قَالَ البزار فِي مسنده : حَدَّثَنَا سلمة بْن شبيب ، حَدَّثَنَا بسطام بْن خَالِد الحراني ، حَدَّثَنَا نصر بْن عَبْد الله أَبُو الفتح ، عَن ثور بْن يزيد ، عَن خَالِد بْن معدان ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلَّى بِصَلاتِهِ وَتَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِهِ ، وإن مؤمني الجن الذين يكونون فِي الهواء وجيرانه معه فِي مسكنه يصلون بصلاته ، ويستمعون لقراءته ، وَإِنَّهُ لَيَطْرُدُ بِجَهْرِهِ بِقِرَاءَتِهِ عَنْ دَارِهِ وَعَنِ الدُّورِ الَّتِي حَوْلَهُ فُسَّاقَ الْجِنِّ وَمَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ خَيْمَةٌ مِنْ نُورٍ ، يَقْتَدِي بِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ كَمَا يُقْتَدَى بِالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ ، وَفِي الأَرْضِ الْقَفْرَاءِ ، فَإِذَا مَاتَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ رُفِعَتْ تِلْكَ الْخَيْمَةُ ، فَيَنْظُرُ الْمَلائِكَةُ مِنَ السَّمَاءِ فَلا يَرَوْنَ ذَلِكَ النُّورَ ، فَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ، فَتُصَلِّي الْمَلائِكَةُ عَلَى رُوحِهِ فِي الأَرْوَاحِ ، ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْمَلائِكَةُ الْحَافِظِينَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ ، ثُمَّ تَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلائِكَةُ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ كتاب اللَّهِ ، ثُمَّ صَلَّى سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ إِلا أَوْصَتْ بِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الْمَاضِيَةُ الليلة الْقَابِلَةَ الْمُسْتَأْنَفَةَ أَنْ تُنَبِّهَهُ لِسَاعَتِهِ ، وَأَنْ تَكُونَ عَلَيْهِ خَفِيفَةً ، وَإِذَا مَاتَ وَكَانَ أَهْلُهُ فِي جِهَازِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ جَمِيلَةٍ ، فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ حَتَّى يُدْرَجَ فِي أَكْفَانِهِ ، فَيَكُونُ الْقُرْآنُ عَلَى صَدْرِهِ دُونَ الْكَفَنِ ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ ، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، أَتَاهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فَيُجْلِسَانِهِ فِي قَبْرِهِ ، فَيَجِيءُ الْقُرْآنُ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا ، فَيَقُولانِ لَهُ : إِلَيْكَ عَنَّا حَتَّى نَسْأَلَهُ . فَيَقُولُ : لا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ إِنَّهُ لَصَاحِبِي وَخَلِيلِي ، وَلَسْتُ آخُذُ لَهُ عَلَى حَالٍ ، فَإِنْ كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا بِشَيْءٍ ، فَامْضِيَا لِمَا أُمِرْتُمَا ، وَدَعَا مَكَانِي فَإِنِّي لَسْتُ أُفَارِقُهُ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ . ثُمَّ يَنْظُرُ الْقُرْآنُ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَيَقُولُ : أَنَا القرآن الَّذِي كنت تجهر بي وتخفيني وتحييني ، فأنا أحببتك ومن أحببته أحبه الله ، لَيْسُ عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ . فَيَسْأَلَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَيَصْعَدَانِ ، وَيَبْقَى هُوَ وَالْقُرْآنُ ، فَيَقُولُ : لأَفْرِشَنَّكَ فِرَاشًا لَيِّنًا ، وَلأُدَثِّرَنَّكَ دِثَارًا حَسَنًا كَمَا أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَأَنْصَبْتُ نَهَارَكَ . قَالَ : فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى السَّمَاءِ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى ذَلِكَ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ ، فَيَنْزِلُ بِهِ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَيَجِيءُ الْقُرْآنُ فَيُحَيِّيهِ ، فَيَقُولُ : هَلِ اسْتَوْحَشْتَ ؟ مَا زِدْتُ مُنْذُ فَارَقْتُكَ أَنْ كَلَّمْتُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى أَخَذْتُ لَكَ فِرَاشًا وَدِثَارًا وَمِفْتَاحًا ، وَقَدْ جِئْتُ لَكَ بِهِ ، فَقُمْ حَتَّى تُفْرِشَكَ الْمَلائِكَةُ . فَتُنْهِضُهُ الْمَلائِكَةُ إِنْهَاضًا لَطِيفًا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِ مِائَةِ عَامٍ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ فِرَاشٌ بِطَانَتُهُ مِنْ حَرِيرٍ أَخْضَرَ حَشْوُهُ الْمِسْكُ الأَذْفَرُ ، وَيُوضَعُ لَهُ مُرَافِقٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ يُزْهَى بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ تُضْجِعُهُ الْمَلائِكَةُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، ثُمَّ يُؤْتَى بِيَاسَمِينِ الْجَنَّةِ وَتَصْعَدُ عَنْهُ وَيَبْقَى هُوَ وَالْقُرْآنُ ، فَيَأْخُذُ الْقُرْآنُ الْيَاسَمِينَ فَيَضَعُهُ عَلَى أَنْفِهِ غَضًّا فَيَسْتَنْشِقُهُ حَتَّى يُبْعَثَ ، وَيَرْجِعُ الْقُرْآنُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، وَيَتَعَاهَدُهُ كَمَا يَتَعَاهَدُ الْوَالِدُ الشَّفِيقُ وَلَدَهُ بِالْخَيْرِ ، فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ دَعَا لَهُمُ بالصَّلاحَ وَالإِقبالَ " . أو كما ذكر قَالَ الْبَزَّارُ : خَالِدٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ . والله أعلم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ | معاذ بن جبل الأنصاري / توفي في :17 | صحابي |
خَالِد بْن معدان | خالد بن معدان الكلاعي | ثقة |
ثور بْن يزيد | ثور بن يزيد الرحبي | ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر |
سلمة بْن شبيب | سلمة بن شبيب المسمعي | ثقة |