باب ذكر علم الله تبارك وتعالى


تفسير

رقم الحديث : 110

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ ، أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ : " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتِهِ وَالتَّمَسُّكِ بِأَمْرِهِ ، وَالْمُعَاهَدَةِ عَلَى مَا حَمَّلَكَ اللَّهُ مِنْ دِينِهِ ، وَاسْتَحْفَظَكَ مِنْ كِتَابِهِ ، فَإِنَّ بِتَقْوَى اللَّهِ نَجَا أَوْلِيَاؤُهُ مِنْ سَخَطِهِ ، وَبِهَا تَحَقَّقَ لَهُمْ وِلايَتُهُ ، وَبِهَا وَافَقُوا أَنْبِيَاءَهُ ، وَبِهَا نَضَرَتْ وُجُوهُهُمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى خَالِقِهِمْ " . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَهَذِهِ الأَحَادِيثُ كُلُّهَا وَأَكْثَرُ مِنْهَا قَدْ رُوِّيَتْ فِي الرُّؤْيَةِ ، عَلَى تَصْدِيقَهَا وَالإِيمَانِ بِهَا أَدْرَكْنَا أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْبَصَرِ مِنْ مَشَايِخِنَا ، وَلَمْ يَزَلِ الْمُسْلِمُونَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا يَرْوُونَهَا وَيُؤْمِنُونَ بِهَا ، لا يَسْتَنْكِرُونَهَا وَلا يُنْكِرُونَهَا ، وَمَنْ أَنْكَرَهَا مِنْ أَهْلِ الزَّيْغِ نَسَبُوهُ إِلَى الضَّلالِ ، بَلْ كَانَ مِنْ أَكْبَرِ رَجَائِهِمْ ، وَأَجْزَلِ ثَوَابِ اللَّهِ فِي أَنْفُسِهِمُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ خَالِقِهِمْ ، حَتَّى مَا يَعْدِلُونَ بِهِ شَيْئًا مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ ، وَقَدْ كَلَّمْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ الْمُعَطِّلَةِ وَحَدَّثْتُهُ بِبَعْضِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ ، وَكَانَ مِمَّنْ يَتَزَيَّنُ بِالْحَدِيثِ فِي الظَّاهِرِ وَيَدَّعِي مَعْرِفَتَهَا ، فَأَنْكَرَ بَعْضَهَا وَرَدَّ رَدًّا عَنِيفًا ، قُلْتُ : قَدْ صَحَّتِ الآثَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَكِتَابُ اللَّهِ النَّاطِقِ بِهِ ، فَإِذَا اجْتَمَعَ الْكِتَابُ وَقَوْلُ الرَّسُولِ وَإِجْمَاعُ الأُمَّةِ لَمْ يَبْقَ لِمُتَأَوِّلٍ عِنْدَهَا تَأَوُّلٌ ، إِلا لِمُكَابِرٍ أَوْ جَاحِدٍ ، أَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ { 22 } إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ سورة القيامة آية 22-23 ، وَقَوْلُهُ : كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ سورة المطففين آية 15 ، وَلَمْ يَقُلْ لِلْكُفَّارِ : لَمَحْجُوبُونَ سورة المطففين آية 15 إِلا وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لا يَحْجُبُونَ عَنْهُ ، فَإِنْ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ عِنْدَكُمْ مَحْجُوبِينَ عَنِ اللَّهِ كَالْكُفَّارِ ، فَأَيُّ تَوْبِيخٍ لِلْكُفَّارِ فِي هَذِهِ الآيَةِ إِذَا كَانُوا هُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ جَمِيعًا عَنِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ مَحْجُوبِينَ ، وَأَمَّا قَوْلُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَوْلُهُ : " لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، كَمَا لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فِي الصَّحْوِ " ثُمَّ مَا رُوِّينَا عَنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ ، فَهَلْ عِنْدَكُمْ مَا رَدَّ ذَلِكَ مِنْ كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ إِجْمَاعٍ مِنَ الأُمَّةِ ؟ فَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نُورٌ ، أَنَّى أَرَاهُ ؟ " فَقُلْتُ : هَذَا فِي الدُّنْيَا ، وَكِلاهُمَا قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَفْسِيرُهُمَا بَيِّنٌ فِي الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.