باب رد العمل على المغتاب وطالب الدنيا والمتكبر والمعجب ونحو ذلك


تفسير

رقم الحديث : 1569

وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ شَيْبَانَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَكْفُوفِ ، عَنْ سَلَمِ الْخَوَّاصِ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ ثَوْرٍ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَايِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ السَّعْدِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَرْزَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْهُبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَاضِي طَرْسُوسَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، أَحْسَبُهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : حَدَّثَنِي بحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَفِظْتَهُ وَذَكِرْتَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رِقَّةَ مَا حَدَّثَكَ بِهِ : قَالَ : نَعَمْ . ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ . فَقُلْتُ : لا يَسْكُتُ ، ثُمَّ سَكَتَ . فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي حَدَّثَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا رَدِيفِهِ ، بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ " . يَا مُعَاذُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيَّ الرَّحْمَةِ . قَالَ : " أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّةً ، إِنْ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ حَلَلَهَا ، أَرَاهُ قَالَ بِعَظَمَتِهِ ، وَجَعَلَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكَا بَوَّابًا ، فَتَكْتُبُ الْمَلائِكَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ مِنْ حِينَ يُصْبِحُ إِلَى حِينَ يُمْسِي ، أَرَاهُ قَالَ فَيَرْفَعُ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ ، لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ ، فَتُزَكِّيهِ وَتُكْثِرُهُ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا يَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَل وَجَهْ صَاحِبِهِ ، إِنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا الْعَمَلْ عَرَضَ الدُّنْيَا ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ بِصَدَقَةٍ وَصَلاةٍ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ يَقُولُ الْمَلَكُ : قَفْ وَاضْرَبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَظَهْرِهِ ، إِنَّهُ مَلَكٌ صَاحِبُ الْكِبْرِ ، إِنَّهَ عَمِلَ وَتَكَّبَّرَ عَلَى النَّاسِ فِي مَجَالِسِهِمْ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَهُمْ يَتَجَاوَزنِي إِلَى غَيْرِي ، قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، لَهُ دَوِيٌّ وَتَسْبِيحٌ وَصَوْمٌ وَحَجٌّ ، إِلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ . فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْعُجْبَ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزنِي إِلَى غَيْرِي . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى أَهْلِهَا بِعَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَّلاةِ إِلَى مَا بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ ، وَلِذَلِكَ الْعَمَلُ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ ، إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ . فَيَقُولُ الْمَلِكُ : قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ ، وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ ، إِنَّهُ كَانَ يَحْسِدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَيَعْمَلُ لِلَّهِ ، إِذَا رَأَى لأَحَدٍ فَضْلا فِي الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ حَسَدَهُمْ وَوَقَعَ فِيهِمْ ، فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ عَمَلُهُ . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ ، بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَصَلاةٍ كَبِيرَةٍ وَقِيَامِ اللَّيْلِ ، إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ . فَيَقُولُ الْمَلِكُ : قِفْ أَنَا مَلَكُ الرَّحْمَةِ ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ ، لأَنَّ صَاحِبَهُ لَمْ يَرْحَمْ شَيْئًا ، إِذَا أَصَابَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ دَيْنًا أَوْ ضَرًّا فِي الدُّنْيَا شَمِتَّ بِهِ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِي إِلَى غَيْرِي . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ إِعْمَالا بِفِقْهِ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعَ ٍ ، لَهُ صَوْتٌ كَصَوْتِ الرَّعْدِ وَضَوْءٌ كَضَوْءِ الْبَرْقِ ، وَمَعَهُ ثَلاثَةُ أَلْفِ مَلَكٍ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ . فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَجَوارِحَهُ وَأَصْلَ قَلْبِهِ ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ ، أَحْجُبُ كُلُّ عمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ رَفْعُهُ عِنْدَ الْقُرَّاءِ ، وَذِكْرًا فِي الْمَجَالِسِ وَصَوْتًا فِي الْمَدَائِنِ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِي إِلَى غَيْرِي . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ ، مِنْ حُسْنِ خُلُقٍ وَصَمْتٍ وَذِكْرٍ كَبِيرٍ ، وَتُشَيِّعَهُ مَلائِكَةُ السَّمَواتِ وَالْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ بِجَمَاعَتِهِمْ ، وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنْتُمْ حَفَظَةٌ عَلَى عَمَلِ عَبْدي ، وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ ، إِنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهَذَا ، عَلَيْهِ لَعْنَتِي . وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : عَلَيْهِ لَعْنُتِك وَلَعْنَتُنَا " ، ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْمَلُ ؟ قَالَ : " اقْتَدْ بِنَبِيِّكَ بِالْيَقِينِ " . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ . قَالَ : " وَإِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ فَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَعَنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ ، وَلْيَكُنْ ديونكَ علَيَكْ لا تَحْمِلْهَا عَلَى إِخَوَانِكَ ، وَلا تُزَكِّيَنَّ نَفْسَكَ بِتَذْمِيمِ إِخْوَانِكَ ، وَلا تَرْفَعْ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخْوَانِكَ ، وَلا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ ، وَلا تُدْخِلُ مِنَ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ ، وَلا تُفْحِشْ فِي مَجْلِسَكَ لِكَي يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلُقِكَ ، وَلا تَتَنَاجَ مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ ، وَلا تَتَعَظَّمْ عَلَى النَّاسِ ، فَتُقْطِعُ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَتُمَزِّقُكَ كِلابُ النَّارِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا سورة النازعات آية 2 أَتَدْرِي مَا هُوَ ؟ " ، قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ ؟ قَالَ : " كِلابٌ فِي النَّارِ تُنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ " . قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا الْخِصَالَ ؟ قَالَ : " يَا مُعَاذٌ ، إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ . قَالَ : وَمَا رأيت معاذا يكثر تلاوة الْقُرْآن كَمَا يكثر تلاوة هَذَا الْحَدِيث .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ

صحابي

خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ

ثقة

ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ

ثقة

عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ

ضعيف الحديث

الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ

مقبول

أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْهُبِيُّ

صدوق حسن الحديث

عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَرْزَمِيُّ

ثقة

أَبُو الْغَنَايِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ

ثقة

ابْنِ عُيَيْنَةَ

ثقة حافظ حجة

سَلَمِ الْخَوَّاصِ

ضعيف الحديث