في ذم من خبب امراة على زوجها


تفسير

رقم الحديث : 544

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلَطِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْبَرْدَعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الأُوَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : خَرَجَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، حَاجَّيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُمْ أَصْحَابٌ لَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالأَبْوَاءِ نَزَلُوا مَنْزِلا ، فَانْطَلَقَ سُلَيْمَانُ وَأَصْحَابُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِمْ ، وَبَقِيَ عَطَاءٌ قَائِمًا فِي الْمَنْزِلِ يُصَلِّي ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَعْرَابِ جَمِيلَةٌ ، فَلَمَّا رَآهَا عَطَاءٌ ظَنَّ أَنَّ لَهَا حَاجَةً ، فَأَوْجَزَ فِي صَلاتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَكِ حَاجَةً ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَتْ : قُمْ فَأَصِبْ مِنِّي ، فَإِنِّي قَدْ وَدِقْتُ ، وَلا بَعْلَ لِي ، فَقَالَ : إِلَيْكِ عَنِّي لا تَحْرِقِينِي وَنَفْسَكِ بِالنَّارِ ، وَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ جَمِيلَةٍ فَجَعَلَتْ تُرَاوِدُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَتَأْبَى إِلا مَا تُرِيدُ ، فَجَعَلَ عَطَاءٌ يَبْكِي ، وَيَقُولُ : وَيْحَكِ إِلَيْكِ عَنِّي ، إِلَيْكِ عَنِّي , قَالَ : وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَيْهِ وَمَا دَخَلَهُ مِنَ الْبُكَاءِ وَالْجَزَعِ ، بَكَتِ الْمَرْأَةِ لِبُكَائِهِ ، فَجَعَلَ يَبْكِي وَالْمَرَأَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبْكِي ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ جَاءَ سُلَيْمَانُ مِنْ حَاجَتِهِ ، فَمَا نَظَرَ إِلَى عَطَاءٍ يَبْكِي ، وَالْمَرْأَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبْكِي فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ ، بَكَى لِبُكَائِهِمَا لا يَدْرِي مَا أَبْكَاهُمَا ، وَجَعَلَ أَصْحَابَهُمَا يَأْتُونَ رَجُلا رَجُلا كُلَّمَا آتَاهُمْ رَجُلٌ فَرَآهُمْ يَبْكُونَ جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمَا لا يَسْأَلْهُمْ عَنْ أَمْرِهِمْ ، حَتَّى كَثُرَ الْبُكَاءُ ، وَعَلا الصَّوْتُ ، فَلَمَّا رَأَتِ الأَعْرَابِيَةُ ذَلِكَ ، قَامَتْ فَخَرَجَتْ ، وَقَامَ الْقَوْمُ فَدَخَلُوا ، فَلَبِثَ سُلَيْمَانَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَهُوَ لا يَسْأَلُ أَخَاهُ عَنْ قِصَّةِ الْمَرْأَةِ إِجْلالا لَهُ ، وَهَيْبَةً ، قَالَ : وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ . ثُمَّ إِنَّهُمَا قَدِمَا مِصْرَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِمْ ، فَلَبِثَا بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَبَيْنَا عَطَاءٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمًا اسْتَيْقَظَ ، وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي ؟ قَالَ : رُؤْيَا رَأَيْتُهَا اللَّيْلَةَ ، قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَ : لا تُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا : رَأَيْتُ يُوسُفَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي النَّوْمِ ، فَجِئْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ حُسْنَهُ بَكَيْتُ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : بِأَبَيِ أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ذَكَرْتُكَ وَامْرَأَةَ الْعَزِيزِ ، وَمَا ابْتُلِيتَ بِهِ مِنْ أَمْرِهَا ، وَمَا لَقِيتَ مِنَ السِّجْنِ ، وَفُرْقَةِ الشَّيْخِ يَعْقُوبَ ، فَبَكَيْتُ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْهُ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَهَلا تَعَجَّبْتَ مِنْ صَاحِبِ الْمَرْأَةِ الْبَدَوِيَةِ بِالأَبْوَاءِ ، فَعَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ ، فَبَكَيْتُ ، وَاسْتَيْقَظْتُ بَاكِيًا ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ : أَيْ أَخِي ، وَمَا كَانَ حَالُ تِلْكَ الْمَرْأَةِ ؟ قَالَ : فَقَصَّ عَطَاءٌ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَمَا أَخْبَرَ بِهَا سُلَيْمَانُ أَحَدًا حَتَّى مَاتَ عَطَاءٌ ، فَحَدَّثَ بِهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ ، قَالَ : وَمَا شَاعَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْمَدِينَةِ إِلا بَعْدَ مَوْتِ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.