أَخْبَرَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ، قَالا : أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَخِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ خَيْرًا النَّسَّاجَ ، يَقُولُ : كُنْتُ مَعَ أُمَيَةَ بْنِ الصَّامِتِ الصُّوفِيِّ ، " فَنَظَرَ إِلَى غُلامٍ فَقَرَأَ : وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ سورة الحديد آية 4 , ثُمَّ قَالَ : وَأَيْنَ الْفَرَارُ مِنْ سِجْنِ اللَّهِ ، وَقَدْ حَصَّنَهُ بِمَلائِكَةٍ غِلاظٌ شِدَادٌ ، لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ، تَبَارَكَ اللَّهُ ، فَمَا أَعْظَمُ مَا امْتَحَنَنِي بِهِ مِنْ نَظَرِي إِلَى هَذَا الْغُلامِ ، مَا شَبَّهْتُ نَظَرِي إِلَيْهِ إِلا بِنَارٍ وَقَعَتْ عَلَى قَصَبٍ فِي يَوْمِ رِيحٍ ، فَمَا أَبْقَتْ وَلا تَرَكَتْ ، ثُمَّ قَالَ : اسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ بَلاءٍ جَنَتْهُ عَيْنَايَ عَلَى قَلْبِي وَأَحْشَائِي ، لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لا أَنْجُو مِنْ مَعَرَّتِهِ ، وَلا أَتَخَلَّصُ مِنْ إِثْمِهِ ، وَلَوْ وَافَيْتُ الْقِيَامَةَ بِعَمَلِ سَبْعِينَ صِدِّيقًا ثُمَّ بَكَى حَتَّى كَادَ يُقْضَى ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي بُكَائِهِ : يَا طَرْفِ لأَشْغَلَنَّكَ بِالْبُكَاءِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَلاءِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |