أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، وَإِسْمَاعِيلُ ، قَالا : أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّورِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُخَلِّصُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَعَمْرٍو ، وَسَعِيدٍ ، قَالُوا : كَانَ سَبُبُ نُهَاوَنْدَ فِي زَمَانِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَاجْتِمَاعُ الأَعَاجِمِ إِلَيْهَا ، خُرُوجَ بُعُوثٍ نَحْوَهُمْ ، وَكَانَتِ الْوَقْعَةُ مَعَ عَزْلِهِ ، وَقَدْ أَقَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْكُوفَةِ خَلِيفَتَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِتْبَانَ ، وَكَانَتِ الْوَقْعَةُ وَالْفَتْحُ فِي إِمَارَةِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِمْ أَنَّهُمْ نَفَرُوا لِكِتَابِ يَزْدَجِرْدَ الْمَلِكِ ، فَتَوَافَوْا إِلَى نُهَاوَنْدَ ، فَتَوَافَى إِلَيْهَا مِنْ بَيْنِ خُرَاسَانَ إِلَى حُلْوَانَ ، وَمِنْ بَيْنِ الْبَابِ إِلَى حُلْوَانَ ، وَمِنْ بَيْنِ سِجِسْتَانَ إِلَى حُلْوَانَ ، فَاجْتَمَعَتْ حَلَبَةُ فَارِسَ وَالْفهلوجِ أَهْلِ الْجِبَالِ مِنْ بَيْنِ الْبَابِ إِلَى حُلْوَانَ ثَلاثُونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ ، وَمِنْ بَيْنِ خُرَاسَانَ إِلَى حُلْوَانَ سِتُّونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ ، وَمِنْ بَيْنِ سِجِسْتَانَ إِلَى فَارِسَ وَحُلْوَانَ سِتُّونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ وَاجْتَمَعُوا عَلَى الْفِيرَزَانِ . قَالُوا : إِنَّ عُمَرَ قَدْ تَنَاوَلَكُمْ ، وَأَتَى أَهْلَ فَارِسَ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ ، وَهُوَ آتِيكُمْ إِنْ لَمْ تَأْتُوهُ وَقَدْ أَخْرَبَ بَيْتَ مَمْلَكَتِكُمْ ، وَلَيْسَ بِمُنْتَهٍ إِلا أَنْ تُخْرِجُوا مَنْ فِي بِلادِكُمْ مِنْ جُنُودِهِ ، وَتَقْلَعُوا هَذَيْنِ الْمِصْرَيْنِ ثُمَّ تَشْغِلُوهُ فِي بِلادِهِ وَقَرَارِهِ ، فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا . فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى عُمَرَ أَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ مِنْهُمْ خَمْسُونَ وَمِائَةُ أَلْفِ مُقَاتِلٍ ، فَإِنْ جَاءُونَا قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَهُمْ ازْدَادُوا جُرْأَةً وَقُوَّةً ، وَإِنْ نَحْنُ عَاجَلْنَاهُمْ كَانَ ذَلِكَ لَنَا . وَقَدِمَ بِالْكِتَابِ قَرِيبُ بْنُ ظَفْرٍ الْعَبْدِيُّ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : " مَا اسْمُكَ ؟ " قَالَ : قَرِيبٌ . قَالَ : " ابْنُ مَنْ ؟ " قَالَ : ظَفْرٍ ، فَتَفَاءَلَ بِذَلِكَ ، وَقَالَ : " ظَفْرٌ قَرِيبٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ الصَّلاةُ جَامِعَةٌ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، وَوَاَفَاهُ سَعْدٌ فَتَفَاءَلَ بِمَجِيءِ سَعْدٍ ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ خَطِيبًا وَأَخْبَرَ النَّاسَ الْخَبَرَ وَاسْتَشَارَهُمْ ، وَآلَ الأَمْرُ إِلَى أَنْ وَلَّى النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ . فَلَمَّا الْتَقَوْا سَارَ فِي النَّاسِ ، فَجَعَلَ يَقِفُ عَلَى كُلِّ رَايَةٍ ، فَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ ، وَيَقُولُ : " قَدْ عَلِمْتُمْ مَا أَعَزَّ اللَّهُ بِهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ ، وَمَا وَعَدَكُمْ مِنَ الظُّهُورِ ، وَقَدْ أَنْجَزَ لَكُمْ هَوَادِيَ مَا وَعَدَكُمْ وَإِنَّمَا بَقِيَتْ أَعْجَازُهُ وَأَكَارِعُهُ وَاللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ ، وَلا يَكُونَنَّ عَلَى دُنْيَاهُمْ . أَحْنَى مِنْكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، وَإِنَّكُمْ تَنْتَظِرُونَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ : مِنْ بَيْنِ شَهِيدٍ حَيٍّ مَرْزُوقٍ ، أَوْ فَتْحٍ قَرِيبٍ ، فَاسْتَعِدُّوا فَإِنِّي مُكَبِّرٌ ثَلاثًا ، فَإِذَا كَبَّرْتُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى فَلْيَتَهَيَّأْ مَنْ لَمْ يَكُنْ تَهَيَّأَ ، فَإِذَا كَبَّرْتُ الثَّانِيَةَ فَلْيَشُدَّ سِلاحَهُ وَلْيَتَأَهَّبْ لِلنُّهُوضِ ، فَإِذَا كَبَّرْتُ الثَّالِثَةَ ، فَإِنِّي حَامِلٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاحْمِلُوا مَعًا : اللَّهُمَّ أَعِزَّ دِينَكَ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ ، وَاجْعَلِ النُّعْمَانَ أَوَّلَ شَهِيدٍ " . فَلَمَّا كَبَّرَ وَحَمَلَ حَمَلَ النَّاسُ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمِثْلِهِ ، فَزَلِقَ فَرَسُ النُّعْمَانِ بِهِ فِي الدِّمَاءِ فَصَرَعَهُ ، وَأُصِيبَ النُّعْمَانُ حِينَئِذٍ ، فَتَنَاوَلَ الرَّايَةَ مِنْهُ نُعَيْمُ بْنُ مُقَرِّنٍ وَسَجَّى النُّعْمَانَ بِثَوْبٍ ، وَأَتَى حُذَيْفَةُ فَأَقَامَ اللِّوَاءَ ، وَقَالَ الْمُغِيرَةُ : اكْتُمُوا مُصَابَ أَمِيرِكُمْ حَتَّى نَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ اللَّهُ فِينَا وَفِيهِمْ ، لَكَيْلا يَهِنَ النَّاسُ فَاقْتَتَلُوا حَتَّى إِذَا أَظْلَمَ اللَّيْلُ انْكَشَفَ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ مُلِظُّونَ بِهُمْ ، فَتَهَافَتُوا فِي الْحَفْرِ الَّذِي نَزَلُوا دُونَهُ ، فَمَاتَ مِنْهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ سِوَى مَنْ قُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ ، وَلَمْ يَفْلِتُ إِلا الشَّرِيدُ ، وَنَجَا الْفِيرَزَانُ ، فَهَرَبَ نَحْوَ هَمَذَانَ ، فَأَتْبَعَهُ نُعَيْمُ بْنُ مُقَرِّنٍ ، وَقَدِمَ الْقَعْقَاعُ قُدَّامَهُ ، فَأَدْرَكَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ثَنِيَّةِ هَمَذَانَ ، وَالثَّنِيَّةُ مَشْحُونَةٌ بَيْنَ بِغَالٍ وَحَمِيرٍ مُوَقَّرَةٍ عَسَلا ، فَحَبَسَتْهُ الدَّوَابُّ عَلَى أَجَلِهِ ، فَقَتَلَهُ عَلَى الثَّنِيَّةِ وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ لِلَّهِ جُنُودًا مِنْ عَسَلٍ ، وَاسْتَاقُوا الْعَسَلَ ، وَمَضَى الْفُلالُ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى هَمَذَانَ ، وَالْخَيْلُ فِي آثَارِهِمْ ، فَدَخَلُوهَا ، فَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِم وَحَوَوْا مَا حَوْلَهَا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ خِسْرُوشنومَ اسْتَأَمَنَهُمْ عَلَى أَنْ يَضْمَنَ لَهُمْ هَمَذَانَ وَدَسْتَبَي . وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ هَزِيمَةِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ نُهَاوَنْدَ مَدِينَةَ نُهَاوَنْدَ وَاحْتَوَوْا مَا فِيهَا وَمَا حَوْلَهَا . فَبَيْنَمَا هُمْ يَتَوَقَّعُونَ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ بِهَمَذَانَ ، أَقْبَلَ الْهِرْبِذُ عَلَى أَمَانٍ ، فَقَالَ لِحُذَيْفَةَ : أَتُؤْمِنُنِي عَلَى أَنْ أُخْبِرَكَ بِمَا أَعْلَمُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : إِنَّ النّخيرجانَ وَضَعَ عِنْدِي ذَخِيرَةً لِكِسْرَى ، فَأَنَا مُخْرِجُهَا لَكَ عَلَى أَمَانِي وَأَمَانِ مَنْ شِئْتُ ، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ ، فَأَخْرَجَ لَهُ جَوْهَرَ كِسْرَى كَانَ أَعَدَّهُ لِنَوَائِبِ الزَّمَانِ ، فَنَظَرُوا فِي ذَلِكَ فَأَجْمَعَ رَأْيُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَفْعِهِ إِلَى عُمَرَ وَجَعْلِهِ لَهُ ، فَبَعَثُوا بِهِ ، وَقَسَمَ حُذَيْفَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ غَنَائِمَهُمْ ، فَكَانَ سَهْمُ الْفَارِسِ يَوْمَ نُهَاوَنْدَ سِتَّةَ آلافٍ ، وَسَهْمُ الرَّاجِلِ أَلْفَيْنِ . وَكَانَ عُمَرُ يَتَمَلْمَلُ فِي اللَّيَالِي الَّتِي قَدَّرَ أَنَّهُمْ يَلْتَقُونَ فِيهَا ، فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ دَخَلَ الْمَدِينَةَ لَيْلا لَحِقَ بِهِ رَاكِبٌ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قَالَ : مِنْ نُهَاوَنْدَ قَالَ : مَا الْخَبَرُ ؟ قَالَ : الْخَبَرُ خَيْرٌ ، فَتَحَ اللَّهُ عَلَى النُّعْمَانِ ، وَاسْتُشْهِدَ ، وَقَسَمَ الْمُسْلِمُونَ الْفَيْءَ ، فَأَصَابَ الْفَارِسُ سِتَّةَ آلافٍ ، فَدَخَلَ الرَّجُلُ ، فَأَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ ، فَبَلَغَ عُمَرَ الْخَبَرُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : صَدَقْتَ ، هَذَا بَرِيدُ الْجِنِّ ، ثُمَّ جَاءَ الْخَبَرُ وَالأَخْمَاسُ وَالذَّخِيرَةُ ، فَرَدَّ الذَّخِيرَةُ إِلَى حُذَيْفَةَ ، وَقَالَ : اقْسِمْهَا عَلَى مَا أَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |