قرأت عَلَى أَبِي عبد اللَّه بْن البنا ، عن أَبِي الحسين بْن الآبنوسي ، أنا أَبُو بكر بْن بيري قراءة ، أنا أَبُو عبد اللَّه محمد بْن الحسين الزعفراني ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن أَبِي خيثمة ، حَدَّثَنَا هارون بْن معروف ، حَدَّثَنَا ضمرة بْن ربيعة ، قَالَ : عثمان بْن عطاء حَدَّثَنَا ، عن أبيه ، قَالَ : كَانَ أويس القرني كذا قَالَ عطاء الخراساني يجالس رجلا من فقهاء الكوفة ، يقال لَهُ : يسير ، قَالَ : ففقده ، فلم يزل يسأل عَنْهُ حتى انتهى إِلَى منزله ، فإذا هُوَ فِي خص لَهُ ، وإذا هُوَ يجلس فِي بيته من العري ، فلم يستطع أن يخرج من العري ، قَالَ : فكساه حلة إزار ورداء ، فخرج فيهما ، قَالَ : وقد كَانَ فتى من حيه يولع به إِذَا رآه يمشي مشية لص ، قَالَ : فلما رأى عليه تلك الحلة جعل يقول : من طرف أوس سرق حلته ، قَالَ : فلما سمع ذَلِكَ جاء إِلَى يسير ، فَقَالَ : خذ ثوبيك ، لا حاجة لي بهما ، قَالَ : ما لك ؟ قَالَ : إن رجلا من قومي يولع بي ، ويقول : انظر من طرف أوس سرق حلته ، فقام يسير ، وقام معه أناس من إخوانه حتى أتوا حيه ، فأعلمهم أنه هُوَ الَّذِي كساه تلك الحلة ، فأوصاهم به ، قَالَ : ثُمَّ انصرف ، قَالَ : فذكر يسير يوما الحج ، فحض عليه ، فَقَالَ أويس : لَوْ كَانَ عندي زاد وراحلة لحججت ، قَالَ : فَقَالَ رجل : عندي راحلة ، وقال آخر : عندي زاد ، قَالَ : فحج فمر بالمدينة ، قَالَ : وكان عمر بْن الخطاب مما يبرز من المدينة هُوَ وأصحابه ، قَالَ : فمر أوس قريبا من مجلس عمر ، فسقط زمام راحلته ، فَقَالَ عمر : ألا أحد يناول هَذَا الرجل زمام راحلته ، فتناول القوم ، قَالَ : فقام عمر بْن الخطاب حتى أخذ الخطام فناوله ، فلما رفع أوس يده رأى به العلامة ، فَقَالَ لَهُ عمر : من أنت ؟ قَالَ : أنا أوس ، قَالَ : من من ؟ قَالَ : من مذحج ، قَالَ : ثُمَّ من من ؟ قَالَ : ثُمَّ من مراد ، قَالَ : ثُمَّ من من ؟ قَالَ : من قرن ، قَالَ : استغفر لي ، قَالَ : يغفر اللَّه لك يا أمير المؤمنين أنا أستغفر لك وأنت عمر بْن الخطاب ، وأنت أمير المؤمنين ، وأنت من أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ عمر بْن الخطاب : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يقول : " خير التابعين أوس القرني ، ومن علامته أن يكون به بياض ، فيدعو اللَّه فيذهبه عَنْهُ ، إلا مثل موضع الدرهم بكشحه ، تركه اللَّه تذكرة لَهُ ، فإذا لقيته فسله يستغفر لك يا عمر " ، قَالَ : فدعا اللَّه لعمر واستغفر لَهُ ثُمَّ مضى لوجهه . فلما كَانَ العام المقبل حج عمر بْن الخطاب ، قَالَ : وحج ذَلِكَ الفتى الَّذِي كَانَ يؤذيه ، فنادى عمر : من ههنا من أهل الكوفة ؟ من ههنا من مراد ؟ من ههنا من قرن ؟ فَقَالَ الفتى : أنا يا أمير المؤمنين ، قَالَ : تعرف خليلي ، أتعرف أخي ؟ قَالَ : من هُوَ يا أمير المؤمنين ؟ قَالَ : أويس القرني ، قَالَ : ثُمَّ حدث الناس بحديثه ، فلما انصرف الفتى لم يكن لَهُ همه حين وضع رحله إِلَى أن أتى أوسا ، فخر عليه يبكي ، ويسأله يدعو اللَّه لَهُ ، فَقَالَ : ما لك ؟ ما قصتك ؟ ما دعاك إِلَى هَذَا ؟ فأخبره بقول عمر بْن الخطاب ، قَالَ : يغفر اللَّه لأمير المؤمنين . قَالَ : فغزا غزوة أذربيجان فمات ، قَالَ : فتنافس أصحابه فِي حفر قبره ، قَالَ : فحفروا ، فإذا بصخرة محفورة ملحودة ، قَالَ : وتنافسوا فِي كفنه ، قَالَ : فنظروا ، فإذا فِي عيبته ثياب ليس مما ينسج بنو آدم ، قَالَ : فكفنوه فِي تلك الثياب ، ودفنوه فِي ذَلِكَ القبر .
الأسم | الشهرة | الرتبة |