زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل يذكران انهما اتيا النجاشي بعد رجوع ابرهة من مكة قال...


تفسير

رقم الحديث : 13

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَعْبٍ الدِّمَشْقِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، قَالَ : ثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَجْلِسِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَذَاكَرُونَ فَضَائِلَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : خَوَاتِيمُ سُورَةِ النَّحْلِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : سُورَةُ يس ، وَقَالَ عَلِيٌّ : " فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ فَضِيلَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ ؟ أَمَا إِنَّهَا خَمْسُونَ كَلِمَةً ، فِي كُلِّ كَلِمَةٍ سَبْعُونَ بَرَكَةً " . وَفِي الْقَوْمِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيٍّ لا يُحِيرُ جَوَابًا ، فَقَالَ : " فَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : حَدِّثْنَا يَا أَبَا ثَوْرٍ ، فَقَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذْ أَجْهَدَنِي الْجُوعُ ، فَأَقْحَمْتُ فَرَسِي الْبَرِيَّةَ ، فَمَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ إِذَا أَنَا بِشَيْخٍ عَرَبِيٍّ فِي خَيْمَةٍ وَإِلَى جَانِبِهِ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا شَمْسٌ طَالِعَةٌ ، وَمَعَهُ غُنَيْمَاتٌ لَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : اسْتَأْسِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ، وَقَالَ : يَا فَتًى إِنْ أَرَدْتَ قِرًى فَانْزِلْ ، وَإِنْ أَرَدْتَ مَعُونَةً أَعَنَّاكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : اسْتَأْسِرْ ، فَقَالَ : عَرَضْنَا عَلَيْكَ النُّزُلَ مِنَّا تَكَرُّمًا فَلَمْ تَرْعَوِي جَهْلا لِفِعْلِ الأَشَائِمِ وَجِئْتَ بِبُهْتَانٍ وَزُورٍ وَدُونَ مَا تَمَنَّيْتَهُ بِالْبِيضِ حَزَّ الْحَلاقِمِ وَوَثَبَ إِلَيَّ وَثْبَةً ، وَهُوَ يَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَكَأَنِّي مَثَلْتُ تَحْتَهُ ، ثُمّ قَالَ : أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ ؟ قُلْتُ : بَل خَلِّ عَنِّي ، قَالَ : فَخَلا عَنِّي ، ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي حَادَثَتْنِي بِالْمُعَاوَدَةِ ، فَقُلْتُ : اسْتَأْسِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ وَالرَّحْمَنِ فُزْنَا هُنَالِكَ وَالرَّحِيمِ بِهِ قَهَرْنَا وَمَا تُغْنِي جَلادَةُ ذِي حِفَاظٍ إِذَا يَوْمًا لِمَعْرَكَةٍ بَرَزْنَا ثُمَّ وَثَبَ إِلَيَّ وَثْبَةً كَأَنِّي مَثَلْتُ تَحْتَهُ ، فَقَالَ : أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ خَلِّ عَنِّي ، فَخَلا عَنِّي فَانْطَلَقْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي : يَا عَمْرُو أَيَقْهَرُكَ مِثْلُ هَذَا الشَّيْخِ ؟ وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْحَيَاةِ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : اسْتَأْسِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، فَوَثَبَ إِلَيَّ وَثْبَةً وَهُوَ يَقُولُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَكَأَنِّي مَثَلْتُ تَحْتَهُ ، فَقَالَ : أَقْتُلُكَ أَمْ أُخَلِّي عَنْكَ ؟ فَقُلْتُ : بَلْ خَلِّ عَنِّي ، قَالَ : هَيْهَاتَ ، يَا جَارِيَةُ ائْتِينِي بِالْمُدْيَةِ ، فَأَتَتْهُ بِالْمُدْيَةِ ، فَجَزَّ نَاصِيَتِي ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا ظَفَرَتْ بِرَجُلٍ فَجَزَّتْ نَاصِيَتَهُ اسْتَعْبَدَتْهُ ، فَكُنْتُ مَعَهُ أَخْدِمُهُ مُدَّةً ، ثُمَّ إِنَّهُ قَالَ : يَا عَمْرُو أُرِيدُ أَنْ تَرْكَبَ مَعِي الْبَرِيَّةَ ، وَلَيْسَ بِي مِنْكَ وَجَلٌ ، فَإِنِّي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَوَاثِقٌ ، قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا وَادِيًا أَشَبَّا شَبًّا مَهُولا مَغُولا , فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَلَمْ يَبْقَ طَيْرٌ فِي وَكْرِهِ إِلا طَارَ ، ثُمَّ أَعَادَ الصَّوْتَ فَلَمْ يَبْقَ سَبُعٌ فِي مِرْبَدِهِ إِلا هَرَبَ ، ثُمَّ أَعَادَ الصَّوْتَ ، فَإِذَا نَحْنُ بِحَبَشِيٍّ قَدْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنَ الْوَادِي كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ ، فَقَالَ لِي : يَا عَمْرُو إِذَا رَأَيْتَنَا قَدِ اتَّخَذْنَا ، فَقُلْ : غَلَبَهُ صَاحِبِي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا قَدِ اتَّخَذَا ، قُلْتُ : غَلَبَهُ صَاحِبِي بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى ، فَلَمْ يَصْنَعِ الشَّيْخُ شَيْئًا ، فَرَجَعَ إِلَيَّ ، وَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدْ خَالَفْتَ قَوْلِي ، قُلْتُ : أَجَلْ ، وَلَسْتُ بِعَائِدٍ ، فَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَنَا قَدِ اتَّخَذْنَا ، فَقُلْ : غَلَبَهُ صَاحِبِي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ قُلْتُ : أَفْعَلُ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا قَدِ اتَّخَذَا ، قُلْتُ : غَلَبَهُ صَاحِبِي بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ فَبَعَجَهُ بِسَيْفِهِ ، فَانْشَقَّ جَوْفُهُ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ شَيْئًا كَهَيْئَةِ الْقِنْدِيلِ الأَسْوَدِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَمْرُو هَذَا غِشُّهُ وَغِلُّهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرِي مَنْ تِلْكَ الْجَارِيَةُ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : تِلْكَ الْفَارِعَةُ ابْنَةُ السَّلِيلِ الْجُرْهُمِيِّ ، وَكَانَ أَبُوهَا مِنْ خِيَارِ الْجِنِّ ، وَهَؤُلاءِ أَهْلُهَا وَبَنُو عَمِّهَا ، يَغْزُونِي مِنْهُمْ كُلَّ عَامٍ رَجُلٌ يَنْصُرُنِي اللَّهُ عَلَيْهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ثُمّ قَالَ : قَدْ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنِّي إِلَى الْحَبَشِيِّ ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيَّ الْجُوعُ ، فَائْتِنِي بِشَيْءٍ آكُلُهُ ، فَأَقْحَمْتُ بِفَرَسِي الْبَرِيَّةَ ، فَمَا أَصَبْتُ إِلا بَيْضَ النَّعَامِ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا ، وَإِذَا تَحْتَ رَأْسِهِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الْخَشَبَةِ ، فَاسْتَلَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ عَرْضُهُ شِبْرٌ فِي سَبْعَةِ أَشْبَارٍ ، فَضَرَبْتُ سَاقَيْهِ ضَرْبَةً أَبَنَّتِ السَّاقَيْنِ مَعَ الْقَدَمَيْنِ ، فَاسْتَوَى عَلَى فِقَارِ ظَهْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ : قَاتَلَكَ اللَّهُ ، مَا أَغْدَرَكَ يَا غَدَّارُ ، قَالَ عُمَرُ : ثُمَّ مَاذَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِسَيْفِهِ حَتَّى قَطَعْتُهُ إِرْبًا إِرْبًا ، قَالَ : فَوَجَمَ لِذَلِكَ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : بِالْغَدْرِ نِلْتَ أَخَا الإِسْلامِ عَنْ كَثَبٍ مَا إِنْ سَمِعْتُ كَذَا فِي سَالِفِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمُ تَأْنَفُ مِمَّا جِئْتَهُ كَرَمًا تَبًّا لِمَا جِئْتَهُ فِي السَّيِّدِ الأَرِبِ إِنِّي لأَعْجَبُ أَنَّى نِلْتَ قِتْلَتَهُ أَمْ كَيْفَ جَازَاكَ عِنْدَ الذَّنْبِ لَمْ تَتُبِ قَرْمٌ عَفَا عَنْكَ مَرَّاتٍ وَقَدْ عَلَقَتْ بِالْجِسْمِ مِنْكَ يَدَاهُ مَوْضِعَ الْعَطَبِ لَوْ كُنْتَ آخِذًا فِي الإِسْلامِ مَا فَعَلُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَهْلُ الشِّرْكِ وَالصُّلَبِ إِذًا لَنَالَتْكَ مِنْ عَدْلِي مُشَطَّبَةٌ يُدْعَى لِذَائِقِهَا بِالْوَيْلِ وَالْحَرْبِ قَالَ : ثُمَّ مَاذَا كَانَ مِنْ حَالِ الْجَارِيَةِ ؟ قُلْتُ : ثُمَّ إِنِّي أَتَيْتُ الْجَارِيَةَ فَلَمَّا رَأَتْنِي قَالَتْ : مَا فَعَلَ الشَّيْخُ ؟ قُلْتُ : قَتَلَهُ الْحَبَشِيُّ ، قَالَتْ : كَذَبْتَ ، بَلْ قَتَلْتَهُ أَنْتَ بِغَدْرِكَ ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ : عَيْنِي جُودِي لِلْفَارِسِ الْمِغْوَارِ ثُمَّ جُودِي بِوَاكِفَاتٍ غِزَارِ لا تَمَلِّي الْبُكَاءَ إِذَا خَانَكِ الدَّهْرُ بِوَافِي حَقِيقَةٍ صَبَّارِ وَتَقِيٍّ وَذِي وَقَارٍ وَحِلْمٍ وَعَدِيلِ الْفِخَارِ يَوْمَ الْفِخَارِ لَهْفُ نَفْسِي عَلَى بَقَائِكَ عَمْرٌو أَسْلَمَتْكَ الأَعْمَارُ لِلأَقْدَارِ وَلَعَمْرِي لَوْ لَمْ تَرْمِهِ بِغَدْرٍ رَمَتْ لَيْثًا بِصَارِمٍ بَتَّارِ فَأَحْفَظَنِي قَوْلَهَا ، فَاسْتَلَلْتُ سَيْفِي ، وَدَخَلْتُ الْخَيْمَةَ لأَقْتُلَهَا ، فَلَمْ أَرَ فِي الْخَيْمَةِ أَحَدًا ، فَاسْتَقْتُ الْمَاشِيَةَ وَجِئْتُ إِلَى أَهْلِي " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ

صحابي

سُورَةُ يس

صدوق حسن الحديث

رَجُلٍ

صحابي

الشَّعْبِيِّ

ثقة

مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ

ضعيف الحديث

عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ

ثقة

سُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الدِّمَشْقِيُّ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.