ياتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر


تفسير

رقم الحديث : 16

قال أبو عمرو وحدثوني قالوا : أخبرنا أبو الطيب ، قال : حدثنا أبو بكر السامري قراءة عليه ، قال : حدثنا سليمان بن جبلة ، قال : حدثنا إدريس الحداد ، قال : حدثنا خلف بن هشام البزاز ، قال : قال لي سليم بن عيسي : دخلت على حمزة ابن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الأرض ويبكي ، فقلت : أعيذك بالله ، فقال لي : ومم استعذت يا هذا ؟ فقلت مما بك ، فقال . . . . . . . أريت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت ، وقي دعي بقراء القرآن ، فكنت فيمن حضر ، فسمعت قائلًا يقول بكلام عذب لا يدخل على إلا من عمل بالقرآن ، فرجعت القهقري ، وهتف باسمي ، أين حمزة بن حبيب الزيات ؟ فقلت : لبيك داعي الله لبيك ، فبدرني ملك , فقال قل لبيك اللهم لبيك ، فقلت كما قال لي ، فأدخلني دارًا سمعت فيها ضجيج القرآن ، فوقفت أرعد ، فسمعت قائلًا يقول : ولا بأس عليك ، ارق واقرأ , فأدرت وجهي , فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر مراقية زبرجد ، أخضر ، فقال لي : ارق واقرأ ، فرقيت ، فقيل لي : اقرأ سورة الأنعام ، فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ ، حتى بلغت الستين آيه ، فلما بلغت ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ سورة الأنعام آية 18 , قال : فقلت : بلي ، قال : صدقت ، قال : اقرأ ، فقرأتها حتى أتممتها ، ثم قال : اقرأ ، فقرأت الأعراف حتى بلغت آخرها ، فأومات بالسجود ، فقال لي : حسبك ما مضى ، ولا تسجد يا حمزة ، من أقرأك هذه القراءة ؟ فقلت سليمان ، قال : صدقت ، من أقرأ سليمان ؟ قلت : يحيى , قال : صدق يحيى ، على من قرأ يحيى ؟ فقلت : على أبي عبد الرحمن السلمي , فقال : صدق أبو عبد الرحمن السلمي ، من أقرأ أبا عبد الرحمن ؟ فقلت : ابن عم نبيك عليه السلام ، قال : صدق علي ، فمن أقرأ نبي ؟ قال : قلت : جبريل عليه السلام ، قال : ومن أقرأ جبريل ؟ قال : فسكت ، فقال لي : يا حمزة ، قل : أنت ، قال : فقلت : ما أحسن أن أقول أنت ، فقال لي : قل أنت ، فقلت : أنت ، قال لي : صدقت يا حمزة ، وحق القرآن لأكرمن أهل القرآن ، ولا سيما إذا عملوا بالقرآن ، يا حمزة ، القرآن كلامي وما أحببت أحد كحبي لأهل القرآن ، ادن يا حمزة ، فدنوت ، فغمس يده في الغالية ثم ضمخني بها وقال : ليس أفعل هذا بك وحدك ، قد فعلت هذا بنظرائك ، ومن فوقك ومن دونك ، ومن قراء القرآن كما أقرأته لم يرد به غيري ، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر ، فأعلم أصحابك بمكاني من حبي لأهل القرآن وفعلي بهم ، فهم المصطفون الأخيار ، يا حمزة ، وعزتي وجلالي لا أعذب لسانًا تلا القرآن بالنار ، ولا قلبا وعاه ، ولا أذنا سمعته ، ولا عينًا نظرته ، فقلت : سبحانك سبحانك أني يري ، فقال : يا حمزة ، أين نظار المصاحف ؟ فقلت : يا رب ، فحفاظهم ؟ قال : لا ، ولكني أحفظ لهم حتى يوم القيامة ، فإذا لقوني رفعت لهم بكل آية درجة ، أفتلومونني أن أبكي وأتمرغ في التراب ؟ جعلنا الله ممن عمر بكتابة العزيز جوانحه ، واستعمل به في طاعة الله جوارحه ، وتقبل به اليسير مما علمنا ، وبلغنا به الكثير مما أملنا بفضله وكرمه إنه ولي التوفيق والهادي إليه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل وهذا ذكر ما حضرني ذكره من مروياتي ، عن مشائخي الثقات المسندين ، مع إلماع بفائدة إن عرضت في بعض ذلك مستعينًا بالله تعالى العلى العظيم ، فهو خير معين ، وأنا مع ضيق هذا الزمان معترف بالقصور في هذا الشأن .

الرواه :

الأسم الرتبة