باب رد العمل على المغتاب وطالب الدنيا والمتكبر والمعجب ونحو ذلك


تفسير

رقم الحديث : 1568

أَنْبَأَنَا أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ : قُلْتُ : يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ ، حَدَّثَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ حَفِظْتَهُ فَذَكَرْتُهُ كُلَّ يَوْمٍ . قَالَ مُعَاذٌ : نَعَمْ ، ثُمَّ قَالَ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ وَأَنَا رَدِيفُهُ ، وَنَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ . يَا مُعَاذُ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيّ الرَّحْمَةِ . قَالَ : " أُحَدِّثُكَ حَدِيثا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ إِنَّ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ السَّمَوَاتُ ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ حَلَلَهَا تَعْظِيمًا وَجَعَلَ عَلَى بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ مِنْهُم بَوَّابًا ، يُكْتِبُ الْحَفَظَةَ عَمَلَ الْعَبْدِ ، لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ سَمَاءَ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الْمَلِكُ الْبَوَّابُ : اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ : لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْغَيْبَةِ ، مَنِ اغْتَابَ النَّاسَ لَمْ أَدَعْ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزْنِي إِلَى غَيْرِي . قَالَ : وَبلغته حَتَّى يَمْشِيَ وَيَقُولُ : أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي . قَالَ : وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ . فَيَقُولُ الْمَلِكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ : قِفْ فَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ إِنَّكَ أَرَدْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرَضَ الدُّنْيَا وَأَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ عَمَلِ الدُّنْيَا لا أَدَعُ أَنْ يُجَاوِزَ إِلَى غَيْرِي ، أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي . قَالَ : وَبَلَغْتُهُ حَتَّى يَمْشِيَ قَالَ : وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنَ صَدَقَةٍ أَوْ صَلاةٍ . فَيَتَعَجَّبُ الْحَفَظَةُ . فَيُجَاوِزُهَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ . فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَ مُتَكَبِّرٍ يُجَاوُزُنِي إِلَى غَيْرِي . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الدُّرِّيُّ فِي السَّمَاءِ ، لَهُ تَسْبِيحٌ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ . فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ . فَيَقُولُ لَهُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْعُجْبَ بِنَفْسِهِ ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَأَدْخَلَ مَعَهُ الْعُجْبَ ، فَإِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ لا أَدَعَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي فَقُلْ لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ . قَالَ : وَبَلَغْتُهُ ثَلاثَة أَيَّامٍ . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوَفَةِ إِلَى أَهْلِهَا . فَيُمَرُّ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مِنْ عَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَلاةِ ، فَلِذَلِكَ الْعَمَلُ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ ، عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ ، فَيَقُولُ لَهُ الْمَلكُ : قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِ الْحَسَدِ مَنْ يَتَكَلَّمَ فِيهِ أَوْ يَعَمْلُ كَعَمَلَه ، إِذَا رَأَى الْعَبِيدِ فِي الْفَضْلِ وَالْعَمَلِ وَالْعِبَادَةِ حَسَدَهُمْ وَوَقَعَ فِيهِم ٍ ، قَالَ : وَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ مَا دَامَ حَيًّا . قَالَ : وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَقِيَامٍ كَثِيرٍ . فَيُمَرُّ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةُ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ أنَا صَاحِبُ الْعَمَلِ الَّذِي لِغَيْرِ اللَّهِ ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ جَوَارِحَهُ وَاقْفِلْ عَلَى قَلْبِهِ ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ ، أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ غَيْرَ اللَّهِ ، وَأَرَاد بِهِ الذِّكْرَ فِي الْمَجَالِسِ وَالصِّيتَ فِي الْمَدَائِنِ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي مَا لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ . قَالَ : وَيَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ حُسْنِ خُلُقِ وَسَمْتٍ وَذِكْرٍ كَبِيرٍ . وَتُشَيِّعُهُ الْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ تَحْمِلُ عَمَلَهُ ، فَيَصْعَدُونَ الْحُجُبَ كُلَّهَا حَتَّى يَقُومُوا بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ ، فَيَشْهَدُوا عَلَيْهِ بَعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ . فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَتْمُ الْحَفَظَةُ وَأَنَا الرَّقِيُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : إِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِعَمَلِهِ وَجْهِي . فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا . فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ : عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا " . قَالَ : فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الَّذِي أَعْمَلُ ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ يَا مُعَاذُ فِي الْيَقِينِ " . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَإِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ ، اقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ ، وَلا تُزِكِّ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخَوانِكَ ، وَلا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ ، وَلا تُفْحِشْ فِي مَجَالِسِكَ لِكَي يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلُقِكَ ، وَلا تَتَنَاجَ مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ ، وَلا تَعْظُمْ عَلَى النَّاسِ فَتُقْطَعُ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَتُمَزِّكُ ، فَتُمَزِّقُكَ كِلابُ النَّارِ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا سورة النازعات آية 2 أَتَدْرِي مَا هُوَ ؟ " ، قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ ؟ قَالَ : " كِلابُ النَّارِ تُنْشَطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ " . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ ؟ قَالَ مُعَاذٌ : إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ ثَوْرٌ : قَالَ خَالِد بْن معدان : وَمَا رأيت معاذ أَكْثَر من تلاوة الْقُرْآن مَا يكثر تلاوة هَذَا الْحَدِيث .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاذٌ

صحابي

خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ

ثقة

ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ

ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

ثقة

إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ

وضاع

مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ

مقبول

مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ

متروك الحديث

أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ

ثقة حافظ

زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ

صدوق حسن الحديث