كور الاهواز


تفسير

رقم الحديث : 545

وحدثني روح بْن عَبْد المؤمن ، قَالَ : حدثني يعقوب بْن الحضرمي ، عن سلام ، قَالَ : أتى الحجاج بخلق من زط السند وأصناف ممن بها منَ الأمم معهم أهلوهم وأولادهم وجواميسهم ، فأسكنهم بأسافل كسكر . قال روح : فغلبوا عَلَى البطيحة وتناسلوا بها ، ثُمَّ أنه ضوى إليهم قوم من أباق العُبَيْد وموالي باهلة ، وخولة مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن علي وغيرهم ، فشجعوهم عَلَى قطع الطريق ومبارزة السلطان بالمعصية وإنما كانت غايتهم قبل ذلك أن يسألوا الشيء الطفيف ويصيبوا غرة من أهل السفينة فيتناولوا منها ما أمكنهم اختلاسه ، وكان الناس في بعض أيام المأمون قَدْ تحاموا الاجتياز بهم ، وانقطع عن بغداد جميع ما كان يحمل إليها منَ البصرة في السفن ، فلما استخلف المعتصم بالله تجرد لهم ، وولى محاربتهم رجلا من أهل خراسان يقال له : عجيف بْن عنبثة ، وضم إليه منَ القواد والجند خلقا ، ولم يمنعه شيئا طلبه منَ الأموال ، فرتب بَيْنَ البطائح ومدينة السلام خيلا مضمرة ملهوبة الأذناب ، وكانت أخبار الزط تأتيه بمدينة السلام في ساعات النهار ، أو أول الليل ، وأمر عجيفا فسكر عنهم الماء بالمؤن العظام ، حَتَّى أخذوا فلم يشذ منهم أحد ، وقدم بهم إِلَى مدينة السلام في الزواريق ، فجعل بعضهم بخانقين ، وفرق سائرهم في عين زربة والثغور . قَالُوا : وكانت جماعة السيابجة موكلين ببيت مال البصرة ، يقال أنهم : أربعون ، ويقال : أربعمائة ، فلما قدم طلحة بْن عُبَيْد اللَّه والزبير بْن العوام البصرة ، وعليها من قبل علي بْن أَبِي طالب عُثْمَان بْن حنيف الأنصاري أبوا أن يسلموا بيت المال إِلَى قدوم علي رضي اللَّه عنه ، فأتوهم في السحر فقتلوهم ، وكان عَبْد اللَّهِ بْن الزبير المتولي لأمرهم في جماعة تسرعوا إليهم معه ، وكان عَلَى السيابجة يومئذ أَبُو سالمة الزطي ، وكان رجلا صالحا ، وقد كان معاوية نقل منَ الزط والسيابجة القدماء إِلَى سواحل الشام وأنطاكية بشرا وقد كان الوليد بْن عَبْد الملك نقل قوما منَ الزط إِلَى انطاكية وناحيتها . قَالُوا : وكان عُبَيْد اللَّه بْن زياد سبى خلقا من أهل بخارى ويقال : بل نزلوا عَلَى حكمه ويقال بل دعاهم إِلَى الأمان والفريضة ، فنزلوا عَلَى ذلك ورغبوا فيه فأسكنهم البصرة ، فلما بنى الحجاج مدينة واسط نقل كثيرا منهم إليها ، فمن نسلهم اليوم بها قوم منهم خَالِد الشاطر المعروف بابن مارقلى ، قَالَ : ولإندغار من ناحية كرمان مما يلي سجستان .

الرواه :

الأسم الرتبة