الرقة والبكاء لابن قدامة


تفسير

رقم الحديث : 13

قَالَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ : فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَضِيُّ ، قَالَ : فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قُرَيْشٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَذَى ، وَجَدَ فَقْدَ عَمِّهِ لَمَّا كَانَ يَكُفُّ عَنْهُ مِنْ أَذَى قَوْمِهِ ، فَخَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ عَلَى قَدَمَيْهِ يُرِيدُ ثَقِيفًا لِيَمْنَعُوهُ وَلِيَنْصُرُوهُ وَلِيُعِينُوهُ ، وَلِيَكُونُوا مَعَهُ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى مَسْعُودٍ ، وَحَبِيبٍ ، وَعَبْدِ يَالِيلَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُقْدَةَ بْنِ غِيرَةَ ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى نُصْرَتِهِ ، وَالْقِيَامِ مَعَهُ ، وَظَلَّمَ عِنْدَهُمْ قَوْمَهُ ، فَلَمْ يُؤْوا ، وَلَمْ يَمْنَعُوا ، وَلَمْ يَرْحَمُوا ، وَلَمْ يَكْتُمُوا . فَقَالَ أَحَدُهُمْ : إِنَّا قَدْ عَلِمْنَا عَامَّةَ أَمْرِكَ ، وَالَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ قَوْمِكَ ، وَأَنْتَ رَجُلٌ تُرِيدُ مَا لا يَكُونُ ، أَمَا وَجَدَ اللَّهُ أَحَدًا يُرْسِلُهُ غَيْرَكَ ؟ وَقَالَ الآخَرُ : أَنَا أَسْرِقُ حِجَابَ كَعْبَةٍ إِنْ كَانَ اللَّهُ أَرْسَلَكَ بِشَيْءٍ قَطُّ ! وَقَالَ الآخَرُ : لَسْتُ بِقَائِلٍ لَكَ شَيْئًا ، وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ كَمَا تَقُولُ ، لأَنْتَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ نُكَلِّمَكَ بِشَيْءٍ يُؤْذِيكَ ، وَلَئِنْ كُنْتَ تَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ وَعَلَى نَفْسِكَ ، لأَنْتَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ أَنْ أُكَلِّمَكَ . فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اكْتُمُوا عَلَيَّ ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَبْلُغَ قَوْمِي أَنِّي أَتَيْتُكُمْ فَلَمْ تُصَدِّقُونِي ، فَيَزْدَادُوا عَلَيَّ جَرْأَةً " . فَلَمْ يَفْعَلُوا ، وَأَفْشُوا عَلَيْهِ ، وَصَيَّحُوا بِهِ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ وَقَدْ جَمَعَ لَهُ أَهْلُ الطَّائِفِ صَفَّيْنِ : عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، فَلَمَّا خَرَجَ وَمَرَّ بِهِمْ صَيَّحُوا بِهِ : تُرِيدُ أَنْ تُفْسِدَنَا كَمَا أَفْسَدْتَ قَوْمَكَ ؟ فَلَمَّا خَلَصَ مِنْهُمْ وَتَوَارَى عَنْهُمْ ، أَتَى كَرْمًا لِعُتْبَةَ وَشَيِبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ حَبَلَةٍ مِنْهُ مَكْرُوبًا ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي ، وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، أَنْتَ رَبِّي ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي ؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلا أُبَالِي ، وَلَكِنْ عَافِيَتُكَ لِي أَوْسَعُ ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ ، أَوْ يَحِلَّ عَلِيَّ غَضَبُكَ ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ " . وَقَدْ قَالَ قَائِلٌ : أَنَّهُ قَالَهَا حِينَ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ . قَالَ : وَوَجَدَ فِي الْكَرْمِ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، وَشَيِبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْفَى مِنْهُمَا ، وَكَرِهَ أَنْ يُجَالِسَهُمَا ، فَيَرَيَانِ الَّذِي بِهِ ، فَبَصُرَا بِهِ ، فَأَرْسَلا إِلَيْهِ غُلامًا يُدْعَى عَدَّاسًا ، نَصْرَانِيًّا ، فَقَالا : خُذْ هَذَا الْعِنَبَ فَاجْعَلْهُ فِي هَذَا الإِنَاءِ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ . قَالَ : وَعَدَّاسٌ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى ، فَلَمَّا جَاءَهُ عَدَّاسٌ بِالْعِنَبِ ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَسَمَّى اللَّهَ ، فَنَظَرَ عَدَّاسٌ فِي وَجْهِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا تَقُولُهُ النَّاسُ الْيَوْمَ ! قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَمَنْ أَنْتَ ؟ " , قَالَ : أَنَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ . قَالَ : " وَمِنْ أَيِّ أَرْضٍ أَنْتَ ؟ " , قَالَ : مِنْ أَهْلِ نِينَوَى . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَرْيَةُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى الْعَبْدِ الصَّالِحِ " ، فَلَمَّا سَمِعَ عَدَّاسٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يُونُسَ بْنَ مَتَّى ، قَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ مَنْ يُونُسُ ؟ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَاكَ أَخِي وَخَلِيلِي وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ ، ذَاكَ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَأَنَا نَبِيٌّ مِثْلُهُ , بَعَثَنِي لِلَّهِ بِالْحَقِّ " . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَحْقِرُ أَحَدًا يَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَدَّاسٌ خَرَّ سَاجِدًا ، وَجَعَلَ يُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ عُتْبَةُ وَشَيِبَةُ ، ضَحِكَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، وَقَالا : غُلامُنَا قَدْ فَسَدَ ، وَنَادَيَاهُ ، فَجَاءَهُمَا ، فَقَالا : لِمَ صَنَعْتَ بِهَذَا الرَّجُلِ مَا لَمْ تَصْنَعْ بِأَحَدٍ مِنَّا قَطُّ ؟ قَبَّلْتَ قَدَمَيْهِ ، وَسَجَدْتَ لَهُ ؟ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، هَذَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْمِي أَهْلِ نِينَوَى ، وَعَنْ نَبِيِّهِمْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ لِيُخْبِرَنِي بِهِ فِي هَذِهِ الأَرْضِ إِلا نَبِيٌّ . فَضَحِكَا ، وَقَالا : لا يَخْدَعَنَّكَ عَنْ دِينِكَ ، فَإِنَّهُ كَذَلِكَ يَفْعَلُ بِالسُّفَهَاءِ ، وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرِيدُ قَتْلَهُ . قَالَ لَهُمَا : لا تَسْتَطِيعَانِ قَتْلَ الَّذِي رَأَيْتُ ، فَأَطِيعَانِي ، وَأَجِيبَاهُ إِلَى مَا دَعَاكُمَا إِلَيْهِ ، فَزَجَرَاهُ زَجْرًا شَدِيدًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَضِيُّ

ثقة

يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ

ضعيف الحديث

ابْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

Whoops, looks like something went wrong.