أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، إِذْنًا وَمُنَاوَلَةً وَقَرَأَ عَلَيَّ إِسْنَادَهَ ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْقَاضِي ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الدَّيْنَوَرِيُّ ، نا حَسَّانُ بْنُ أَبَانٍ الْبَعْلَبَكِّيُّ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصَ الْقَادِسِيَّةَ أَمِيرًا أَتَتْهُ حُرَقَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فِي جَوَارٍ كُلُّهُنَّ فِي مِثْلِ زِيِّهَا تَطْلُبُ صِلَتَهُ ، فَلَمَّا وَقَفْنَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : أَيَّتُكُنَّ حُرَقَةُ ؟ قُلْنَ : هَذِهِ ، فَقَالَ لَهَا : أَنْتِ حُرَقَةُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، فَمَا تِكْرَارُكِ اسْتِفْهَامِي أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ زَوَالٍ ، وَأَنَّهَا لا تَدُومُ عَلَى حَالٍ , تَنْتَقِلُ بِأَهْلِهَا انْتِقَالا , وَتُعَقِّبُهُمْ بَعْدَ حَالٍ حَالا ، إِنَّا كُنَّا مُلُوكَ هَذَا الْمِصْرِ قَبْلَكَ ، يُجْبَى إِلَيْنَا خَرْجُهُ ، وَيُطِيعُنَا أَهْلَهُ ، مَدَى الْمُدَّةِ وَزَمَانُ الدَّوْلَةِ , فَلَمَّا أَدْبَرَ الأَمْرُ وَانْقَضَى صَاحَ بِنَا صَائِحُ الدَّهْرِ ، وَصَدَّعَ عَصَانَا ، وَشَتَّتَ مَلأَنَا ، وَكَذَلِكَ الدَّهْرُ يَا سَعْدُ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَوْمٍ بِحَبِرَةٍ إِلا وَالدَّهْرُ مُعْقِبُهُمْ عِبَرَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ : فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ فَأُفٍّ لِدُّنْيَا لا يَدُومُ سُرُورُهَا تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : قَاتَلَ اللَّهُ عَدِيَّ بْنَ زَيْدٍ كَأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا حَيْثُ يَقُولُ : إِنَّ لِلدَّهْرِ صَوْلَةً فَاحْذَرُنَّهَا لا تَبِيتَنَّ قَدْ أَمِنْتَ الشُّرُورَا قَدْ يَبِيتُ الْفَتَى مُعَافَاً فَيَرْزَاُ وَلَقَدْ كَانَ آمِنًا مَسْرُورًا وَأَكْرَمَهَا سَعْدٌ ، وَأَحْسَنَ جِائِزَتَهَا , فَلَمَّا أَرَادَتْ فِرَاقَهُ ، قَالَتْ لَهُ : حَتَّى أُحَيِّيكَ بِتَحِيَّةِ أَمْلاكِنَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، لا جَعَلَ اللَّهُ لَكَ إِلَى لَئِيمٍ حَاجَةً ، وَلا زَالَتْ لِكَرِيمٍ عِنْدَكَ حَاجَةٌ ، وَلا نَزَعَ مِنْ عَبْدٍ صَالِحٍ نِعْمَةً إِلا جَعَلَكَ سَبَبًا لِرَدِّهَا عَلَيْهِ , فَلَمَّا خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِهِ تَلَّقَاهَا نِسَاءُ الْمِصْرِ ، فَقُلْنَ لَهَا : مَا صَنَعَ بِكِ الأَمِيرُ ؟ قَالَتْ : حَاطَ لِي ذِمَّتِي وَأَكْرَمَ وَجْهِي إِنَّمَا يُكْرِمُ الْكَرِيمَ الْكَرِيمُ قَالَ الْمُعَافَى : وَقَدْ رَوَيْنَا بِإِسْنَادٍ لَمْ يَحْضُرِ الآنَ ، وَلَعَلَّهُ يَأْتِي فِيمَا بَعْدُ ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ خَطَبَ حُرَقَةَ هَذِهِ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : تَزَوَّجَ ابْنَةَ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَإِلا فَأَيُّ حَظٍّ لأَعَوْرَ فِي عَمْيَاءٍ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الدَّيْنَوَرِيُّ | محمد بن أبي يعقوب الدينوري | متروك الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ | محمد بن القاسم الأنباري / ولد في :271 / توفي في :328 | ثقة |
الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْقَاضِي | المعافى بن زكريا الجريري / ولد في :305 / توفي في :390 | ثقة ثبت |