أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ شَاذَانَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ الْمُلُوكِ ، قَالَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : " الْعَجَبُ لِمَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَجَلالَهُ ، كَيْفَ يُخَالِفُ أَمْرَهُ وَيَنْتَهِكُ حُرْمَتَهُ ؟ ! فَقَالَ الْحَكِيمُ : بِإِغْفَالِ الْحَذَرِ ، وَبَسْطِ أَمَدِ الأَمَلِ ، وَبِعَسَى وَسَوْفَ وَلَعَلَّ . قَالَ الْمَلِكُ : بِمَ يُعْتَصَمُ مِنَ الشَّهْوَةِ ، وَقَدْ رُكِّبَتْ فِي أَبْدَانٍ ضَعِيفَةٍ ، فَفِي كُلِّ جُزْءٍ مِنَ الْبَدَنِ لِلْشَهْوَةِ حُلُولٌ وَوَطَنٌ ؟ ! قَالَ الْحَكِيمُ : إِنَّ الشَّهْوَةَ مِنْ نَتَاجِ الْفِكْرِ ، وَقَرِينُ كُلِّ فِكْرَةٍ عِبْرَةٌ ، وَمَعَ كُلِّ شَهْوَةٍ زَاجِرٌ عَنْهَا ، فَمَنْ قَرَنَ شَهَوَاتِهِ بِالاعْتِبَارِ ، وَحَاطَ نَفْسَهُ بِالازْدِجَارِ ، انْحَلَّتْ عَنْهُ رَِبْقَةُ الْعُدْوَانِ ، وَدَحَضَ سَيِّئَ فِكْرِهِ بِإِيثَارِ الصَّبْرِ عَلَى شَهْوَتِهِ لِمَا يَرْجُو مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَيَخَافُ مِنْ عِقَابِهِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |