باب ذكر ما يسر لابي الحسن رحمه الله من النعمة من كونه من خير قرون هذه الامة


تفسير

رقم الحديث : 117

سمعت الشيخ أبا بكر مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ البروجردي الجوهري بِبَغْدَادَ ، يقول : سمعت الفقيه أبا سعد علي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صادق الحيري بِنَيْسَابُورَ ، يقول : سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بن خفيف ، وقد سأله قاسم الأصطخري ، عَنْ أَبِي الحسن الأشعري ؟ . فقال : كنت مرة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن علوية على ساحته في سفينة نتذاكر في شيء ، فإذا بأبي الحسن الأشعري قد عبر وسلم علينَا ، وجلس ، فقال : عبرت عليكم أمس في الجامع ، فرأيتكم تتكلمون في شيء ، عرفت الألفاظ ولم أعرف المغزي ، فأحب أن تعيدوها عليّ . قلت : في أي شيء كنا ؟ . قَالَ : في سؤال إبراهيم عليه السلام : أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى سورة البقرة آية 260 ، وسؤال مُوسَى عليه السلام : أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ سورة الأعراف آية 143 . فقلت : نعم ، قلنَا : إن سؤال إبراهيم هو سؤال مُوسَى ، إلا أن سؤال إبراهيم سؤال متكمن ، وسؤال مُوسَى سؤال صاحب غلبة وهيجان ، فكان تصريحًا وسؤال إبراهيم تعريضًا ، وذلك أنه قَالَ : أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى سورة البقرة آية 260 ، فأراه كيفية المحيا ، ولم يره كيفية الإحياء لأن الإحياء صفته ، والمحيا قدرته ، فأجابه إشارة ، كما سالة إشارة ، إلا أنه قَالَ في آخره : وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ سورة البقرة آية 260 ، فالعزيز : المنيع . فقال أَبُو الْحَسَنِ : هذا كلام صحيح . فقلت له : أشتهي أن أسمع كلامك . فقال : غدًا ، وقال لي : أين تكون بالليل ؟ . قلت : في موضع كذا ، فلما أصبحنَا جاء إلى موضعي وقال لي : اخرج ، فخرجت معه ، فحملني إلى دار لهم تسمى : دار الماوردي ، فاجتمع جماعة من أصحابه وجماعة من مخالفيه ، فقلت له : سلهم مسألة ؟ فقال : السؤال منهم بدعة . فقلت : كيف ؟ . فقال : لأني أظهرت بدعة ، أنقض بها كفرهم ، وإنما هم يسألون عن منكرهم ، فيلزمني رد باطلهم إلزاما ، فسألوه ؟ فتعجبت من حسن كلام أَبِي الحسن حين أجاب ، ولم يكن في القوم من يوازيه في النظر قال الحافظ رحمه اللَّه : فإن تمسك بقوله : أظهرت بدعة بعض أهل الجهالة فقد أخطأ ، إِذَا كل بدعة لا توصف بالضلالة ، فإن البدعة هو ما ابتدع ، وأحدث من الأمور حسنًا كان ، أو قبيحًا ، بلا خلاف عند الجمهور .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.