باب سبب توقان النفس الى مكة


تفسير

رقم الحديث : 40

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَنْصُورٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ النَّرْسِيِّ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَاجِبِ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَجْيَدَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحُلْوَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَزْوِينِيُّ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ : حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ ، فَمَرَرْنَا بِالْكُوفَةِ ، فَإِذَا بُهْلُولٌ الْمَجْنُونُ يَهْذِي ، فَقُلْتُ : اسْكُتْ ، فَقَدْ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَكَتَ ، فَلَمَّا حَاذَاهُ الْهَوْدَجُ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنِي أَيْمَنُ بْنُ نَائِلٍ ، أَنْبَأَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ ، قَالَ : " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى عَلَى جَمَلٍ وَتَحْتَهُ رَحْلٌ رَثٌّ فَلَمْ يَكُنْ ثَمَّ طَرْدٌ وَلا ضَرْبٌ وَلا إِلَيْكَ إِلَيْكَ " . قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ بُهْلُولٌ الْمَجْنُونُ . قَالَ : قَدْ عَرَفْتُهُ ، قُلْ يَا بُهْلُولُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : هَبْ أَنَّكَ قَدْ مَلَكْتَ الْأَرْضَ طُرًّا وَدَانَ لَكَ الْعِبَادُ فَكَانَ مَاذَا ؟ أَلَيْسَ غَدًا مَصِيرُكَ جَوْفُ قَبْرٍ وَيَحْثُو التُّرْبَ هَذَا ثُمَّ هَذَا ؟ فَقَالَ : أَجَدْتَ يَا بُهْلُولُ ، أَفَغَيْرُهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ جَمَالا وَمَالا فَعَفَّ فِي جَمَالِهِ ، وَوَاسَى فِي مَالِهِ ، كُتِبَ فِي دِيوَانِ الْأَبْرَارِ . قَالَ : فَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ شَيْئًا ، قَالَ : فَإِنَّا قَدْ أَمَرْنَا بِقَضَاءِ دَيْنِكَ ، قَالَ : لا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لا تَقْضِ دَيْنًا بِدَيْنٍ ، ارْدُدِ الْحَقَّ إِلَى أَهْلِهِ ، فَاقْضِ دَيْنَ نَفْسِكَ مِنْ نَفْسِكَ . قَالَ : إِنَّا قَدْ أَمَرْنَا أَنْ يُجْرَى عَلَيْكَ . قَالَ : لا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لا يُعْطِيكَ وَيَنْسَانِي ، أَجْري عَلَى الَّذِي أَجْرَى عَلَيْكَ ، لا حَاجَةَ لِي فِي جِرَايَتِكَ . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَفَاجِيُّ : وَدَعِ النَّسِيمَ يُعِيدُ مِنْ أَخْبَارِهِ فَلَهُ حَوَاشٍ لِلْحَدِيثِ رِقَاقُ مَا ثَمَّ مَنْ عُلِّقَ النَّسِيمَ بِغَائِبٍ إِلا وَقَدْ شَهِدَتْ بِهِ الْآمَاقُ وَلَهُ : وَمُهَوِّنٌ لِلْوَجْدِ يَحْسَبُ أَنَّهَا يَوْمَ الْعُذَيْبِ مَدَامِعُ وَخُدُودُ سَلْ بَانَةَ الْوَادِي فَلَيْسَ يَفُوتُهَا خَبَرٌ يَطُولُ بِهِ الْجَوَى وَيَزِيدُ وَانْشُدْ مَعَ الصَّبَاحِ وَقُلْ لَهُ : كَمْ تَسْتَطِيلُ بِكَ الْلَيَالِي السُّودُ ؟ وَإِذَا هَبَطْتَ الْوَارِدَيْنِ وَفِيهِمَا دِمَنٌ عَلَى الْبِلَى وَعُهُودُ فَاخْدَعْ فُؤَادِي فِي الْخَلِيطِ فَكُلٌّ يَهْفُو عَلَى آثَارِهِمْ وَيَعُودُ أَصَبَابَةٌ بِالْجِزْعِ بَعْدَ سُوَيْقَةٍ سَفْلٌ لَعَمْرُكَ يَا أُمَيْمُ جَدِيدُ وَلِي فِي قَصِيدَةٍ : لِي شُغُلٌ عَنِ الرُّقَادِ شَاغِلِي مَنْ هَاجَدَ الْبَرْقَ بِسَفْحٍ عَاقِلٍ يَا صَاحِبِي هَذِهِ رِيَاحُ رَبْعِهِمْ قَدْ أَخْبَرَتْ شَمَائِلَ الشَّمَائِلِ نَسِيمُهُمْ سُحَيْرَى الرِّيحِ مَا يُشْبِهُهُ رَوَائِحُ الْأَصَائِلِ مَا لِلصَّبَا مُولَعَةٌ بِذِي الصِّبَا أَوَ صَبَا فَوْقَ الْغَرَامِ الْقَاتِلِ مَا لِلْهَوَى الْعُذَرِيِّ فِي دِيَارِنَا أَيْنَ الْعُذَيْبُ مِنْ قُصُورِ بَابِلِ ؟ لا نَطْلُبُوا ثَارَاتِنَا يَا قَوْمَنَا دِمَاؤُنَا فِي أَذْرُعِ الرَّوَاحِلِ للَّهِ دَرُّ الْعَيْشِ فِي طِلابِهِمْ وَلَّى وَكَمْ أُسَارٍ فِي الْمَفَاصِلِ وَاطْرَبِي إِذَا رَأَيْتِ أَرْضَهُمْ هَذَا وَفِيهَا رَمَيْتُ مُقَاتِلِي يَا طُرَّةَ الشِّيحِ سُقِيتِ أَدْمُعِيِ وَلا ابْتُلِيتِ بِالْهَوَى تَمَايُلِي مَيْلُكِ مِنْ زَهْوٍ وَمَيْلِي عَنْ أَسًى مَا طَرَبُ الْمَخْمُورِ مِثْلُ الثَّاكِلِ .

الرواه :

Whoops, looks like something went wrong.