سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي


تفسير

رقم الحديث : 6826

وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَبِّحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : " كُنْتُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ جَالِسًا إِذْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنَ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ قَالَ : فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ الْوَاقِدِيُّ فَأَكْثَرَ التَّرَحُّمَ . قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , إِنَّكَ لَتُكْثِرُ التَّرَحُّمَ عَلَيْهِ ! قَالَ : وَكَيْفَ لا أَتَرَحَّمُ عَلَى رَجُلٍ . أُخْبِرُكَ عَنْ حَالِهِ ؟ كَانَ قَدْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ , وَمَا فِي الْمَنْزِلِ دَقِيقٌ وَلا سَوِيقٌ وَلا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا , فَمَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي فِي قَلْبِي , فَقُلْتُ : أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي , فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زَوْجَتِي , فَقَالَتْ : مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَقَدْ أَصْبَحْنَا وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنْيَا مِنْ طَعَامْ أَوْ سَوِيقٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشَّهْرُ ؟ فَقُلْتُ لَهَا : قَدْ مَيَّزْتُ ثَلاثَةً مِنْ إِخْوَانِي أُنْزِلُ بِهِمْ حَاجَتِي فَقَالَتْ : مَدَنِيُّونَ أَوْ عِرَاقِيُّونَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَعْضٌ مَدِينِيٌّ وَبَعْضٌ عِرَاقِيٌّ , فَقَالَتِ : اعْرِضْهُمْ عَلَيَّ , فَقُلْتُ لَهَا : فُلانٌ , فَقَالَتْ : رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو يَسَارٍ إِلا أَنَّهُ مَنَّانٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ , فَسَمِّ الآخَرَ , فَسَمَّيْتُ الآخَرَ , فَقُلْتُ : فُلانٌ , فَقَالَتْ : رَجُلٌ حَسِيبٌ ذُو مَالٍ إِلا أَنَّهُ بِخَيْلٌ لا أَرَى لَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ . قَالَ : فَقُلْتُ : فُلانٌ , فَقَالَتْ : رَجُلٌ كَرِيمٌ حَسِيبٌ لا شَيْءَ عِنْدَهُ وَلا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَهُ . قَالَ : فَأَتَيْتُهُ , فَاسْتَفْتَحْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ , فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ , فَدَخَلْتُ , فَرَحَّبَ , وَقَرَّبَ , وَقَالَ لِي : مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ . قَالَ : فَفَكَّرَ سَاعَةً , ثُمَّ قَالَ لِي : ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ , فَخُذْ ذَلِكَ الْكِيسَ , فَطَهِّرْهُ , وَاسْتَنْفِقْهُ , فَإِذَا هِيَ دَرَاهِمُ مُكَحَّلَةٌ , فَأَخَذْتُ الْكِيسَ , وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي , فَدَعَوْتُ رَجُلا كَانَ يَتَوَلَّى شِرَاءَ حَوَائِجِي , فَقُلْتُ : اكْتُبْ مِنَ الدَّقِيقِ عَشَرَةَ أَقْفِزَةً , وَمِنَ الأُرْزِ قَفِيزًا , وَمِنَ السُّكَّرِ كَذَا حَتَّى قَصَّ جَمِيعَ حَوَائِجِهِ , فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ , فَقُلْتُ : انْظُرُوا مَنْ هَذَا , فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ : هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقُلْتُ : ائْذَنِي لَهُ , فَقُمْتُ لَهُ عَنْ مَجْلِسِي , وَرَحَّبْتُ بِهِ , وَقَرَّبْتُ , وَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا جَاءَ بِكَ ؟ فَقَالَ لِي : يَا عَمِّ , أَخْرَجَنِي وُرُودُ هَذَا الشَّهْرِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ , فَفَكَّرْتُ سَاعَةً , ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ , فَخُذِ الْكَيْسَ بِمَا فِيهِ , فَأَخَذَ الْكَيْسَ , ثُمَّ قُلْتُ لِصَاحِبِي : اخْرُجْ , فَخَرَجَ , فَدَخَلَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ : فَقَالَتْ : مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ الْفَتَى ؟ فَقُلْتُ لَهَا : دَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكَيْسَ بِأَسْرِهِ , فَقَالَتْ لِي : وُفِّقْتَ , وَأَحْسَنْتَ , ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي صِدِّيقٍ لِي بِقُرْبِ الْمَنْزِلِ , فَانْتَعَلْتُ , وَخَرَجْتُ إِلَيْهِ , فَدَقَقْتُ الْبَابَ , فَأَذِنَ لِي , فَدَخَلْتُ , فَسَلَّمَ عَلَيَّ , وَرَحَّبَ , وَقَرَّبَ , ثُمَّ قَالَ لِي : مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَخَبَّرْتُهُ بِوُرُودِ الشَّهْرِ وَضِيقِ الْحَالِ , فَفَكَّرَ سَاعَةً , ثُمَّ قَالَ لِي : ارْفَعْ ثِنْيَ الْوِسَادَةِ فَخُذِ الْكَيْسَ فَخُذْ نِصْفَهُ وَأَعْطِنَا نِصْفَهُ , فَإِذَا كِيسِي بِعَيْنِهِ , فَأَخَذْتُ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةٍ , وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي , فَدَعَوْتُ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ يَلِي شِرَاءَ حَوَائِجِي فَقُلْتُ لَهُ : اكْتُبْ خَمْسَةَ أَقْفِزَةِ دَقِيقٍ , فَكَتَبَ لِي جَمِيعَ مَا أَرَدْتُ مِنْ حَوَائِجِي , فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِدَاقٍّ يَدُقُّ الْبَابَ , فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ : انْظُرِي مَنْ هَذَا , فَخَرَجَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيَّ فَقَالَتْ : خَادِمٌ نَبِيلٌ , فَقُلْتُ لَهَا : ائْذَنِي لَهُ , فَنَزَلَ , فَإِذَا كِتَابٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ يَسْأَلُنِي الْمَصِيرَ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ , فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ : اخْرُجْ , وَلَبِسْتُ ثِيَابِي , وَرَكِبْتُ دَابَّتِي , ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ الْخَادِمِ , فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ , فَلَمَّا رَآنِي وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ رَحَّبَ وَقَرَّبَ , وَقَالَ : يَا غُلامُ , مِرْفَقَةً , فَقَعَدْتُ إِلَى جَانِبِهِ , فَقَالَ لِي : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَدْرِي لِمَ دَعَوْتُكَ ؟ قُلْتُ : لا , فَقَالَ : أَسْهَرَتْنِي لَيْلَتِي هَذِهِ فِكْرَةً فِي أَمْرِكَ , وَوُرُودِ هَذَا الشَّهْرِ , وَمَا عِنْدَكَ , فَقُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْوَزِيرَ , إِنَّ قِصَّتِي تَطُولُ , فَقَالَ لِي : إِنَّ الْقِصَّةَ كُلَّمَا طَالَتْ كَانَ أَشْهَى لَهَا , فَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ أم عَبْدِ اللَّهِ , وَحَدِيثِ إِخْوَانِي الثَّلاثَةِ , وَمَا كَانَ مِنْ رَدِّهَا لَهُمْ , وَخَبَّرْتُهُ بِحَدِيثِ الطَّالِبِيِّ وَخَبَرِ أَخِي الثَّانِي الْمُوَاسِي لَهُ بِالْكِيسِ فَقَالَ : يَا غُلامُ , دَوَاةً , فَكَتَبَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ , فَإِذَا كِيسٌ فِيهِ خَمْسُمِائَةُ دِينَارٍ , فَقَالَ لِي : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , اسْتَعِنْ بِهَذَا عَلَى شَهْرِكَ , ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً إِلَى خَازِنِهِ , فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ , فَقَالَ : هَذَا لأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ ، لِجَزَالَتِهَا وَحُسْنِ عَقْلِهَا , ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا مِائَتَا دِينَارٍ , فَقَالَ : هَذَا لِلطَّالِبِيِّ , ثُمَّ رَفَعَ رُقْعَةً أُخْرَى فَإِذَا صُرَّةٌ أُخْرَى فِيهَا مِائَتَا دِينَارٍ , فَقَالَ : هَذَا لِلْمُوَاسِي لَكَ , ثُمَّ قَالَ لِي : انْهَضْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي حِفْظِ اللَّهِ . قَالَ : فَرَكِبْتُ مِنْ فَوْرِي , فَأَتَيْتُ صَاحِبِي الَّذِي وَاسَانِي بِالْكَيْسِ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْمِائَتَيْ دِينَارٍ , وَخَبَّرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَكَادَ يَمُوتُ فَرِحًا , ثُمَّ أَتَيْتُ الطَّالِبِيَّ , فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الصُّرَّةَ , وَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ , فَدَعَا وَشَكَرَ , ثُمَّ دَخَلْتُ مَنْزِلِي , فَدَعَوْتُ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا الصُّرَّةَ , فَدَعَتْ وَجَزَتْ خَيْرًا , فَكَيْفَ أُلامُ عَلَى حُبِّ الْبَرَامِكَةِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ خَاصَّةً ؟ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ , وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقَضَاءِ بِبَغْدَادَ فِي الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ , وَأَوْصَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَبِلَ وَصِيَّتَهُ , وَقَضَى دَيْنَهُ , وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.