باب قتل الزنادقة والجهمية واستتابتهم من كفرهم


تفسير

رقم الحديث : 199

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " . قَالَ مَالِكٌ : مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ ، مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهَا ، فَإِنَّ أُولَئِكَ يُقْتَلُونَ وَلا يُسْتَتَابُونَ ، لأَنَّهُ لا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ ، وَأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ بِالإِسْلامِ ، فَلا أُرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلاءِ ، وَلا يُقْبَلَ قَوْلُهُمْ ، وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلا قُتِلَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا عَلَى ذَلِكَ ، رَأَيْتُ أَنْ يُدْعَوْا إِلَى الإِسْلامِ وَيُسْتَتَابُوا ، فَإِنْ تَابُوا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا قُتِلُوا ، قَالَ مَالِكٌ : وَلَمْ يَعْنِ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ ، وَلا مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، إِنَّمَا عَنَى بِذَلِكَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ فَمَا نُرَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَأَيُّ كُفْرٍ أَعْظَمُ مِنْ كُفْرِ قَوْمٍ رَأَى فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ مِثْلُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , أَنَّهُمْ يُقْتَلُونَ وَلا يُسْتَتَابُونَ ؛ إِعْظَامًا لِكُفْرِهِمْ ، وَالْمُرْتَدُّ عِنْدَهُمْ يُسْتَتَابُ , وَيُقْبَلُ رُجُوعُهُ ، فَكَانَتِ الزَّنْدَقَةُ أَكْبَرَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الارْتِدَادِ , وَمِنْ كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى .

الرواه :

الأسم الرتبة
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ

ثقة

مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

رأس المتقنين وكبير المتثبتين

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ

ثقة