أخبرنا أبو العز بْن كادش - إذنا ومناولة ، وقرأ علي إسناده - أَنْبَأَنَا أبو علي الجازري ، أَنْبَأَنَا المعافى بْن زكريا القاضي ، نَبَّأَنَا إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدي ، أَنْبَأَنَا أحمد بْن يحيى ، عن أبي عبد الله القرشي ، قال : خرج عمر بْن أبي ربيعة إلى الشام ، حتى إذا كان بالجناب لقيه جميل بْن معمر ، فاستنشده عمر بْن أبي ربيعة ، فأنشده كلمته التي يقول فيها : خليلي فيما عشتما هل رأيتما قتيلا بكى من حب قاتله قبلي ثم استنشده جميل ، فأنشده قافيته التي أولها : عرفت مصيف الحي والمتربعا ببطن حليات دوارس بلقعا حتى بلغ إلى قوله : وقربن أسباب الهوى لمتيم يقيس ذراعا كلما قاس إصبعا فصاح جميل واستحيا ، وقال : لا والله ما أحسن أن أقول مثل هذا ، فقال له عمر : اذهب بنا إلى بثينة لنتحدث عندها ، فقال له : إن السلطان أهدر دمي متى جئتها ، قال : فدلني على أبياتها ، فدله ، ومضى حتى وقف على الأبيات ، وتأنس وتعرف ، ثم قال : يا جارية ، أنا عمر بْن أبي ربيعة ، فأعلمي بثينة بمكاني ، قال : فأعلمتها فخرجت إليه ، فقالت له : لا والله يا عمر ، ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك ، قال : وإذا امرأة طوالة ، أدماء ، حسناء ، فقال لها حينئذ عمر : فأين قول جميل : وهما قالتا لو أن جميلا عرض اليوم نظرة فرآنا نظرت نحو تربها ثم قالت قد أتانا وما علمنا منانا بينما ذاك منهما رأتاني أوضع النقص سيرة الزفيانا ويروي : أعمل النقص سيرة زفيانا . فقالت له : لو استمد جميل منك ما أفلح ، وقد قيل : اشدد العير مع الفرس ، فإن لم يتعلم من جريه تعلم من خلقه . انتهى . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |