في النهي عن النظر الى المردان ومجالستهم


تفسير

رقم الحديث : 296

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ الأَدَمِيُّ . وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالا : أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاعِظَ ، قَالَ : سَمِعْتُ خَيْرًا النَّسَّاجُ ، يَقُولُ : كُنْتُ مَعَ أَبِي حَمْزَةَ بِالشَّامِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِصَوْمَعَةِ رَاهِبٍ بَيْنَ الرَّمْلَةِ ، وَمِصْرَ ، فَسَمِعْتُ بُكَاءَهُ وَشَهِيقَهُ ، فَنَادَاهُ أَبُو حَمْزَةَ ثَلاثًا : فَلَمْ يُجِبْهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَمْزَةَ : سَأَلْتُكَ بِحَقِّ مَنْ يَجِبُ لَهُ الْحَقُّ عَلَيْكَ إِلا كَلَّمْتَنِي ، فَقَالَ بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ : وَمَا يَدْعُوكَ إِلَى كَلامِي ، فَقَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ عَرَضَتْ لِي ، فَقَالَ : إِنِّي لَفِي شُغُلٍ عَنْ مَسْأَلَتِكَ ، وَكَلامِكَ فَامْضِ رَاشِدًا عَافَاكَ اللَّهُ , فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ : أَرِنِي وَجْهَكَ ، فَقَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْ أُصِيبَ مِنَ النَّظَرِ ، أَنْ أُشَافِهَكَ بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ جَوَابَ مَسْأَلَتِكَ فَاسْأَلْ حَتَّى أُخْبِرَكَ ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ النَّظَرَ فَامْضِ لِشَأْنِكَ فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ بِي مُصِيبَةً ، قَالَ : وَمَا مُصِيبَتُكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ صَوْمَعَتِي هَذِهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَوَقَعَتْ عَيْنِي عَلَى شَخْصٍ فَأَفْسَدَ قَلْبِي ، وَأَنَا فِي عِلاجِهِ وَجِهَادِهِ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى وَقْتِي مَا عَلِمْتُ أَنِّي نَظَرْتُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى كَلَّمْتَنِي ، فَقَالَ : لَعَمْرِي لَقَدْ كَانَ هَذَا نَظَرُ شُؤْمٍ عَلَيْكَ ، أَلْبَسَكَ طُولَ الْعَنَاءِ ، وَأَوْرَثَكَ إِدْمَانَ الْبُكَاءِ ، فَقَالَ : هَذَا لَعَمْرِي كَذَاكَ ، لَقَدْ بَكَيْتُ حَتَّى نَفَدَ دَمْعِي وَقَلُصَ ، فَمَا أَقْدِرُ عَلَى قَطْرَةٍ إِلا فِي بَعْضِ الأَيَّامِ ، فَإِذَا بَكَيْتُ وَجَدْتُ لِذَلِكَ رَاحَةً وَسُلْوَانًا ، قَالَ : فَمَا النَّظَرُ الَّذِي بَلَغَ بِكَ هَذَا كُلَّهُ ؟ فَقَالَ : حَضَرَ بَعْضُ أَعْيَادِنَا فَأَتَانِي جَمَاعَةٌ ، وَفِيهِمْ شَخْصٌ حَيَّرَ عَقْلِي كَمَالُهُ ، فَكَرَّرْتُ النَّظَرَ إِلَيْهِ مِرَارًا ، فَزَرَعَ فِي قَلْبِي زَرْعًا لا تُحْصُدُهُ الْمَنَاجِلُ ، وَلا تُسْفِيهِ الرِّمَاحُ ، وَلا يَزْدَادُ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ إِلا جِدَّةً وَثَبَاتًا ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ عَاتَبْتُ قَلْبِي كَيْ يُرَاجِعَنِي فَأَبَى إِلا التَّعَلُّقَ بِهِ ، وَالتَّعَرُّضَ لَهُ ، وَالتَّطَلُبَ لأَسْبَابِ قُرْبِهِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقِيمًا عَلَى مُخَالَفَتِي وَمَاضِيًا عَلَى عِصْيَانِي ، عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَرَى أَحَدًا وَلا يَرَانِي ، وَهَذِهِ عُقُوبَةُ كُلِّ طَرْفٍ مَالَ إِلَى غَيْرِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَا أَمَرَهُ ، أَوْ يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ عَفَى لَهُ عَمَّا أَجْرَمَ ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْبُكَاءِ ، فَانْصَرَفْنَا وَتَرَكْنَاهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.