أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ ، قَالَتْ : أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ بِمِصْرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ الصُّوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْيَسَعِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الدَّيْنَوَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : نَظَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشْعَثِ الدِّمَشْقِيُّ ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى غُلامٍ جَمِيلٍ فَغَشِيَ عَلَيْهِ ، فَحُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَاعْتَادَهُ السَّقَمُ حَتَّى أَقْعَدَ مِنْ رِجْلَيْهِ ، وَكَانَ لا يَقُومُ عَلَيْهِمَا زَمَنًا طَوِيلا ، وَكُنَّا نَأْتِيهُ نَعُودُهُ ، وَنَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ وَأَمْرِهِ ، وَكَانَ لا يُخْبِرُنَا بِقِصَّتِهِ ، وَلا بِسَبَبِ مَرَضِهِ ، وَكَانَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ حَدِيثَ نَظَرِهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْغُلامُ ، فَأَتَاهُ عَائِدًا فَهَشَّ إِلَيْهِ وَتَحَرَّكَ ، وَضَحِكَ فِي وَجْهِهِ ، وَاسْتَبْشَرَ بِرُؤْيَتِهِ ، فَمَا زَالَ يَعُودُهُ ، حَتَّى قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ ، وَعَادَ عَلَى حَالَتِهِ ، فَسَأَلَهُ الْغُلامُ يَوْمًا الْمَصِيرَ مَعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ ، وَكَلَّمَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ ، فَأَبَى ، فَقُلْتُ : وَمَا الَّذِي تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لَسْتُ بِمَعْصُومٍ مِنَ الْبَلاءِ ، وَلا آمَنُ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَأَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الشَّيْطَانِ مِحْنَةٌ فَيَجْرِي بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَعْصِيَةٌ ، فَأَكُونُ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |