في ذم من خبب امراة على زوجها


تفسير

رقم الحديث : 505

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّيْنَبِيُّ إِجَازَةً ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْكَاتِبُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَحْكِي ، عَنْ بَعْضِ الْعُمَرِيِّينَ ، قَالَ : بَيَّنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَنْزِلِي إِذْ دَخَلَ عَلِيَّ خَادِمٌ لِي ، فَقَالَ لِي : بِالْبَابِ رَجُلٌ مَعَهُ كِتَابٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَدْخِلْهُ أَوْ خُذْ كِتَابَهُ ، فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ فَإِذَا فِيهِ : تَجَنَّبَكَ الْبَلا وَلَقِيتَ خَيْرًا وَسَلَّمَكَ الْمَلِيكُ مِنَ الْغُمُومِ شَكَوْنَ بَنَاتُ أَحْشَائِي إِلَيْكُمْ هَوَاهَا حِينَ أَلْفَتْنِي كَتُومِ وَسَأَلَتْنِي الْكِتَابَ إِلَيْكَ فِيمَا يُخَامِرُهَا فَدَتْكَ مِنَ الْهُمُومِ وَهُنَّ يَقُلْنَ يَا ابْنَ الْجُودِ إِنَّا بَرِمْنَا مِنْ مُرَاعَاةِ النِّجُومِ وَعِنْدَكَ لَوْ مَنَنْتَ شِفَاءُ سُقْمٍ لأَعْضَاءٍ دَمَيْنَ مِنَ الْكُلُومِ فَلَمَّا قَرَأْتُ الأَبْيَاتَ قُلْتُ عَاشِقٌ ، فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ أَدْخِلْهُ : فَخَرَجَ فَلَمْ يَرَهُ ، فَقُلْتُ : أَخْطَأْتُ فَمَا الْحِيلَةُ فَارْتَبْتُ فِي أَمْرِهِ ، وَجَعَلَ الْفِكْرُ يَتَرَدَّدُ فِي قَلْبِي ، فَدَعَوْتُ جَوَارِي كُلَّهُنَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنُهُنَّ وَمَنْ لا يَخْرُجُ فَجَمَعْتُهُنَّ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَخْبِرْنَنِي الآنَ قِصَّةَ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ ، فَجَعَلْنَ يَحْلِفْنَ وَيَقُلْنَ : يَا سَيِّدَنَا مَا نَعْرِفُ لِهَذَا الْكِتَابِ سَبَبًا ، وَإِنَّهُ لَبَاطِلٌ مَنْ جَاءَ بِهَذَا الْكِتَابِ ، فَقُلْتُ : قَدْ فَاتَنِي وَمَا أَرَدْتُ بِهَذَا الْقَوْلِ لأَنِّي ضَنَنْتُ عَلَيْهِ بِمَنْ يَهْوَى مِنْكُنَّ ، فَمَنْ عَرَفَتْ مِنْكُنَّ أَمْرَ هَذَا الرَّجُلِ فَهِيَ لَهُ ، فَلْتَذْهَبْ إِلَيْهِ مَتَى شَاءَتْ وَتَأْخُذْ كِتَابِي إِلَيْهِ ، قَالَ : وَكَتَبْتُ إِلَيْهِ كِتَابًا أَشْكُرُهُ عَلَى فِعْلِهِ ، وَأَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ , وَوَضَعْتُ الْكِتَابَ في موضع من الدار ، فقلت من عرف شيئا فليأخذه ، فمكث الكتاب في موضعه حينا لا تَأْخُذُهُ ، وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ ، وَلا أَرَى لِلرَّجُلِ أَثَرًا فَاغْتَمَمْتُ غَمًّا شَدِيدًا ، ثُمَّ قُلْتُ : لَعَلَّهُ بَعْضُ فِتْيَانِنَا ، ثُمَّ قُلْتُ : إِنَّ هَذَا الْفَتَى قَدْ أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ بِالْوَرَعِ ، وَقَدْ قَنَعَ مِمَّنْ يُحِبُّهُ بِالنَّظَرِ ، فَدَبَّرْتُ عَلَيْهِ ، فَحَجَبْتُ جَمِيعَ جَوَارِي ، عَنِ الْخُرُوجِ ، فَمَا كَانَ إِلا يَوْمٌ وَبَعْضُ آخَرِ إِذْ دَخَلَ الْخَادِمُ وَمَعَهُ كِتَابٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ فُلانٌ ، وَذَكَرَ بَعْضَ أَصْدِقَائِي فَفَضَّضْتُهُ فَإِذَا فِيهِ : مَاذَا أَرَدْتَ إِلَى رُوحٍ مُعَلَّقَةٍ عِنْدَ التَّرَاقِي وَحَادِي الْمَوْتِ يَحْدُوهَا حَثَثْتَ حَادِيهَا ظُلْمًا فُجَدَّ بِهَا فِي السَّيْرِ حَتَّى تَوَلَّتْ عَنْ تَرَاقِيهَا حَجَبْتَ مَنْ كَانَ تَحْيَا عِنْدَ رُؤْيَتِهَا رُوحِي وَمَنْ كَانَ يَشْفِينَا تَرَائِيهَا فَالنَّفْسُ تَرْتَاحُ نَحْوَ الظُّلْمِ جَاهِلَةً وَالْقَلْبُ مِنِّي سَلِيمٌ مَا يُوَاتِيهَا وَاللَّهِ لَوْ قِيلَ لِي تَأْتِي بِفَاحِشَةٍ وَأَنَّ عُقْبَاكَ دُنْيَانَا وَمَا فِيهَا لَقُلْتُ لا وَالَّذِي أَخْشَى عُقُوبَتَهُ وَلا بِأَضْعَافِهِ مَا كُنْتُ آتِيهَا لَوْلا الْحَيَاءُ لَبُحْنَا بِالَّذِي كَتَمَتْ بِنْتُ الْفُؤَادِ وَأَبْدَيْنَا تَمَنِّيهَا قَالَ : فَأُسْكِتُّ ، وَقُلْتُ لا أَدْرِي مَا أَحْتَالُ فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ ، وَقُلْتُ لِلْخَادِمِ لا يَأْتِيكَ أَحَدٌ بِكِتَابٍ إِلا قَبَضْتَ عَلَيْهِ حَتَّى تَدْخِلُهُ عَلَيَّ ، ثُمَّ لَمْ أَعْرِفْ لَهُ خَبَرًا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا أَنَا بِفَتًى قَدْ أَقْبَلَ نَحْوِي ، وَجَعَلَ يَطُوفُ إِلَى جَنْبِي ، وَيُلاحِظُنِي ، وَقَدْ صَارَ مِثْلَ الْعُودِ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ طَوَافِي خَرَجْتُ ، وَاتَّبَعَنِي ، فَقَالَ لِي : يَا هَذَا أَتَعْرِفُنِي ؟ قُلْتُ : مَا أُنْكِرُكَ لِسُوءٍ ، قَالَ : أَنَا صَاحِبُ الْكِتَابَيْنِ ، قَالَ : فَمَا تَمَالَكْتُ أَنْ قَبَّلْتَ رَأْسَهُ ، وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، وَاللَّهِ لَقَدْ شَغَلْتَ عَلَيَّ قَلْبِي ، وَأَطَلْتَ غَمِّي بِشِدَّةِ كِتْمَانِكَ لأَمْرِكَ ، فَهَلْ لَكَ فِيمَا سَأَلْتَ وَطَلَبْتَ ، قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ، وَأَقَرَّ عَيْنَيْكَ ، إِنَّمَا أَتَيْتُكَ مُسْتَحِلا مِنْ نَظَرٍ كُنْتُ أَنْظُرُهُ عَلَى غَيْرِ حُكْمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَالْهَوَى دَاعٍ إِلَى كُلِّ بَلاءٍ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، فَقُلْتُ : يَا حَبِيبِي أُحِبّ أَنْ تَصِيرَ مَعِي إِلَى مَنْزِلِي فَآنَسُ بِكَ ، وَتَجْرِي الْحُرْمَةُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ، قَالَ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ ، فَاعْذُرْ وَأَجِبْ إِلَى مَا سَأَلْتُكَ ، فَقُلْتُ : يَا حَبِيبِي غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ ، وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ ، وَمَعَهَا مِائَةَ دِينَارٍ تَعِيشُ بِهَا ، وَلَكَ فِي كُلِّ سَنَّةٍ كَذَا وَكَذَا قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، لَوْلا عُهُودٌ عَاهَدْتُ اللَّهَ بِهَا وَأَشْيَاءٌ وَكَّدْتُهَا عَلَى نَفْسِي لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الَّذِي تَعْرِضُهُ عَلَيَّ ، وَلَكِنْ لَيْسَ إِلَيْهِ سَبِيلٌ ، وَالدُّنْيَا فَانِيَةٌ مُنْقَطِعَةٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى مَا دَعَوْنَاكَ ، إِلَيْهِ فَأَخْبِرْنِي مَنْ هِيَ مِنْ جَوَارِيَّ ، حَتَّى أُكْرِمُهَا لَكَ مَا بَقِيتُ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأُسَمِّيهَا لأَحَدٍ أَبَدًا ، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيَّ وَمَضَى ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.