41 - 261 أخبرنا 41 - 261 أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ ، قَالَا : أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، ثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ ، قثنا الْفُضَيْلُ بْنُ غَانِمٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مَنْ لَا يُتَّهَمُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَهُوَ يَعْرِضُ النَّاسَ عَلَى دِيوَانِهِمْ ، إِذْ مَرَّ بِهِ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْمَى أَعْرَجُ ، يُجَبِّذُ قَائِدَهُ جَبْذًا شَدِيدًا ، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَآهُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا أَسْوَأَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ جَالِسٌ عِنْدَهُ : وَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : ابْنَ صَبْغَاءَ السُّلَمِيُّ ، ثُمَّ الْبَهْزِيُّ الَّذِي بَهَلَهُ بَرِيقٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ بَرِيقًا لَقَبٌ ، فَمَا اسْمُ الرَّجُلِ ؟ قَالُوا : عِيَاضَ ، قَالَ : ادْعُوا لِي عِيَاضًا ، فَدُعِيَ لَهُ ، قَالَ : أَخْبِرْنَا خَبَرَكَ ، وَخَبَرَ بَنِي صَبْغَاءَ . قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَدِ انْقَضَى شَأْنُهُ ، وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِسْلَامِ ، فَقَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ، مَا كُنَّا بِأَحَقِّ بِأَنْ نَتَحَدَّثَ بِأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مُنْذُ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، حَدِّثْنَا حَدِيثَكَ وَحَدِيثَهُمْ . قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانُوا بَنِي صَبْغَاءَ عَشْرَةً ، وَكُنْتُ ابْنَ عَمٍّ لَهُمْ ، لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي أَبِي غَيْرِي ، وَكُنْتُ لَهُمْ جَارًا ، وَكَانُوا أَقْرَبَ قَوْمِي بِي نَسَبًا ، وَكَانُوا يَضْطَهِدُونَنِي ، وَيَأْخُذُونَ مَالِي بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَذَكَّرْتُهُمُ اللَّهَ ، وَالرَّحِمَ ، وَالْجِوَارَ إِلَّا كَفُّوا عَنِّي ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَأَمْهَلْتُهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ رَفَعْتُ يَدِي إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمّ قُلْتُ : اللَّهُمَّ أَدْعُوكَ دُعَاءَ جَاهِدَا اقْتُلْ بَنِي الصَّبْغَاءِ إِلَّا وَاحِدَا ثُمَّ اضْرِبِ الرَّجُلَ فَذَرْهُ قَاعِدَا أَعْمَى إِذَا مَا قِيدَ عَنِّي الْقَائِدَا ، فَتَتَابَعَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ فِي عَامِهِمْ مَوْتًا ، وَبَقِيَ هَذَا ، فَعَمِيَ وَرَمَاهُ اللَّهُ فِي رِجْلَيْهِ بِمَا تَرَى ، فَقَائِدُهُ يَلْقَى مِنْهُ مَا رَأَيْتَ . فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : فَشَأْنُ أَبِي تَقَاصُفٍ الْهُذَلِيِّ ، ثُمَّ الْخُنَاعِيِّ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا . فَقَالَ : وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُهُ . قَالَ : كَانَ لِأَبِي تَقَاصُفٍ تَسْعَةٌ هُوَ عَاشِرُهُمْ ، وَكَانَ لَهُ ابْنُ عَمٍّ هُوَ مِنْهُمْ بِمَنْزِلَةِ عِيَاضٍ مِنْ بَنِي صَبْغَاءَ ، وَكَانُوا يَظْلِمُونَهُ وَيَضْطَهِدُونَهُ ، وَيَأْخُذُونَ مَالَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَذَكَّرَهُمُ اللَّهَ ، وَالرَّحِمَ ، وَالْجِوَارَ ، إِلَّا مَا كَفُّوا عَنْهُ ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَأَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ ، رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ آمِنٍ وَخَائِفْ وَسَامِعًا هِتَافَ كُلِّ هَاتِفْ إِنَّ الْخُنَاعِيَّ أَبَا تَقَاصُفْ لَمْ يُعْطِنِي الْحَقَّ وَلَمْ يُنَاصِفْ فَاجْمَعْ لَهُ الْأَحِبَةَ الآلاطِفَ بَيْنَ كِرَانَ ثَمَّ وَالنَّوَاصِفْ قَالَ : فَنَزَلُوا حَيْثُ وَصَفَ فِي قَلِيبٍ لَهُمْ يُصْلِحُونَهُ ، فَتَهَوَّرَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا ، فَإِنَّهُ لَقَبْرٌ لَهُمْ إِلَى يَوْمِهِمْ . فَقَالَ عُمَرُ : سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَشَأْنُ بَنِي الْمُؤَمَّلِ مِنْ بَنِي نَصْرٍ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ . قَالَ : وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُ بَنِي الْمُؤَمِّلِ ؟ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى أَمْوَالِ بَطْنٍ مِنْهَا وِرَاثَةً ، فَلَمَّا كَثُرَ بِيَدِهِ الْمَالُ ، لَجَأَ إِلَى بَطْنٍ مِنْ بَنِي مُؤَمَّلِ ، فَكَانُوا يَظْلِمُونَهُ ، وَيَضْطَهِدُونَهُ ، وَيَأْخُذُونَ مَالَهُ ، فَقَالَ : يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ ، إِنِّي قَدِ اخْتَرْتُكُمْ عَلَى مَنْ سِوَاكُمْ ، وَأَضَفْتُ إِلَيْكُمْ مَالِي وَنَفْسِي لِتَمْنَعُونِي ، فَظَلَمْتُمُونِي ، وَقَطَعْتُمْ رَحِمِي ، وَأَسَأْتُمْ جِوَارِي ، فَأُذُكِّرُكُمُ اللَّهَ ، وَالرَّحِمَ ، وَالْجِوَارَ إِلَّا مَا كَفَفْتُمْ عَنِّي ، فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رِيَاحٌ ، فَقَالَ : يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ ، قَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ ابْنُ عَمِّكُمْ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِيهِ ، فَإِنَّ لَهُ رَحِمًا وَجِوَارًا ، وَإِنَّهُ قَدِ اخْتَارَكُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَأَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ خَرَجُوا عُمَّارًا ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَدْبَارِهِمْ ، فَقَالَ : لَا هُمَّ زِلَّهُمْ عَنْ بَنِي مُؤَمَّلِ وَارْمِ عَلَى أَقْفَائِهِمْ بِمُثَكَّلِ بِصَخْرَةٍ أَوْ عَرْضِ جَيْشٍ جَحْفَلٍ إِلَّا رِيَاحًا إنَّهُ لَمْ يَفْعَلِ فَبَيْنَا هُمْ نُزُولٌ إِلَى جَبَلٍ فِي طَرِيقِهِمْ ، أَرْسَلَ اللَّهُ صَخْرَةً مِنَ الْجَبَلِ تَجُرُّ مَا مَرَّتْ بِهِ مِنْ حَجَرٍ وَشَجَرٍ ، حَتَّى دَكَتْهُمْ دَكَةً وَاحِدَةً ، إِلَّا رِيَاحًا ، وَأَهْلَ خِبَائِهِ . فَقَالَ عُمَرُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ ، لِمَ تَرَوْنَ هَذَا كَانَ يَكُونُ ؟ قَالُوا : أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ . فَقَالَ : أَمَا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ لِمَ كَانَ ذَلِكَ : كَانَ النَّاسُ أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ لَا يَرْجُونَ جَنَّةً ، وَلَا يَخَافُونَ نَارًا ، وَلَا يَعْرِفُونَ بَعْثًا ، وَلَا قِيَامَةَ ، فَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَجِيبُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُمْ عَلَى الظَّالِمِ ، لِيَدْفَعَ بِذَلِكَ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، فَلَمَّا أَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعِبَادَ مِعَادَهُمْ ، وَعَرَفُوا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَالْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ ، قَالَ : بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ، فَكَانَتِ النَّظِرَةُ ، وَالتَّأْخِيرُ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
مَنْ | اسم مبهم | |
أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ | الحسين بن صفوان البرذعي | صدوق حسن الحديث |
طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ | طراد بن محمد الزينبي | ثقة إمام |