الرقة والبكاء لابن قدامة


تفسير

رقم الحديث : 15

قَالَ قَالَ الأُمَوِيُّ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ ، رَهِقَتْهُ قُرَيْشٌ بِالأَذَى وَالتَّطْرِيدِ ، فَخَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى أَعْلَى الْوَادِي ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَمْسَى مِنَ الْغَدِ ، فَلَقِيَ ابْنَ أُرَيْقِدٍ ، أَحَدَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ ، وَهُوَ دَلِيلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ أَنْتَ مُعِينِي إِلَى الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " ائْتِهِ ، فَقُلْ لَهُ : إِنَّ مُحَمَّدًا ، يَقُولُ : أَجِرْنِي مِنْ قَوْمِكَ " ، قَالَ : فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا بَعَثَنِي إِلَيْكَ لِتُجِيرَهِ مِنْ قَوْمِكَ . قَالَ : إِنَّ حَلِيفَ قُرَيْشٍ لا يُجِيرُ عَلَى حَمِيمِهَا ، فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : " أَعِنِّي إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقُلْ : إِنَّ مُحَمَّدًا يَقُولُ لَكَ : أَجِرْنِي مِنْ قَوْمِكَ " ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا ، يَقُولُ لَكَ : أَجِرْنِي مِنْ قَوْمِكَ . فَقَالَ : إِنَّ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ لا تُجِيرُ عَلَى بَنِي كَعْبٍ ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : " هَلْ أَنْتَ مُعِينِي إِلَى الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ ؟ فَقُلْ لَهُ إِنَّ مُحَمَّدًا ، يَقُولُ لَكَ : أَجِرْنِي مِنْ قَوْمِكَ " ، فَقَالَ : نَعَمْ أَفْعَلُ ، أَنَا لَهُ جَارٌ ، أَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : بِأَعْلَى الْوَادِي . قَالَ لَهُ : قُلْ لَهُ : فَلْيَأْتِ ، فَأَتَاهُ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَاتَ عِنْدَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ حَتَّى أَصْبَحَ . قَالَ : ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمُطْعِمُ : قُمْ فَالْبَسْ ثِيَابَكَ . قَالَ : فَلَبِسَ ثِيَابَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ ، وَمَعَهُ بَنُونَ لَهُ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ ، أَمْثَالُ الرِّمَاحِ ، مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ ، فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ ، فَاسْتَلَمُوا الرُّكْنَ جَمِيعًا ، ثُمَّ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : طُفْ ، وَاحْتَبُوا بِحَمَائِلِ سُيُوفِهِمْ فِي الْمَطَافِ ، فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ , فَقَالَ : يَا مُطْعِمُ ، أَمُجِيرٌ أَنْتَ أَمْ تَابِعٌ ؟ قَالَ : بَلْ مُجِيرٌ . قَالَ : إِذًا لا يُخْفَرُ جَارُكَ ، فَجَلَسَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوَافَهُ ، فَقَامَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَبَنُوهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى مَجْلِسِهِ ، فَمَكَثَ أَيَّامًا ، ثُمَّ أُذِنَ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، لَمْ يَلْبَثُ إِلا يَسِيرًا ، حَتَّى وَمِيَ فِي جِنَازَتِهِ الْمُطْعِمُ ، فَقَالَ حَسَّانُ : وَاللَّهِ لأَرْثِيَنَّهُ . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ تَرْثِي رَجُلا كَافِرًا ؟ فَقَالَ : أَشْكُرُ لَهُ مَا صَنَعَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَعَيْنِي أَلا ابْكِي سَيِّدَ النَّاسِ وَاسْفَحِي بِدَمْعٍ فَإِنَّ أَنْزَفْتِهِ فَاسْكُبِي الدَّمَا وَبَكِّي عَظِيمَ الْمَشْعَرَيْنِ كِلَيْهِمَا عَلَى النَّاسِ مَعْرُوفًا لَهُ مَا تَكَلَّمَا فَلَوْ كَانَ مَجْدٌ يُخْلِدُ الْيَوْمَ وَاحِدًا مِنَ النَّاسِ نَجَّى مَجْدُهُ الْيَوْمَ مُطْعِمَا أَجَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا عَبِيدُكَ مَا لَبَّى مُحِلٌّ وَأَحْرَمَا وَذَكَرَ سَائِرَهَا . وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ : " لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ سَأَلَنِي فِي هَؤُلاءِ النَّتْنَى لأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ " ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الأَنْصَارِ فِي الْمَوْسِمِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَجَابُوهُ ، وَأَسْلَمُوا ، وَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا ذَخَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ وَخَصَّهُمْ بِهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ

مجهول الحال

مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ

صدوق ربما وهم

أَبِي

ثقة

الأُمَوِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.