ اسْتِهْلالُهُ ، وَأَقْبَلْتُ حَتَّى نَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بِالطَّائِفِ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عُثْمَانَ ، قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَسَمِعْتَ ، قَالَ : لَعَمْرِي قَدْ كَانَ ، قَالَ : فَقُلْتُ ، وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ يَا أَبَا عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لأُؤْمِنُ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفَ أَبَدًا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ ، فَوَاللَّهِ مَا أَنَا مِنْهُ بِبَعِيدٍ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُقْهَرُونَ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ : فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ؟ قَالَ : وَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنَ النَّفَاسَةِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ

صحابي

مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

صحابي

مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ

صدوق حسن الحديث

جَدِّهِ

صحابي

أَبِيهِ

مقبول

إِسْمَاعِيلَ بْنِ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيِّ

مجهول الحال

مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الأَزْهَرِيُّ

مجهول الحال

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ

ثقة متقن فقيه ورع

أَبِي

ضعيف الحديث

أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرٍ

ثقة مأمون

عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَيْدَانِيُّ

صدوق حسن الحديث

رَشَأُ بْنُ نَظِيفٍ الْمُقْرِئُ

ثقة

أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ الْفُرَاتِ

مقبول

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّارَانِيُّ

ضعيف الحديث

Whoops, looks like something went wrong.